"ألفونس دو لامارتين" والفرق بين السياسة البريطانيّة والفرنسيّة
ألفونس دو لامارتين (1869م)، سياسي فرنسي وأحد كبار شعراء المدرسة الرومانسيّة الفرنسيّة، وهو صاحب المقولة الشهيرة: «الضمير وحده من دون الله أشبه بمحكمةٍ ليس فيها قاضٍ».
يُنقل عنه ـ وهو الذي خاض مجال العمل السياسي، وأصيب بإحباطات بعد مجيء نابليون الثالث (1873م) إلى السلطة ـ يُنقل عنه أنّه قال: «في بريطانيا يتمّ تغيير السياسات، أمّا في فرنسا فيتمّ تغيير الأفراد».
يقصد ألفونس دو لامارتين بذلك أنّ الديمقراطيّة ـ وكذلك الثورات ـ ذات شكلين: شكل يقوم بتغيير الأفراد، فيذهب ملك أو حاكم أو رئيس أو جنرال حرب، ليأتي مكانَه شخصٌ آخر مختلف تماماً، ويقوم الشعب بإبداء رأيه في ذلك بالانتخابات أو بالثورة، لكنّ الحاكم الجديد لا فرق بينه وبين القديم في شيءٍ يذكر، إلا في بعض الشعارات والكلمات والأدبيّات واللغة. وهذا ما يعتبر دو لامارتين أنّه حصل في فرنسا، بينما يرى أنّ البريطانيّين يتحرّكون بطريقة مختلفة، وكان يغبطهم على ذلك، وهو أنّهم يركّزون أكثر على تغيير السياسات، وأقلّ على تغيير الأفراد، أو بالأحرى: إنّ تغيير الأفراد هو نتيجٌ تلقائي لتغيير السياسات، أمّا لو كان التغيير الحقيقي هو للأفراد ولجهاز السلطة مع بقاء العقليّة نفسها، فلا أمل في حصول تغييراتٍ جوهريّة.
يمكن لهذه الفكرة الحكيمة أن ترشدنا للكثير من التقويم لوضع بلداننا، وثوراتها وديمقراطيّاتها! ليكون العمل على تغيير السياسات والرؤى أكثر من مجرّد العمل على تغيير الأفراد حصراً.
حيدر حبّ الله
الخميس 14 ـ 8 ـ
2025م