• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
31 وضع اليد على الرأس قائماً عند ذكر اسم الإمام المهدي 2014-05-12 1 5108

وضع اليد على الرأس قائماً عند ذكر اسم الإمام المهدي

السؤال: ما مدى استحبابيّة الوقوف أو وضع اليد على الرأس عند ذكر القائم (ع)؟ وهل مخالفة عمل ذلك أمام الناس يدلّ على عدم احترامه (عج) لمخالفة العرف؟ (أحمد، مسقط).

 

الجواب: قد يستدلّ على استحباب هذا الفعل بدليلين:

الدليل الأوّل: ما ذكره بعضهم، من أنّ هذا هو سيرة المؤمنين، وينبغي المشي معها والعمل عليها. ولكنّ الجواب عن هذا الاستدلال واضح؛ فإنّنا نشك في أنّ هذه العادة كانت سيرةً متشرّعية متصلة بعصر المعصوم، حتى يفهم منها نشوؤها من الشرع الحنيف، بل نحن لا نعرف سيرةً من هذا النوع ترقى إلى أكثر من قرن أو قرنين من الزمان، ولا دليل على تداول هذه العادة بين أصحاب الأئمّة ولا على وجودها في العصر الأوّل. ولو كانت أمراً مندوباً ومتعارفاً من بين المندوبات العباديّة وشبهها لذكره العلماء والفقهاء القدماء ومصنّفوا كتب الأخلاق والزيارات والأذكار والمستحبّات، بينما لم نعثر لهم على شيء في هذا الأمر على الإطلاق. ومن يدّعي وجود أيّ موقف من المواقف التي ذكرناها أو له شاهد تاريخي فإنّ عليه أن ياتي به ويوضح وجوده في التاريخ.

الدليل الثاني: وهو المستند الحديثي، وفي هذا الصدد فقد وجّه استفتاء إلى السيد الخوئي (صراط النجاة 1: 465، س رقم: 1305)، حول ذلك، ومضمونه: هل أنّ القيام عند ذكر القائم وارد برواية معتبرة أو أنّ وضع اليد على الرأس ثابت استحبابه… فأجاب بما نصّه: (ما وجدنا في موضوع السؤال من الآثار المرويّة، سوى ما في مرآة الكمال للعلامة المامقاني، في الأمر الأوّل من تذييل أحوالات الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، في ذيل خبر المفضل الطويل، عن الشيخ محمد بن عبد الجبار، في كتاب مشكاة الأنوار، أنه قال: لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة التي أوّلها (مدارس آيات..) على الرضا عليه السلام، وذكره عج الله تعالى فرجه، وضع الرضا عليه السلام يده على رأسه وتواضع قائماً، ودعا له بالفرج، والله العالم). وقد ذكر ذلك الشيخ النمازي الشاهرودي أيضاً (في كتاب مستدركات سفينة البحار 8: 629، و 10: 506) ناقلاً له عن المامقاني.. والشيخ محمّد بن عبد الجبار صاحب كتاب مشكاة الأنوار متوفى في القرن الثالث عشر الهجري، وهو غير محمّد بن عبد الجبار المعروف بمحمد بن أبي الصهبان.

إلا أنّ الذي يبدو هو أنّ السيد الخوئي لم يستوعب المصادر كلّها، فقد ذكر العلامة آغا بزرك الطهراني والعلامة عبد الحسين الأميني أنّ أحد علماء الإماميّة، وهو عبد الرضا بن محمد، وهو من نسل المتوكّل، ألّف كتاباً في وفاة الإمام الرضا (ع)، وسمّاه تأجيج نيران الأحزان في وفاة سلطان خراسان, ومما تفرّد به هذا الكتاب ما رواه من أنّ دعبل الخزاعي، عندما أنشد قصيدته التائيّة للإمام الرضا، ووصل إلى هذا البيت (خروج إمام لا محالة قائم، يقوم على اسم الله بالبركات) نهض الإمام الرضا (ع) قائماً وأحنى راسه المبارك، ووضع يده اليمنى على رأسه، وقال: اللهم عجّل فرجه ومخرجه وانصرنا به نصراً عزيزاً، وعليه فبعد التتبّع يتبيّن أنّ هناك مصدرين لهذا الخبر هما: عبد الرضا بن محمّد الأوالي البحراني، ومحمد بن عبد الجبار في كتابه مشكاة الأنوار.

