hobballah

الموقع الرسمي لحيدر حب الله

المقالات

وقفتان مختصران مع سورة القدر (علاقة البعثة بنزول القرآن ـ علاقة ليلة القدر بالإمام)

تاريخ الاعداد: 4/6/2025 تاريخ النشر: 4/6/2025
1890
التحميل


حيدر حبّ الله([1])

تمهيد

حديثنا اليوم سيكون حول بعض جوانب سورة القدر؛ لأنّه من الصعب الحديث عن كلّ جوانبها التفسيريّة، ولهذا سوف أتكلّم بشكلٍ مختصر في محورين أساسيّين:

1 ـ كيف يمكن التوفيق بين نزول القرآن في ليلة القدر وكون القرآن الكريم قد نزل خلال ثلاث وعشرين سنة وكون المبعث النبوي في السابع والعشرين من رجب؟

2 ـ هل توجد علاقة بين ليلة القدر والإمام المعصوم؟ وما هي هذه العلاقة؟

لن أقوم هنا بتبيين رأيي النهائي، ولن أخوض في الأدلّة والمناقشات كثيراً؛ لأنّ الوقت والمجال لا يسمحان بلذلك، لكن سوف أضيء على بعض أهمّ النقاط المفتاحيّة؛ للتأمّل والتفكير، وقد أشير لبعض القناعات هنا وهناك.

 

1 ـ العلاقة بين ليلة القدر والبعثة ونزول القرآن

المشكلة القائمة التي واجهها العلماء والباحثون هنا تكمن في سؤالين:

السؤال الأوّل: إنّه إذا نزل القرآن في ليلة القدر، فهذا معناه أنّ النبيّ قد بُعث في ليلة القدر؛ لأنّ نزول القرآن عليه ـ أعني الآيات الأولى من سورة العلق ـ هو بداية بعثته، فكيف يكون هناك نزول للقرآن في ليلة القدر في شهر رمضان بينما البعثة حصلت في رجب؟!

السؤال الثاني: ما معنى نزول القرآن في ليلة القدر والمفروض أنّه نزل في مدّة ثلاث وعشرين سنة؟! فالقرآن نزل في ليلة القدر، وفي شهر شعبان، وفي شهر ربيع الأوّل، وفي مختلف الشهور، فكلّ شهر نزل بعضٌ من القرآن فيه خلال مدّة ثلاث وعشرين سنة، فلماذا يقول بأنّ القرآن نزل في ليلة القدر، وكأنّه لم ينزل أيُّ وحيٍ على النبيّ خارج ليلة القدر، مع أنّنا نعرف أنّ الوحي كان ينزل على النبيّ في أيّام متعدّدة من السنة، وليس فقط في ليلة القدر، فلماذا خصَّ القرآنُ ليلةَ القدر بأنّه نزل فيها؟

لا توجد مشكلة جوهريّة هنا عند أهل السنّة فيما يخصّ السؤال الأوّل؛ لأنّ أهل السنّة يعتقدون ـ في الأعم الأغلب ـ أنّ البعثة حصلت في شهر رمضان وليس في رجب، وإن كان لديهم حوالي ثلاث روايات ضعيفة في أنّها في رجب، ويُنسب هذا القول لبعض أهل السنّة، ولأنّ الغالبيّة الساحقة من أهل السنّة ترى أنّ البعثة حصلت في شهر رمضان، لهذا ليسوا مضطرّين لتفسير العلاقة بين نزول القرآن في رمضان وحصول البعثة في رجب. وبعضهم يرى أنّ ما وقع في رجب هو الإسراء والمعراج وليس البعثة، وكأنّ هناك من التبس عليه الأمرُ فظنّ الإسراء والمعراج هو البعثة، فنَسَبَ البعثة إلى شهر رجب. هذا كلّه على صعيد أهل السنّة.

أمّا الشيعة الإماميّة، فإنّ أغلب الروايات عندهم ـ حوالي عشرة روايات ـ تؤكّد أنّ السابع والعشرين من رجب هو يوم البعثة، ولهذا يذكرون بعضَ الأعمال المستحبّة في هذا اليوم مثل الصوم، وعلى هذا الأساس يأتي هذا التساؤل عندهم حول الفرق بين يوم البعثة ويوم نزول القرآن.

إذن، السؤال الأوّل شيعيٌّ أكثر منه سنيّاً، أما السؤال الثاني ـ وهو النزول في ليلة القدر وفي الوقت عينه لمدّة ثلاث وعشرين سنة ـ فهو سنّيٌ شيعي معاً.

