hobballah

الموقع الرسمي لحيدر حب الله

كلمات ومواقف

الأنصاري وحكايا كرامات ما بعد الموت!

تاريخ الاعداد: 8/13/2025 تاريخ النشر: 8/13/2025
150
التحميل

يذكر الشيخ مرتضى مطهري في كتابه (يادداشت هاى استاد مطهري 15: 154) أنّه قيل للشيخ مرتضى الأنصاري(1281هـ) يوماً: إنّ العلماء السابقين كانت تفتح لهم (على نحو المعجزة والكرامة) الأبواب المغلقة مثل بوّابة النجف، بينما لا نرى العلماء الحاضرين على هذه الشاكلة؟ فأجاب الأنصاري قائلاً: دعوا الريح تهبّ على قبري لعدّة سنوات، وسترون أنّهم سيقولون مثل تلك القصص عنّي أيضاً.

هذه الحكاية الطريفة، تنبؤنا عن حقيقة قائمة، وهي أنّ الكثير من القصص والحكايا والكرامات لا تظهر إلا بعد وفاة الأشخاص، لا لأنّه حال حياتهم لم تكن هناك دوافع لنقل هذه القصّة ممن رآها وشاهدها، بل لأنّه بعد وفاتهم لن يتمكّن أحد من التحقّق من صدقيّة الكثير من هذه القصص، لا نفياً ولا إثباتاً. كما أنّ مرور الزمن يساعد على تضخّم الحكايا وخلق إضافات عليها، وبخاصّة لو كان ذلك مما تميل إليه النفوس وتستأنسُ به.

يقولون: قال شخص لمن حوله: إنّني الآن أقف بالضبط في منتصف الأرض، فسألوه: ما الدليل؟ فقال: اذهبوا وعدّوا الأمتار وسترون! ضامناً أن لا أحد يمكنه أن يذهب ويسافر ليحسب ملايين الأمتار من الجانبين!

المشكلة ليست هنا، بل في خلق وعي شعبي متزايد يعتاش على حكايا وأساطير، ولا يتربّى على التحقّق والتثبّت، بل يرى التثبّت والتحقّق عيباً في هذا المضمار، وهذا ليس إلا انعكاساً لكون المجتمع ما يزال في عصر الأسطورة، أكثر من عصر العلم والبيّنة.

حيدر حبّ الله

الأربعاء 13 ـ 8 ـ

2025م