أمّا كتاب عبد الرضا بن محمّد الأوالي البحراني، فقد تحدّث عنه العلامة الشيخ علي البلادي البحراني (1340هـ) الباحث المعروف صاحب التراجم فقال: (ومنهم: الأديب الأريب المحدّث الشيخ عبد الرضا بن محمد بن المكتل البحراني "المكتل بضم الميم وفتح الكاف وتشديد التاء"، وكان يعبّر عن نفسه بالأوالي "أي نسبة إلى جزيرة أوال"، كما قدّمنا ذكره ، له كتاب (وفاة الإمام الرضا عليه السلام سمّاه (بالتهاب نيران الأحزان في وفاة غريب خراسان)، مبسوط، وله كتاب (وفاة الإمام الزكي الحسن السبط عليه السلام) وأورد فيهما أحاديث غريبة وأخباراً نادرة وأقاصيص عجيبة، لم نقف على كثير منها في الكتب المعتبرة والسير المشتهرة والتواريخ المنتشرة، وحسن الظن في مثل هذا المقام ولاسيما بمثل الأحاديث التي ذكرها في وفاة الإمام الرضا (ع) التي لم يذكرها رئيس المحدّثين الصدوق القمّي في (عيون الأخبار) وغيره من الأصول المعتبرة من كتب الأخبار، بعيدٌ جداً من جهة العادة والاعتبار، بل بعضها مخالفة لتلك الروايات المشتهرة غاية الاشتهار؛ لأنّ قدماءنا (رضوان الله عليهم وجمعنا وإياهم في دار القرار)، ولاسيما المحمّدين الثلاثة، بذلوا الجهد في جمع الأخبار وتنقيتها عن الأغيار، وهذا وغيره ممن تأخّر عنهم إنما يقفون آثارهم وينقلون من أخبارهم ويستبقون في مضمارهم، ويلتقطون من درر أفكارهم، نعم ربما يختلفون معهم في فهم المعنى ودلالة الألفاظ، وما أشبه ذلك، ومن وقف على كتابيه المذكورين من ذوي الاطّلاع التام، ولا سيما كتاب وفاة الإمام الرضا (ع) المشتهر في هذه الأزمان والأعوام، علم حقيقة ما قلناه، وحقيقة ما ذكرناه، على أنّ كثيراً من أخبارهما مراسيل، فهي في غاية الضعف والتجهيل، والله العالم بالدقيق والجليل، وأمناؤه أهل الوحي والتنزيل، ولم أقف له على ترجمة شئ من أحواله، بل ولا عصره، بل ولا محلّ قبره، تجاوز الله عن سيئاته وضاعف حسناته). (علي البلادي البحراني، أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين: 230 ـ 231). وفي حال من هذا النوع، ومع عدم وجود سند أو بيان مصدر لعبد الرضا بن محمّد البحراني في معلومته هذه وهو من العلماء المتأخرين، الذي عاشوا في القرون الأخيرة، ولا يعلم عنه غير هذا، وحال كتابه يحتاج إلى تأمّل بعد هذه الشهادة من الشيخ البلادي، كيف يمكن الوثوق بحادثة من هذا النوع من مصدر جاء بعد حوالي الألف عام، ولم يذكره المتقدّمون فيما بأيدينا من مصادر.

وأمّا كتاب مشكاة الأنوار لابن عبد الجبار، فيرجع إلى القرن الثالث عشر الهجري، ولو راجعنا كلا الكتابين، لوجدنا أنّهما لم يذكر مصدراً لقولهما، ولا سنداً يرجع بنا إلى عصر الإمام الرضا (202هـ) حتى نثبت هذه الواقعة. وهنا إذا أخذنا بقاعدة التسامح في أدلّة السنن، فإنّ هذه الرواية يؤخذ بها، ويُعمل بما فعله الإمام الرضا (ع)، وإلا إن لم يؤخذ بها ـ كما عند السيد الخوئي وهو الصحيح ـ فإنّه لا يوجد دليل على استحباب هذا الفعل بعنوانه. ولكن يجب هنا الالتفات إلى نقطة مهمّة، وهي أنّ احترام الإمام أمرٌ مرغوب وحسن، وإذا كان العرف يعدّ هذا الفعل احتراماً فلا ضير في عمله، بل هو أمر جميل، ولكن ليس من باب أنّه أمرٌ شرعي تعبّدي خاص ورد بعنوانه في الكتاب أو السنّة، وإنّما من باب أنّه شكلٌ من أشكال الاحترام، وبإمكان الناس أن يتواضعوا على شكل آخر من أشكال الاحترام، وترك هذه الطريقة الخاصّة؛ لأنّ نفس عدم الوقوف ليس قلّة أدب في ذاته، وإلا لزم الوقوف عند ذكر أسماء الأنبياء والأوصياء جميعاً.

وما نراه، أنّه قد يكون من غير اللائق أحياناً أن لا يقف شخصٌ عندما يقف الناس احتراماً للإمام؛ كما أنّ القضيّة خاضعة للعناوين الثانوية مثل ذبّ التهمة عن النفس أو الحيلولة دون حصول تشظّيات في المجتمع الإيماني، فلا أرى حاجة للمعاندة بترك هذه العادة دائماً ولو تسبّب ذلك بخلاف بين المؤمنين أو بتهمةٍ أو غيبة، ولا يبدو أنّ من الضروري محاربة مثل هذه الأفعال، إنّما المطلوب هو خلق وعي بين الناس يُفهمهم أنّ هذه العادات لم يثبت استحبابها، وأنّ عليهم فعلها لو أرادوا من وجه عام لا بدليل خاص، وأنّه لا يحقّ لهم اتهام الناس في دينهم إن لم يفعل الآخرون ذلك، وأمثال هذه الأمور.

تعليق واحد

  1. يقول ابويوسف:
    2014-12-29 22:56:38 الساعة 2014-12-29 22:56:38

    المشكله شيخنا عندما ﻻ يقف اﻻ اثنين او ثلاثه فلا مشكله ولكن العكس هو المشكله ثم ان هذه العادات تتحول تدريجيا الى جزء من المستحبات وكثير من المستحبات تنسى عندما ﻻ يتم تطبيقها كما اننا نتسائل لماذا ﻻنقف احتراما للنبي عيسى عليه السلام ﻻنه رفع وﻻيزال حيا وكذلك جميع اﻻئمه ع ﻻنهم احياء عند ربهم يسمعون كلامي ويردون سلامي

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36726204       عدد زيارات اليوم : 906