السؤال: من المعروف أنّ الطرق إلى الله بعدد أنفس الخلائق، فكلٌّ يختار له طريقاً، فمنهم من ينظر إلى الآفاق ويتفكّر فيها، ومنهم من يتفكّر في الأنفس لأجل القرب من الله تعالى. سؤالي: هل الاسترخاء والتأمّل مع الموسيقى ـ ليكون الإنسان في حالة روحانية ـ يقرّب الإنسان من الله تعالى؛ لأني لاحظت أشخاصاً يتّجهون هذا الاتجاه مع الأعمال العباديّة؟ وأنا أقوم ببعض الأعمال العباديّة المستحبّة وكذلك تهذيب النفس، ولكن أريد أن ترشدني إذا كان هناك طرق أخرى بحيث يتحقّق الخشوع القلبي معها؟ (س).
الجواب: يمكن للإنسان أن يختار أيّ طريقة أو أسلوب ينسجم مع حالته النفسية وطبيعته وشخصيّته، ويرى فيه مقرّباً له إلى الله تعالى، فيستشعر معه حالة الروحانية التي يطلبها الدين، والمعيار يكمن فقط في أن لا يكون الأسلوب (أو الطريقة) منافياً للدين نفسه، فإنّ الله لا يُطاع من حيث يُعصى، فإذا كانت الموسيقى أو غيرها حلالاً (بحسب التقليد أو الاجتهاد) لا إشكاليّة شرعيّة فيها كان استماعها بهذا القصد جائزاً، كما ولابدّ من الأخذ بعين الاعتبار تمام التأثيرات المصاحبة للموضوع ذاتياً واجتماعيّاً. هذا كلّه شرط عدم نسبة هذه الطريقة الخاصّة أو تلك إلى الدين، وإلا فمن الممكن أن يكون تشريعاً محرّماً أو بدعة محرّمة في الدين نفسه.
والسبل التي أنصح ـ من حيث المبدأ ـ باستخدامها في الأعمال العبادية هي التي وردت في القرآن الكريم أو ثابت السنّة الشريفة، كإحياء الليل، وقراءة القرآن والذكر وغير ذلك، وكلّ إنسان لديه حالته الذاتية التي ينسجم فيها أكثر مع قراءة القرآن أو مع الذكر أو مع الصلاة أو غير ذلك، وما هو أزيد من ذلك يحتاج لمتابعة تفصيلية.