السؤال: عندنا قريب مريض حسب تشخيص ثلاثة أطباء بمرض الزهايمر.. وأولاده وزوجته لا يعرفون كيف يتصرّفون معه، خاصّة وأنّه يضرب أحياناً وما زال عصبه قويّاً، وتمرّ عليه حالات يكون فيها كأنّه مجنون، وأحياناً يبكي ويسأل لماذا يحصل معه هذا الأمر؟ هل يجوز للأهل وضعه لفترةٍ في مصحّ لعلاج الأعصاب؟ (محمد عطوي).
الجواب: من حيث المبدأ ليس لأحد إلزام أو قهر أحد على التواجد في مكان معين ومنعه من الخروج إلى بيته، وليس للأولاد ولا لغيرهم ولاية على الأب ما دام عاقلاً، ما لم يرضَ هو بذلك ويختاره. نعم، في بعض الحالات يمكن ذلك، مثل ما لو كان في عدم وضعه في المصحّ مثلاً ضررٌ أو خوف على من حوله من الموت أو الأذيّة، ولم يكن في اليد أيّ خيار بديل، ومثل ما لو كان انتقاله إلى المصحّ واجباً عليه شرعاً من باب لزوم التماثل للشفاء وتعريض النفس للعلاج، وكان ذلك هو الأفضل له ولعلاجه بل والمتعيّن عليه، فالمعيار هو إمّا دفع الضرر عنه أو دفع الضرر عن غيره، فلو تعيّن واحد منهما في نقله إلى المصحّ أمكن ذلك.
لكن، من المستحسن بذل كلّ الجهود لتحمّله، لاسيما بالنسبة لأولاده الذين له عليهم حقّ عظيم، فإذا أمكن احتواؤه ومتابعة علاجه وهو في المنزل دون أن يشعر بالغربة أو تخلّي أسرته عنه أو استيحاشه من تركهم له، وأمكن تفادي المشاكل الناجمة عن ذلك، ولو مع بعض الصبر والتحمّل المقدورَين، فلعلّ ذلك يكون أفضل، ما لم يفرض الأطباء انتقاله إلى المصحّ وكون ذلك في مصلحته الضروريّة اللازمة.