صغار الرجال للمهمّات الكبار وبالعكس!
يُقال بأنّ الاسكندر الأكبر المقدوني (323 ق. م)، أُصيب ـ عندما فتح أراضي الامبراطوريّة الأخمينيّة (الهخامنشيّة) ـ بنوبةٍ من الهلع والخوف والاضطراب، وذلك بسبب عدم اطمئنانه من القدرة على إدارة وضبط هذه البلاد الشاسعة، فسأل أحدَ وزرائه ومستشاريه الذي كان عالماً وحكيماً: ماذا يُمكنني أن أفعل؟ وكيف يمكنني إدارة امبراطوريّة مترامية بهذا الحجم وضبط الأوضاع فيها؟ فأجابه مستشارُه الحكيم: «امنح المناصب الكبيرة لأشخاصٍ صغار، وأعطِ الأعمال الصغيرة لأشخاص كبار».
لعلّ واحدةً من مشاكلنا الكبيرة اليوم على غير صعيد أنّ أشخاصاً صغاراً أو غير مؤهّلين، يوضعون ـ لسببٍ أو لآخر ـ في مناصب ومسؤوليّات تبدو أكبر حجماً منهم بكثير، فيما يُمنح أهل هذه المناصب الحقيقيّين مناصبَ قليلة ومسؤوليّاتٍ هامشيّة، هذا إذا لم يُهمَّشوا بالكامل، وبهذا يؤمَن من خطر أهل العقول وينصَّبُ الجهلاء مالكين للقرار هنا وهناك.
حيدر حب الله
الثلاثاء 12 ـ 7 ـ 2022م