حول هذا الموضوع توجد أكثر من وجهة نظر، سأقتصر على اثنتين:

وجهة النظر الأولى: وهي تقول بأنّ القرآن الكريم نزل على دفعتين، ففي المرّة الأولى نزل كلّه دفعةً واحدة، وفي المرّة الثانية نزل بشكل متقطّع خلال ثلاث وعشرين سنة، وبداية النزول التدريجي للقرآن كانت في يوم المبعث، فيما النزول الدفعي كان في ليلة القدر، وبهذا يتمّ حلّ المشكلة من جميع جوانبها.

هذا النزول الدفعي الذي يؤمن به هؤلاء، وقع بينهم خلافٌ فيه، وظهرت عدّة آراء، أهمّها ثلاثة:

أ ـ إنّ القرآن نزل دفعياً كلّه ليلة القدر إلى البيت المعمور، الذي قيل بأنّه في السماء الأولى أو الثالثة أو الرابعة أو السادسة أو السابعة أو فوق السماء السابعة، ثم بعد ذلك أخذ ينزل بالتدريج من البيت المعمور إلى الأرض.

دعونا نتوقّف قليلاً عند فكرة "البيت المعمور"، فالقرآن تحدّث عن البيت المعمور (الطور: 4)، ومن الراجح جداً أنّه يقصد الكعبة، فهي التي تعرف بأنّها معمورة في ثقافة العرب، وكذلك وصفها بـ"البيت العتيق". وإنّما سمّي بالمعمور لأنّه عامرٌ بزوّاره وحُجّاجه. ولكنّ بعض الروايات عند المسلمين والمنسوبة إلى بعض الصحابة والتابعين، حاولت أن تقول بأنّ البيت المعمور هو بيتٌ آخر موازٍ للكعبة يوجد في إحدى السماوات، وأنّه أفضل من الكعبة، والملائكة تطوف به بأعداد كبيرة جدّاً، وبهذا وُلدت فكرة وجود بيت في السماء بهذا الاسم، ثم نُسب نزول القرآن الدفعي إلى هذا البيت.

ومن أبرز الرواة الذين تحدّثوا عن البيت المعمور كان أبو هريرة، ثم دخلت فكرة البيت المعمور إلى التراث الشيعي، وعلى الأرجح عن طريق الشيخ الكليني (329هـ) والشيخ الصدوق (381هـ) اللذين نقلا في كتابَي: "الكافي" و"الأمالي"، روايةً عن الإمام جعفر الصادق تتضمّن فكرة البيت المعمور وأنّه نزل القرآن فيه أوّلاً. وقد أقرّ الصدوق في كتبه العقائديّة بهذه الفكرة، فقال بأنّ القرآن نزل أوّلاً على البيت المعمور ومنه تدريجياً نزل إلى الأرض لعشرين سنة، ولذلك انتقده الشيخ المفيد (413هـ) على هذه الفكرة ونفاها، وقال بأنّ الصدوق اعتمد على رواية واحدة فقط وأنّ هذا غير صحيح. ورغم نقد المفيد لكنّ هذه الفكرة عادت وظهرت في كتب الشيخ الطوسي (461هـ) إلى يومنا هذا.

هذا، ومن الجدير الإشارة إلى أنّ الرواية التي ذكرها الصدوق هنا عن الإمام الصادق، ضعيفةٌ من حيث السند.

وعلى أيّة حال، كان هذا هو الرأي الأول في أنّ النزول الدفعي في ليلة القدر حصل إلى البيت المعمور.

ب ـ إنّه نزل في ليلة القدر دفعةً واحدة إلى السماء الدنيا، وهو المرويّ عن ابن عباس، ثم نزل تدريجيّاً لثلاث وعشرين سنة إلى الأرض ابتداء من يوم المبعث.

ج ـ إنّه نزل ـ وهذا رأي جماعة من العلماء اليوم، منهم العلامة الطباطبائي ـ بمضمونه الإجمالي لا التفصيلي وبكلّياته العامّة، دفعيّاً على قلب الرسول محمّد، وبهذا قالوا بالتمييز بين "إنزال القرآن" فهو دفعي، و"تنزيل القرآن" فهو تدريجي، فالقرآن نزل دفعيّاً على قلب النبي في ليلة القدر، وبدأ نزوله التدريجي التفصيلي عليه في رجب، وقد اعتمد الطباطبائي على التفريق بين كلمتي الإنزال والتنزيل لتأكيد هذه الفكرة.

