• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
34 هل يصحّ أن يقول الإنسان بأنّه لا يريد أن يتزوّج بسبب صعوبات الحياة الاقتصاديّة؟ 2014-05-12 1 3948

هل يصحّ أن يقول الإنسان بأنّه لا يريد أن يتزوّج بسبب صعوبات الحياة الاقتصاديّة؟

السؤال: هل يجوز قول: إنّي لن أتزوّج في الدنيا بسبب سوء حالي وحياتي اﻻجتماعيّة؛ لعدم وجود سكن، ووظيفة براتب قليل جدّاً؟

 

الجواب: المنطلق النفسي والفكري لهذا الكلام مخالف للمنظومة العقديّة والأخلاقيّة الدينية؛ لأنّ الله تعالى هو الذي يتكفّل الرزق للإنسان، وعليه أن يتوكّل عليه سبحانه، وأن يأخذ مع ذلك بالأسباب، ويعمل غير آيسٍ من رحمته تعالى، ولهذا علّمتنا النصوص القرآنية أن نعيش الأمل بالرزق لنعمل ونتقدّم، لا أن نعيش الإحباط لنقف أو نتأخّر، قال تعالى: (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى‏ اللَّهِ‏ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (هود: 6)، وقال سبحانه: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‏ عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ‏ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) (الإسراء: 29 ـ 31)، وقال عزّ من قائل: (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ‏ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ… وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام: 151 ـ 153)، وقال جلّ جلاله: (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وفَضْلاً وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة: 268).

إنّ الثقافة العقديّة والإيمانية التي يقدّمها لنا القرآن الكريم هنا ـ وترجع في روحها إلى مفهوم التوحيد وأن لا مؤثر في الوجود إلا الله ـ تؤكّد على خلق بُعد الأمل بالمستقبل، وعلى عدم عيش مخاوف الرزق، وعلى حُسن الظنّ بالله تعالى وحُسن الثقة به، إلى جانب عمل الإنسان وسعيه نحو الأفضل اقتصادياً واجتماعيّاً، فهذه الثقافة هي ثقافة نفسية بالدرجة الأولى، في علاقة الإنسان بربّه، وفي علاقته بما يخلقه له الوهم المخيف والمقلق تجاه الأمور وتجاه المستقبل، وكلّما قوي الإيمان بالله وارتفعت نسبة حُسن الظنّ به والتوكّل عليه، ورضي الإنسان بما قسمه الله له في عيشه، فلم يسرف ولم يبخل، وأخرج من ماله حقوق الفقراء والمساكين والمعوزين، فإنّ النصوص الدينية تخلق في ذاته الأمل، الذي لا يمنع من عدم تحقّق نتائجه في حالاتٍ نادرة للغاية هنا وهناك، لكنّ النصوص الدينية طريقتُها العامّة هي ترجيح الأمل بالخير والتفاؤل به على غيره، ولو كان احتماله أضعف؛ لأنّ هذا الترجيح هو الذي يدفع الإنسان للعمل والسعي، وإلا فلو استسلم لمخاوف القدر والفقر والجوع وغير ذلك، فإنّه لن يتمكّن من مواجهة حتى نسمات الريح اللطيفة فضلاً عن الأعاصير.

هذا هو المنطق النفسي الذي استخدمه الدين مستنداً إلى مبادئ الإرادة العليا والكمال المطلق الحسن والخيّر لله تعالى، وبهذه الطريقة لا يدخل اليأس إلى نفوس المؤمنين في مختلف قضاياهم، فهم رغم أنّهم يدرسون الأمور بواقعيّة، إلا أنّ هذه الدراسة الواقعيّة لا تمنع عن الأمل النفسي الذي يفتح الإنسان على الاستعداد لمواجهة احتمالات سيئة، وربما تكون هذه الاحتمالات مما لن يقع، ولهذا جاء في الحكمة الدينية: إذا خفت شيئاً فقع فيه، فهذه الأبعاد التربوية ضروريّة جداً لخلق إنسان منتج، ومن دونها لا يمكن العيش والاستمرار.

