hobballah

الموقع الرسمي لحيدر حب الله

كلمات ومواقف

أخلاقيّة سلوكنا تتبع أيضاً حالة من نتعامل معه

تاريخ الاعداد: 1/23/2025 تاريخ النشر: 1/24/2025
740
التحميل

يُنقل عن المرجع الديني السيد أبو الحسن الإصفهاني أنّه اشتكى إليه جماعة من أحد وكلائه الذين جعلهم في بعض المناطق، وطالبوه بعزله، فعلّق الإصفهاني قائلاً: هذا الشخص قبل أن نجعله وكيلاً لنا لم يكن له أي سمة اجتماعيّة، بينما اليوم يملك سمة ومكانة وحيثيّة اجتماعية مهمّة، لهذا فعزله أو سلب الوكالة منه أقسى عليه من عدم جعله وكيلاً من البداية، من هنا يلزمنا التأنّي والتحقيق الكامل في الشكاوى الموجّهة ضدّه.

خلاصة القصّة ـ إذا صحّ النقل ـ: إنّ تأثير المواقف على الناس مختلف تبعاً لموقعهم ومكانتهم الاجتماعيّة وحالتهم النفسيّة، ومن ثم فعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار حجم تأثير سلوكياتنا على الآخرين، انطلاقاً من حالتهم النفسيّة وموقعهم الاجتماعي وحجم الضرر اللاحق عليهم ـ تبعاً لذلك ـ من اتخاذنا مواقف ضدّهم أو تجاههم، فقد يكون سلوكٌ ما تجاه شخصٍ لديه خبرات اجتماعيّة هائلة عادياً لأنّ لديه قدرة على التحمّل، بينما السلوك بعينه ضدّ شخص آخر قد يُلحق به أذى كبيراً.

وربما من هنا جاءت الحكمة المنسوبة إلى رسول الله‘: «ارحموا عزيز قومٍ ذل»، فهو يستحقّ الرحمة، والغني الذي افتقر يستحقّها أيضاً أكثر من الفقير بالأصل، والعالم المهجور بين جهّال أكثر من العالم المحترم في قومه. وربما من هذا أيضاً التركيز على منح الرحمة لمن لا يملك حصانةً نفسية واجتماعيّة، كالأمر بعدم قهر اليتيم، وعدم التعنيف بالفقير السائل، بل ربما منه السلوك مع الوالدين إذا كبُرا في السنّ، بحيث تصبح كلمة «أفّ» ثقيلةً عليهما، رغم أنّها قد لا تكون كذلك عندما كانوا في سنيّ قدرتهم وشبابهم.

والنتيجة: لا يعامَل الناس جميعاً بطريقة واحدة، بل السلوك الأخلاقي يتطلّب ملاحظة حالهم ووضعهم، وتأثير تعاملنا معهم عليهم.

 

حيدر حبّ الله

الأربعاء 22 ـ 1 ـ 2025م