لكن في المقابل، أنكر بعض العلماء ـ ومن المتأخّرين منهم: السيد محمّد حسين فضل الله والشيخ نعمة الله صالحي نجف آبادي وغيرهما ـ وجود نزولين للقرآن الكريم، وقالوا بأنّ فرضيّة وجود نزول دفعي مبنيّة على بعض الروايات الضعيفة جداً، كما أنّ نزوله على قلب النبيّ مجرّد ادّعاء، والتفريق بين الإنزال والتنزيل ليس له أساس في اللغة العربيّة، فلا نقول في اللغة العربية: أنزل، ونقصد الإنزال الدفعي، ولا نقول: نزّل، ونقصد الإنزال التدريجي بالضرورة.

وجهة النظر الثانية: وهي تقول بأنّ القرآن الكريم نزل في ليلة القدر، وهذا كان أوّل نزوله، والقرآن حجّة في ذلك، ونحن نتمكّن من معرفة ذلك عبر مقاربة الآيات بعضها مع بعضها الآخر.

فقد قال تعالى: (حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) (الدخان: 1 ـ 5)، فالضمير المتصل في قوله تعالى: (أنزلناه) يرجع للآية السابقة، التي تتكلّم عن الكتاب المبين، ثمّ تتحدث الآية عن الإنذار ثم الإرسال، وهما مفهومان مرتبطان بالوحي والنبوّات، وبهذا نفهم أنّ الذي نزل في ليلة القدر هو القرآن، وبذلك نستطيع أن نفسّر مطلع سورة القدر؛ لأنّ الضمير فيها لا نعرف إلى أين يرجع.

أمّا النزول الدفعي فلا وجود له من وجهة النظر هذه، وتعبير القرآن بأنّه أنزله الله في ليلة القدر، لا يعني أنّ القرآن نزل كلّه فيها، بل يعني بداية نزوله كانت في تلك الليلة، كما تقول: بتاريخ 10 ـ 10 ـ 2000 مثلاً أمدّت مصرُ لبنانَ بالغاز، فهذا لا يعني أنّ كلّ الغاز وصل في هذا التاريخ، بل يعني بدايته.

أمّا المبعث النبويّ، فقد تقول وجهة النظر هذه بأنّه يمكن فهمه بتفسيرين:

1 ـ إنّ الفرق بين المبعث ونزول القرآن أنّ المبعث هو لحظة إرسال النبيّ للناس لتبليغهم الدين، فمن الممكن أنّ النبيّ نزل عليه الوحي، لكنّه لم يُقَل له بأنّه مسؤول عن رسالة عليه تبليغها للناس، بل ذلك حصل لاحقاً.

وهذه الفكرة قد تبدو غريبة لبعض الناس؛ لأنّهم يتصوّرون أنّ نزول الوحي على شخصٍ معناه أنّ الله أرسله للناس، وهذا غير صحيح؛ فقد ينزل الوحي على شخص ولا يكون رسولاً ولا نبيّاً مبعوثاً، كما هي الحال مع السيدة مريم العذراء، ولهذا لا يعني نزول الوحي بذاته أنّ الموحى إليه صار مبعوثاً للناس بمهمّة دَعَويّة.

2 ـ إنّ الحديث عن يوم مبعثٍ نبوي في رجب معتمدٌ على رواياتٍ ضعيفة فلا نأخذ بها.

والنتيجة ـ بناءً على وجهة النظر الثانية هذه ـ أنّ القرآن يصرّح بأنّه نزل في شهر رمضان وفي ليلة القدر لا في رجب، فنعمل بما يقوله القرآن، ونعتقد بأنّه بدأ نزوله هناك نزولاً تدريجياً، ولا نزولَ غيره، وعلى أحسن التقادير نقول بأنّ نزوله بدأ في رمضان والأمر بالدعوة صار في رجب.

 

2 ـ العلاقة بين ليلة القدر والإمام

المعروف في الوسط الشيعي وبخاصّة اليوم، أنّ أفواج الملائكة تنزل على الإمام المعصوم ليلة القدر ويستمرّ ذلك حتى الفجر، وأنّها تُعْلِمُه بكلّ القرارات الإلهيّة المستقبليّة المرتبطة بالكون والوجود، ليكون هو جزءاً رئيساً من تنظيم أمور العالم، وبهذا يكون سرّ وجوهر ليلة القدر هو الإمام المعصوم، وعبر هذه الطريقة يتمّ إعادة إنتاج فهم ليلة القدر وفقاً للأصول المذهبيّة الشيعيّة، التي تتشابك فيها نظريّة علم الإمام بالغيب مع نظريّة الولاية التكوينيّة وسلطة الإمام على العالم. ولهذا تسمّى سورة القدر في بعض الأدبيات الشيعيّة بسورة الولاية.

