السؤال: هل يجوز للمرأة الشيعية أن تتزوّج من رجل عامّي (سنّي)؟ (sayed hasni).
الجواب: يبدو لي جواز تزويج الشيعية بالمخالف من أبناء المذاهب الأخرى، فإنّ ما دلّ على المنع وجوه ليست ناهضة، وأبرزها:
1 ـ دعاوى الإجماع، وهي ليست بحجّة بعد احتمال المدركيّة على الأقلّ، نتيجة الأدلّة الآتية، بل نحن نشكّ جدّاً في تحقّق الإجماع بعد ذهاب جمع كبير من كبار الفقهاء إلى الجواز.
2 ـ النصوص الدالّة على كون المؤمن كفؤ المؤمنة وبالعكس، ممّا يعني أنّ غير الإمامي ليس مكافئاً ليصحّ تزويجه. وهذه النصوص لا يحرز كونها بصدد معنى الإيمان الخاصّ، لاسيما مع صدورها في العصر النبوي، علماً أنّ المؤمن إذا كان مكافئاً للمؤمنة فهذا لا ينفي حليّة تزوّجها من غير المكافئ بهذا الاعتبار، ولهذا لم يعدّوا مثل هذه الأخبار مانعاً عن تزويج المسلم بغير المسلمة من نساء أهل الكتاب ولو بالزواج المنقطع كما ذهب إليه جمع غفير من الفقهاء.
3 ـ دعوى كفر المخالف. وهي دعوى غير صحيحة، بل النصوص دلّت على كفاية الشهادتين في ترتيب آثار الإسلام مصرّحةً أيضاً بعنصر الإرث والمناكحة.
4 ـ ما دلّ على التزويج بمن يرضى خلقه ودينه. وهذه دالّة على عدم التخلّي عن تزويج من يرضى خلقه ودينه لا على حرمة التزويج ممّن لا يرضى دينه، كيف ولو صحّ هذا الاستدلال للزم حرمة التزويج بغير صاحب الأخلاق الحميدة ولم يفتِ به أحد.
5 ـ ما دلّ على النهي عن تزويج من تتأثر المرأة به كالشكّاك. وهو واضح في الإرشاديّة والعنوان الثانوي، فلو أحرز عدم التأثر كان الزواج صحيحاً، على أنّ النهي في بعض هذه الموارد لا يحرز كونه وضعيّاً يفيد الفساد، بل قد يكون تكليفيّاً فقط لو تمّ.
6 ـ الأخذ بما دلّ على النهي عن تزويج الناصبي. لكنّها أخصّ من المدّعى؛ لعدم تساوي مفهومَي النصب والخلاف كما حُقّق في محلّه، بل في بعض روايات النكاح نفسه التمييزُ بينهما بتحريم نكاح الناصبي وتجويز نكاح المخالف.
7 ـ بعض الروايات القليلة جدّاً والدالة على عدم تزويج المؤمنة بالمخالف. وهي ضعيفة السند، ويقابلها النصوص الصحيحة السند الدالّة على حلية التزويج بجعل الشهادتين معيار التناكح والتوارث بين المسلمين، والمفروض تحقّق الشهادتين في المخالف ولا دليل على المنع.
وعليه، فالصحيح هو تجويز نكاح الشيعيّة بغير الشيعي، عدا النواصب ومن يُحكم بكفره، وفاقاً للكثير من الفقهاء، وأغلب إن لم يكن جميع المراجع المتأخرين والمعاصرين، كالسيد محسن الحكيم، والسيد الخوئي، والسيد محمّد الروحاني، والشيخ فاضل اللنكراني، والسيد محمد حسين فضل الله، والسيد محمد صادق الروحاني، والشيخ محمد إسحاق الفياض، والشيخ الوحيد الخراساني، والسيد الكلبايكاني، والسيد الخميني، والشيخ محمد أمين زين الدين، والسيد السيستاني، والشيخ لطف الله الصافي وغيرهم.