hobballah

الموقع الرسمي لحيدر حب الله

كلمات ومواقف

أصناف العلماء و"العوام"!

تاريخ الاعداد: 9/2/2025 تاريخ النشر: 9/1/2025
1600
التحميل

ربما يمكن فرز العلماء وطلاب العلوم الدينيّة، من حيث نوعيّة علاقتهم بالعوام، إلى أصناف، أبرزها:

الصنف الأوّل: وهو الصنف الذي يصدق عليه أنّه من العوام حقيقةً، فلا يختلفون عن طريقة تفكير العوام في شيء، فيعتمدون على الخيال والعاطفة، وتنمو أفكارهم بتأثير المجتمع عليهم تماماً، ولا يخضعون لمنطق موضوعي وعلمي، فهم عوام بلباس علماء.

الصنف الثاني: المتأثرون بالعوام، وهم أولئك الذين يتأثرون بطريقة تفكير العوام، فتجدهم حيناً يفكّرون كأنّهم من عوام الناس، وحيناً آخر تجدهم علماء حصيفين ونقّاداً نابهين.

الصنف الثالث: وهم الذين لا يفكّرون على طريقة العوام، ولا يتأثرون بهم في طريقة التفكير، لكنّهم يخشون العامّة من الناس، ويهابون غضبهم، فيفضّلون المشي معهم والمحاكاة لطريقتهم، خوفاً لا واقعاً.

الصنف الرابع: وهم الذين لا يفكّرون على طريقة العوام، ولا يتأثرون بهم في طريقة التفكير، كما أنّهم لا يخشونهم ولا يخافون منهم، غير أنّهم يرون أنّ من الصلاح مداراة العوام ومجاملتهم، اعتقاداً منهم أنّ في مواجهة العوام خسارة تعود على الحقّ والحقيقة نفسها.

الصنف الخامس: وهم الذين بلغت بهم المفاصلة مع العوام وطرائق تفكيرهم أنّهم يملكون الجرأة على مواجهتهم، ولا يرون صلاحاً في الخنوع لهم أو المجاملة، ويعتبرون ذلك مصداقاً لعنوان "لا يخاف في الله لومة لائم".

الصنف السادس: وهم الذين ذهبت بهم المفاصلة مع العوام، لا إلى حدّ الجرأة على مخالفتهم، بل إلى حدٍّ يمكن تصنيفه بمعاداة العوام، فيصبح ذلك أشبه بالمرض الذي يدعو دوماً للمناكفة والمشاكسة مع كلّ ما هو متوالم مع ثقافة العوام وعقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم.

واعتقادي أنّ الأصل الصحيح هو ما عليه الصنف الخامس مع أسلوب شفيقٍ رحيم، لكن مطعّماً بمنهج الصنف الرابع حيث تقتضي الضرورات الحقيقيّة، والعلم عند الله.

 

حيدر حبّ الله

الإثنين 1 ـ 9 ـ 2025م