السؤال هنا: من أين جاء هذا الفهم؟ وكيف استنتجوا هذا الربط بين مفهوم ليلة القدر في الإسلام وقضيّة الإمامة؟

والجواب: إنّ هناك مجموعة من الروايات عن أهل البيت النبويّ بهذا الصدد، ففي كتاب "أصول الكافي" للشيخ الكليني، يوجد بابٌ يتحدّث عن هذا الموضوع، تحت عنوان "في شأن إنّا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها"، ويستعرض مجموعة من الروايات التي تصل لحدّ أنّ ليلة القدر هي إثبات للإمامة، على قاعدة أنّه إذا كانت ليلة القدر متكرّرة في كلّ سنة، وليست ليلةً واحدة وقعت وانتهت في زمن النبيّ ـ خلافاً لما يعتقده الكثير من علماء أهل السنّة ـ فهذا يعني أنّ هناك شخصٌ تنزل عليه ليلة القدر كما نزلت على رسول الله، وليس إلا الإمام المعصوم، وعلى هذا الأساس شاع الاعتقاد القائل بالعلاقة المحْكَمَة بين ليلة القدر والإمام المعصوم، وبخاصّة الإمام المهدي.

جاء في إحدى هذه الروايات عن الإمام الباقر، قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ خَاصِمُوا بِسُورَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاه تَفْلُجُوا، فَوَاللَّه إِنَّهَا لَحُجَّةُ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّه، وإِنَّهَا لَسَيِّدَةُ دِينِكُمْ، وإِنَّهَا لَغَايَةُ عِلْمِنَا يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ..»([2]). ومعنى تفلجوا أي تفوزوا وتظفروا.

وفي رواية أخرى ذكرها علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ـ دون أن يبيّن أنّ هذا الكلام يُنسب لأيّ إمام، ودون أن يذكر أيّ سند ـ: قوله (تنزّل الملائكة والروح فيها)، قال: «تنزّل الملائكة وروح القدس على إمام الزمان، ويدفعون إليه ما قد كتبوه من هذه الأمور»([3]).

وروى الكليني وغيره عن الحسن بن العباس بن الجريش (الحريش)، عن أبي جعفر الثاني، أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لابن عباس: «إنّ ليلة القدر في كلّ سنة، وإنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله»، فقال ابن عباس: من هم؟ قال: «أنا وأحد عشر من صلبي أئمّة محدَّثون»([4]).

ونقل القمي أيضاً بسنده إلى أبي المهاجر، عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال: «يا أبا المهاجر، لا تخفى علينا ليلة القدر، إنّ الملائكة يطوفون بنا فيها..»([5]).

 

ملاحظات الفريق الرافض لفكرة العلاقة بين ليلة القدر والإمام

يرى الفريق الرافض لهذه الفكرة هنا أنّنا عندما نراجع هذه الروايات في كتاب "الكافي"، ونراجع غيرها من الروايات في الكتب الأخرى، نلاحظ أمرين مهمّين جداً على مستوى علوم الحديث، وهما:

الأمر الأوّل: إنّ الأغلبيّة الساحقة من هذه الروايات وردت في كتابين فقط: الكافي للكليني، وبصائر الدرجات للشيخ الصفار، بمعنى أنّ هذه الروايات أغلبها إمّا قسم رواه الكليني أو قسم رواه الصفار.

الأمر الثاني: إنّ بعض الأسماء موجودة أو متكرّرة في أسانيد هذه الروايات، ومن أبرز هذه الأسماء:

أ ـ الحسن بن العباس بن الحَرِيش (الجريش).

ب ـ أحمد بن محمد السيّاري.

ج ـ سلمة بن الخطاب.

د ـ علي بن أبي حمزة البطائني.

عندما نحاول دراسة تاريخ هذه الشخصيات ـ وربما أقول بأنّ أغلب الروايات وردت من خلالها أو مرسلةً ـ نكتشف أنّ الأوّل والثاني كانا من كبار الغلاة عبر التاريخ، ومن المتّهمين بالكذب. يقول الطوسي: «أحمد بن محمّد بن سيار.. ويعرف بالسياري، ضعيف الحديث، فاسد المذهب، مجفوّ الرواية، كثير المراسيل»([6])، ويقول الشيخ النجاشي: «الحسن بن العباس بن الحريش، ضعيف جداً. له كتاب: إنا أنزلناه في ليلة القدر، وهو كتاب رديّ الحديث، مضطرب الألفاظ»([7]). وأمّا الثالث والرابع فهما مضعّفان في كتب الرجال ومتّهمان.