إنّ الروح الرياضية التي يدرّب عليها الرياضيّون دوماً هي من هذا النوع، فرغم احتمالات خسارتك لكنّك تشعر بالأمل الكبير والقدرة على هزيمة الآخر، وفي الوقت عينه تملك القدرة على قبول الهزيمة ـ لو وقعت ـ بقلب راضٍ وروحٍ مرنة، وهذا المنطق الرياضي يستخدمه الدين دوماً مع الإنسان إزاء المنافسة مع الحياة وأقدارها، بأن يخلق في نفسي أملاً بالانتصار على المشاكل، عبر مفهوم الثقة بالله وحسن الظنّ بالله، واليقين بإجابة الدعاء وغير ذلك، وفي الوقت عينه يخلق في نفسي قدرةً على قبول الهزيمة ـ لو وقعت ـ تحت مفاهيم من نوع الرضا بما قسم الله لي، واعتبار ما يقع معي بمثابة امتحان أو كفّارة. هذه المفاهيم المتواشجة هي التي تخلق ـ دينيّاً ـ الروحَ الرياضيّة في مباراتنا مع الحياة وهمومها، وبهذه الطريقة نفهم هذه المنظومة العقديّة والقيمية والأخلاقية بما يُقْدِرُها على تحويلنا إلى أناس منتجين، لا بتحويل مفهوم التوكّل على الله أو مفهوم رازقيّة الله بما يُصَيّرُنا كسالى لا نعمل، فهذا الفهم غير صحيح أبداً، فكلّما جوّدنا فهمنا لهذه المنظومات الدينية عرفنا أنّها تمسّ بشكلٍ عميق البعد الروحي والنفسي عند الإنسان ـ كالوالد في تعامله مع طفله عندما يريد تقويته على مواجهة الأمور ـ مستندةً إلى منطق الأرجحيّات، لا إلى منطق اليقينيّات الكليّة الحاسمة، كما يظنّ بعض الناس في تعاملهم مع الكتاب والسنّة، مستخدمين معهما منطق أرسطو ومحدّداته، ليشكلوا على القرآن الكريم والسنّة الشريفة بأنّه لو صحّ ما قالاه، فلماذا مات بعض الناس جوعاً؟! هذا وقد سبق أن تحدّثنا عن طرائق فهم هذه النصوص في أكثر من مناسبة، فلا نعيد ولا نطيل.

 

تعليق واحد

  1. يقول ابو محمد البحراني:
    2014-05-21 18:56:11 الساعة 2014-05-21 18:56:11

    احسنتم سماحة الدكتور بارك الله بكم على ذلك ولكن احببت ان اضيف شيئا وهو ان هذه النصوص وان كانت تعيشنا جانب الامل وتعطينا الروح الرياضية ولكن كذلك لها بعد اخر وهو بعد واقعي وجودي وهو ما اشرتم اليه فان كل هذه الامور مصدرها الله سبحانه كما هو واضح في المنطومة العقدية الدينية ويويدها البرهان العقلي والتجربة الدينية وان الانسان لما يعيش الله في حياته وفي هذه الامور يجد الله كافيا له في كل شي ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) فهذا القلق اذن يرجع للشيطان ولبعد المجمتع عن معارف التوحيد ولما يمليه عليه من استقلال وخوف من المستقبل ولكن مجرد ان يقوي الانسان معرفته بالله ويقوي ايمانه يجد هذه المخاوف اوهام لا غير وخير شاهد على ذلك انه حياة الناس باختلافها ومع صعوباتها عندهم حسب فكرهم وضعف معرفتهم الدينية تجدها غير متوقفة وكل المصاعب ما يجدونها الا وقتا ثم تفرج عنهم وهذا يوحي لنا ان تلك المصاعب ان كانت واقعية فلابد من ضرورة استمرارها وان يكون الجميع او الاغلبية الساحقة واقعين فيها مع انه ليس الامر كذلك وهذا يعطي وهميتها حقا

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36633371       عدد زيارات اليوم : 12540