• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
144 هل يُحكم على أهل الكتاب بالكفر مع إيمانهم بالله تعالى؟! 2014-05-12 0 1556

هل يُحكم على أهل الكتاب بالكفر مع إيمانهم بالله تعالى؟!

السؤال: هل يحكم على أهل الكتاب بالكفر، علماً أنّهم يقرّون بوجود الله؟ (أبو إبراهيم).

 
الجواب: يحكم الفقهاء على أهل الكتاب بالكفر الفقهي لسببين أساسيّين:

السبب الأوّل: الشرك، من حيث إنّ عقيدتهم ـ حتى لو أقرّوا بوجود الله ـ غير توحيديّة من وجهة النظر الإسلاميّة، فإنّ التوحيد ليس أن تقول بأنّ الله الخالق واجب الوجود واحد، فهذا كانت تقول به العرب وترى وحدانية الخالق للعالم، بل التوحيد أيضاً هو أن لا تشرك معه غيره في العبادة والتدبير، والمشرك كافر في الفقه الإسلامي؛ لأنّه يخرق الشهادة الأولى من الشهادتين اللتين هما المعيار في الإسلام. واستشهدوا على كونهم مشركين بقوله تعالى: ﴿وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى‏ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏» (التوبة: 30 ـ 31)، فقد نسب إليهم الشرك في آخر الآية تعريضاً بهم، وعنوان (المشرك) في القرآن ـ بوصفه اسم فاعل مفرد أو جمع ـ وإن انصرف إلى عبدة الأوثان من العرب وغيرهم، لكنّ فعل (أشرك) وتصريفاته عامّ في القرآن الكريم نسب لغير عبدة الأوثان كما في هذه الآية الكريمة، وليس المهم هو العنوان بقدر ما المهم تحقّق الوصف فيهم كما تخبر هذه الآية الكريمة.

لكنّ بعض الفقهاء شكّك في شرك أهل الكتاب، وقال بأنّهم موحّدون وأنّ كفرهم هو للسبب الثاني الآتي فقط، ولعلّ بعض الأبحاث التاريخية بالغ الأهمية هنا، فهل التوصيفات القرآنية لأهل الكتاب تشمل كلّ أهل الكتاب في العالم على الامتداد الزماني والمكاني أم هي ناظرة غالباً إلى عقائد أهل الكتاب التي كانت في الجزيرة العربية، ولعلّها لم تكن هي السائدة في خارج جزيرة العرب؟ وهذا بحث هام جدّاً في قضيّة الموقف من أهل الكتاب، لاسيما بعد الأخذ بعين الاعتبار تغيّر بعض معتقداتهم عبر التاريخ، ويحتاج لبحث موسّع وتتبّعي واستقصائي كبير، وقد كتبت بعض المساهمات خارج الفقه الإسلامي في هذا الصدد، ومنها مساهمات بعض المفسّرين.

السبب الثاني: إنكار النبوّة المحمّدية والرسالة الخاتمة، حيث لا يؤمنون بالشهادة الثانية التي هي الشهادة بالرسالة، والتي تعدّ معياراً ثانياً للدخول في الإسلام، وإنكارهم نبوّة محمد واضح لا نقاش فيه. والفقهاء يرون الإيمان بالنبوّة المحمّدية معياراً موضوعيّاً في الإسلام، لا أنّه طريقٌ محض للعقيدة الدينية الصحيحة التي هي الإيمان بالله وتوحيده وعبادته، وهذا بحث مهم، إذ لو قلنا بأنّ التركيز على الإيمان بنبوة محمد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لم يكن سوى طريق للإيمان بمضمون رسالته وهو التوحيد، وأنّه لو حصل التوحيد ولم يحصل الإيمان بالنبوّة الخاتمة لم يكن هذا كفراً، بل كان خطأً في الاعتقاد، لو قلنا بهذا لاختلفت موازين مباحث الكفر والإسلام في الفقه الإسلامي تماماً، والبحث طويل لا إمكان للدخول فيه الآن.

ولأحد هذين السببين أو لكليهما، جرى توصيف أهل الكتاب في القرآن ـ وليس فقط في كلام الفقهاء ـ بالكفر، ومنه ـ على سبيل المثال ـ قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ المَسِيحُ يا بَني إسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبّي وَرَبَّكُم إنَّهُ مَنْ يُشْرِك بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أنْصَار لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إلَهٍ إلا إلهٌ وَاحِدٌ..﴾ (المائدة: 72 ـ 73).

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36618315       عدد زيارات اليوم : 19824