وعليه، قليلاً ما نجد رواية في هذا الصدد لا ينقلها أحد هؤلاء، فالكليني في "الكافي" في الباب الذي أشرنا إليه، ينقل تسع روايات، وكلّها عن ابن الحريش، وربما هذا يعزّز أنّ الكليني لم يعثر على روايات تتصل بهذا المفهوم ـ أعني مفهوم العلاقة بين ليلة القدر والإمام ـ إلا عند هذا الرجل المغالي المتهم، أو أنّه لم يأخذ بما في كتاب بصائر الدرجات للصفار من روايات إضافيّة متعدّدة أو أنّه أراد الاختصار([8]).

وقد حاول العلامة المجلسي الدفاعَ عن بعض هذه الشخصيّات ـ مثل ابن الحريش ـ فقال: «لكن يظهر من كتب الرجال أنّه لم يكن لتضعيفه (يقصد ابن الحريش) سبب إلا رواية هذه الأخبار العالية الغامضة التي لا يصل إليها عقول أكثر الخلق، والكتاب كان مشهوراً عند المحدّثين»([9]).

ولست بصدد مناقشة هذا المنهج الذي ناقشناه في بحوثنا الرجاليّة الموسّعة، وبإمكان كلّ شخص أن يوثق أكبر الضعفاء المتّهمين بمجرّد ممارسة تبرأة من هذا النوع. ولا ننفي إمكانيّة ذلك لكنّ الكلام أنّ إسقاط تضعيف الرجاليّين القدامى لابن الحريش لا يساوي وثاقته، فانتبه فهذه مغالطة منطقيّة. وعليه فتضعيف الرجاليين القدامى يظلّ مؤثراً في بطء الوثوق بصدق ابن الحريش إن لم يوجب الظنّ بكذبه، علماً أنّ ابن الحريش لا يُعرف في الحديث والرواية إلا من خلال هذه المجموعة من الروايات القليلة للغاية، فليس محدّثاً معروفاً له شيوخه وتلامذته وحضوره في سلاسل الأسانيد ونقل الحديث جغرافياً أو زمنيّاً، حتى نتتبّع حركته الحديثيّة لنرفع مستوى الوثوق بمنقولاته، وهذه نقطة لها أهميّتها في الدراسات الحديثية النقديّة.

يضاف إلى ذلك أنّه يكفي لمناقشة كلام المجلسي مورديّاً هنا هو أنّ نصّ النجاشي واضح في أنّ نظره نظرة خبير في الحديث، وليس فقط نظرة متكلّم، بدليل أنّه تكلّم عن البنية اللغوية لرواية ابن حريش، وأنّه مضطرب، وهذه خصوصيّة مهنيّة في حجية النقل ولا علاقة لها بالمذهب والانتماء الفكري والكلام يطول وليس هنا مجاله.

حسناً، فلنترك أسانيد هذه الروايات، ونرجع للفكرة التي تتضمّنها هذه النصوص، فهل هي صحيحة بالضرورة؟ وهل يدلّ القرآن عليها؟ أعني دعونا نحاكم مضمون هذه الروايات وطريقتها في الاستدلال على هذه الفكرة.

إنّ سورة القدر والدخان ونحوهما تدلّ على نزول الملائكة والروح في ليلة القدر، لكنّها لا تدلّ على لقياهم أحداً من المعصومين، أو نزولها عليهم، بمن في ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، في غير تنزيل القرآن عليه فيها، فالآيات تقول بأنّ هذه الليلة التي نزّل الله فيها القرآنَ الكريم على رسول الله هي ليلة حافلة بالتنزيل، وفيها تتخذ القرارات الحاسمة، لكنّ هذا لا يعني أنّ كلّ ما قرّر فيها أو نزل فيها مرتبطٌ بالنبي في غير تنزيل الكتاب العزيز، فلعلّ لنزولها مهمّات أخرى لا نعرفها، فما وجه الربط بين نزولها ووجود معصوم؟! وبين نزولها وكون هذا النزول على شخص المعصوم؟! فهي تعني أنّ هناك تنزيلات من السماء إلى الأرض في هذه الليلة، أمّا كيف تتمّ هذه التنزيلات؟ وهل تنزل على إنسان أم تنزل على عالم التكوين كلّه؟ فهذا شيء لا وجود له في الآيات الكريمة، إن لم يكن الأقرب أن يكون المراد بالتنزيل هو بداية تنفيذ القوانين الإلهيّة في هذا العام بناءً على استمرار ليلة القدر كلّ عام.

قد تقول: إنّ كلمة (سلامٌ هي حتى مطلع الفجر) تعني أنّه يُلقى فيها السلام على أحدٍ معيّن،، وكأنّ الملائكة تتواصل أفواجُها لتسلّم على الإمام المعصوم حتى الفجر.

ولكنّ هذا الكلام غير صحيح؛ لأنّ السلام في اللغة بمعنى السلامة وعدم وجود عيب، فهذه الليلة هي ليلة سلام يغمر الله فيها عباده بما ينزله من قرارات على الأرض لتنظيم أمورهم إلى العام القادم، وكأنّه لا يقرّر في حقّهم إلا كلّ الخير لهم، فليس للجملة دلالة على هذا الادّعاء. وحتى لو فرضنا أنّ السلام فيها يتطلّب شخصاً يتمّ السلام عليه، فلماذا نحصره بالإمام؟! حيث يمكن أن تنزل الملائكة لتلقي السلام والرحمة على جميع المؤمنين والصالحين، بمن فيهم الإمام، فما هو الدليل على حصر السلام بالإمام؟ وما هو الدليل على أنّ هذا السلام هو لتولية الإمام مسؤوليّة إدارة العالم في العام المقبل؟

وخلاصة وجهة نظر الفريق الرافض هنا هي أنّ فكرة الربط بين ليلة القدر والإمام فكرة أتت من الروايات وليس من نصّ القرآن نفسه، وأنّ هذه الروايات تعاني من مشاكل في مصادرها وأسانيدها وبنيتها اللفظية؛ ويكفي أنّ أهمّ مصدر لها هو كتاب تفسير سورة القدر لابن الحريش، الشخص المتهم بالكذب واضطراب الرواية واختلالها. هذا، وأمّا الحديث عن الفكرة من خلال نظريّة الإنسان الكامل وكونه الواسطة في الفيض، فالنقاش مبنائي حيث لا يؤمن هذا الفريق بهذه النظريّات التي لا يعتبرها قاطعة، والتفصيل في محلّه.

أكتفي بهذا القدر لفتح المجال للتفكير والتأمّل في هذين الموضوعين اللذين تناولتهما.

__________________________

([1]) هذا تقرير ـ باللغة العربيّة ـ للمحاضرة التي ألقاها الشيخ حيدر حبّ الله في جمعٍ من الطلاب المسلمين في جامعة كامبريدج بمناسبة ليالي القدر من شهر رمضان المبارك، وذلك بتاريخ 22 ـ 3 ـ 2025م. وقد قام حبّ الله بإجراء تعديلات وإضافات لتخرج على هذه الشاكلة باللغة العربية.

([2]) الكافي 1: 249. وفي سند الرواية ابن الحريش الذي سوف نتكلّم عنه قريباً.

([3]) تفسير القمي 2: 431.

([4]) الكافي 1: 532 ـ 533؛ وكمال الدين: 304 ـ 305. وفي سند الرواية ابن الحريش الذي سوف نتكلّم عنه قريباً.

([5]) تفسير القمي 2: 290. وأبو المهاجر شخصٌ مجهول تماماً لا نعرف عنه شيئاً.

([6]) الفهرست: 66.

([7]) الفهرست: 60 ـ 61.

([8]) لا بأس هنا باستعراض بعض أهمّ الروايات ـ غير ما ذكرناه أعلاه ـ وتقويم أسانيدها وبعض الأمور المتعلّقة بها باختصار شديد فلا نهدف التوسّع، بعد استبعاد الروايات التي تتكلّم عن كليّة نزول الملائكة على أهل البيت وتحديثها لهم دون إشارة لليلة القدر، فإنّ بحثنا في ليلة القدر بالخصوص لا في مطلق تحديث الملائكة لهم فانتبه، وقد خلط بعضُ الباحثين بين هذين الأمرين.

ومهم الروايات هنا هو الآتي:

الرواية الأولى: خبر داود بن فرقد، قال: سألته عن قول الله عز وجل: إنّا أنزلناه في ليلة القدر وما أدريك ما ليلة القدر؟ قال: «نزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود»، قلت له: إلى من؟ فقال: «إلى من عسى أن يكون؟! إنّ الناس في تلك الليلة في صلاة ودعاء ومسألة، وصاحب هذا الأمر في شغلٍ تنزل الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كلّ أمر سلام هي له إلى أن يطلع الفجر» (بصائر الدرجات: 240).

ويناقش:

أوّلاً: إنّ الرواية من حيث الإسناد صحيحة، إلا من ناحية إثبات نسبة كتاب البصائر الذي بين أيدينا اليوم إلى الصفار، وهو أمرٌ مختلف فيه؛ إذ لا طريق لنا إليه. وقد أقرّ بذلك السيد محمد باقر الصدر والسيد كاظم الحائري وغيرهما، لهذا فتصحيح هذه الرواية تصحيحاً نهائياً يحتاج لتأكيد نسبة البصائر الموجود إلى الصفار.

ثانياً: إنّ ظاهر هذه الرواية أنّ أهل البيت لا يحيون ليلة القدر بالدعاء والمسألة، بل باستقبال الملائكة ونزول الأمر عليهم، وهذا ما ينافي روايات أخَر مثل خبر الفضيل بن يسار ـ وهو صحيح الإسناد عند علماء الحديث الشيعة وله أكثر من طريق للفضيل ـ قال: كان أبو جعفر ـ عليه السلام ـ إذا كانت ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، أخذ في الدعاء حتى يزول الليل، فإذا زال الليل صلّى» (الخصال: 519؛ والكافي 4: 155)، فإذا قلنا بأنّ هذه الليالي هي ليالي القدر، وقلنا بأنّ الإمام لا يحييها، بل يتلقى الأمر فيها، نافى ذلك معتبرة الفضيل وأمثالها، ما لم نجد تخريجاً للموقف.

الرواية الثانية: خبر علي بن أبي حمزة، عن أبي الحسن ـ عليه السلام ـ قال: سمعته يقول: «ما من ملك يهبطه الله في أمر ما إلا بدأ بالامام، فعرض ذلك عليه، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر» (الكافي 1: 394؛ وبصائر الدرجات: 115)، ودلالة هذه الرواية بالعموم؛ فإنّها تفيد أنّه ليس من أمر ينزل إلا بدأ ذلك بالإمام، فيشمل نزولهم في ليلة القدر.

ويناقش بأنّ الرواية ضعيفة السند بكلّ من علي بن أبي حمزة البطائني، ومحمّد بن أسلم.

الرواية الثالثة: خبر محمد بن حمران، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال: قلت له: إنّ الناس يقولون: إنّ ليلة النصف من شعبان تكتب فيه الآجال وتقسم فيه الأرزاق وتخرج صكاك الحاج، فقال: «ما عندنا في هذا شيء، ولكن إذا كانت ليلة تسع عشر من شهر رمضان يكتب فيها الآجال ويقسم فيها الأرزاق ويخرج صكاك الحاج ويطلع الله على خلقه فلا يبقى مؤمن إلا غفر له إلا شارب مسكر، فإذا كانت ليلة ثلث وعشرين فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيم أمضاه، ثم أنهاه»، قال: قلت: إلى من جعلت فداك؟ فقال: «إلى صاحبكم، ولولا ذلك لم يعلم ما يكون في تلك السنة».

ويناقش بأنّ في السند بعض الضعفاء مثل سلمة بن الخطاب، وعبد الله بن القاسم الذي هو إمّا الحضرمي أو الحارثي، وإذا لم نقل باتحادهما فإنّ الثاني كذّاب ضعيف والأوّل لم تثبت وثاقته، فراجع.

لكن لهذه الرواية سند آخر وهو ما رواة الصفار في البصائر عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن عبد الله بن سنان، قال: سألته عن النصف من شعبان، فقال: «ما عندي فيه شيء، ولكن إذا كانت ليلة تسع عشر من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق وكتب فيها الآجال وخرج فيها صكاك الحاج واطلع الله إلى عباده فغفر الله لهم إلا شارب الخمر، فإذا كانت ليلة ثلاثة وعشرين فيها يفرق كلّ أمر حكيم، ثم ينهى ذلك ويمضى»، قال: قلت: إلى من؟ قال: «إلى صاحبكم ولولا ذلك لم يعلم» (بصائر الدرجات: 240 ـ 241)، وفي السند سعدان بن مسلم وتوثيقه مبنيّ على كامل الزيارة وتفسير القمي ونحو ذلك.

الرواية الثالثة: خبر عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي عبد الله ـ عليه السلام ـ: أرأيت من لم يقرّ بما يأتكم في ليلة القدر كما ذكر ولم يجحده؟ قال: «أمّا إذا قامت عليه الحجّة من يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر، وأمّا من لا يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع» (بصائر الدرجات: 244).

ويناقش:

أوّلاً: إنّ الرواية قد تفرّد بنقلها الصفار في البصائر، وقد تقدّم الكلام في نسبة الكتاب للصفار، فلا نعيد، بل إنّ محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الثقة يروي هذه الرواية عن محمّد بن عبد الله، وبمراجعة شيوخ ابن أبي الخطاب نكتشف أنّه إمّا محمد بن عبد الله بن هلال ولم تثبت وثاقته (حتى الخوئي بنى وثاقته على كامل الزيارة الذي عدل عنه)، أو محمّد بن عبد الله بن زرارة وهو ثقة. ورواية ابن أبي الخطاب عن ابن هلال أكثر، فلا يمكن الجزم بصحّة الرواية بعد التردّد المذكور بين الثقة وغيره.

ثانياً: إنّ الرواية لا تشرح ما يأتيهم في ليلة القدر، بل كلّ ما في الأمر أنّ ثمة شيء لهم في ليلة القدر، فلوحدها لا تقدر على شرح شيء، بل نحتاج لضمّ سائر الروايات إليها لإثبات ذلك.

الرواية الرابعة: خبر القاسم بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال: كان عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ كثيراً ما يقول: ما التقينا عند رسول الله ـ عليه السلام ـ التيمي وصاحبه وهو يقول: إنّا أنزلناه في ليلة القدر ويتخشّع ويبكى، فيقولان: ما أشدّ رقّتك بهذه السورة، فيقول لهما: إنّما رققت لما رأت عيناي ووعاه قلبي ولما رأى قلب هذا من بعدي ـ يعني عليّاً عليه السلام ـ فيقولان: أرأيت، وما الذي يرى، فيتلوا هذا الحرف تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر. قال: ثم يقول: هل بقي شيء بعد قوله تبارك وتعالى: كل أمر، فيقولان: لا، فيقول: هل تعلمان من المنزول إليه بذلك؟ فيقولان: لا والله يا رسول الله، فيقول: نعم، فهل تكون ليلة القدر من بعدي؟ فيقولان: نعم، قال: فهل تنزل الأمر فيها؟ فيقولان: نعم، فيقول: إلى من؟ فيقولان: لا ندري، فيأخذ برأسي فيقول: إن لم تدريا هو هذا من بعدي، قال: فإن كانا يفرقان تلك الليلة بعد رسول الله من شدّة ما يدخلها (ما) من الرعب» (بصائر الدرجات: 244).

ويناقش بأنّ الرواية ضعيفة السند بالإرسال كما هو واضح، ولا أريد أن أطيل في تحليل متن الرواية التي عليها علائم الوضع، وبخاصة أنّها تنسب هذا الحوار لزمن متقدّم جداً، وهو زمن النبيّ، وعلى أيّة حال، فقد تفرّد بنقلها الصفار في البصائر أيضاً، فيأتي فيها النقاش في صحّة نسبة الكتاب للصفار.

الرواية الخامسة: خبر بريدة، قال: كنت جالساً مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وعليّ ـ عليه السلام ـ معه، إذ قال: «يا علي ألم أشهدك معي سبعة مواطن: الموطن الخامس ليلة القدر، خصصنا ببركتها ليست لغيرنا» (بصائر الدرجات: 242).

ويناقش:

أوّلاً: إنّ الرواية ضعيفة السند، إذ الوارد في النسخة الموجودة اليوم من البصائر هكذا (أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم وغيره)، بينما ينقلها المجلسي في (بحار الأنوار 94: 24)، بهذه الطريقة: (علي بن الحكم أو غيره)، مما يفتح على احتمال تعدّد النسخ، فلا يعلم من هو المروي عنه في الحقيقة، فيرتبك السند. يضاف إلى ذلك أنّ سيف بن عميرة في السند يروي عن حسّان، وبمراجعة طبقة سيف بن عميرة نكتشف أنّ حساناً هذا هو إمّا حسان المختار (حسّان بن مختار) وهو رجل مهمل جداً، أو أنّه حسّان بن مهران وهو ثقة ثقة، وكلاهما روى عنه سيف بن عميرة في الكتب الأربعة، ومع التردّد يصعب الجزم بصحّة السند. هذا كلّه بصرف النظر عن تفرّد الصفار بنقل هذه الرواية، وتوقّف القول بها على صحّة نسبة البصائر الموجود اليوم له.

ثانياً: إنّ الرواية لا تشرح لنا ما هي بركة ليلة القدر التي اختصّوا بها، بل هي تشير لشهود عليّ ليلة القدر مع رسول الله، وأنّ بركتها اختصّوا بها ـ سلام الله عليهم ـ أمّا ما هي بركتها؟ وما الذي شهده الإمام علي مع رسول الله؟ فهو غير واضح من الرواية، فنحتاج لضمّ روايات أخر لتأكيد الفكرة، وإلا ففي نفسها لا تفي بتمام المفهوم.

إلى غيرها من الروايات التي قد يختلف العلماء في تقويمها إسناداً أو متناً. وبحثنا هنا ـ كما قلنا ـ ليس مبنيّاً على التقصّي الكامل؛ لعدم سماح المجال بذلك.

([9]) مرآة العقول 3: 61 ـ 62.