السؤال: تدور بيننا ـ كإخوة ـ حوارات ونقاشات، وكثيراً ما ينتهي هذا الحوار بنكران قول كلام سابق في حوار آخر. وأنا بدوري أقوم بتسجيل هذه الحوارات وهم على علم بذلك، وإن كان بعضهم يستنكر ذلك ولا يفضّله. وأما الغرض من ذلك التسجيل فأحياناً للخشية من الانتقاص من الآخرين أو ببعضهم، واستخدام الألفاظ السيّئة، وأحياناً يكون التسجيل حذراً من إنكار أحد المتحاورين أن يكون قال ما قاله، علماً أنّه لا يطّلع أحد على ذلك التسجيل غيري، فما هو الرأي الشرعي في التسجيل؟ (سعدون شملة).
الجواب: التسجيل في حدّ نفسه حلال عند الفقهاء، وبعض الفقهاء يجيزونه ولو مع عدم رضا الشخص المتكلّم، فضلاً عن عدم علمه، شرط عدم نشر هذا التسجيل بما يضرّ بالمتكلّم أو يشوّه سمعته أو يُلحق به مفسدة معيّنة في مكانٍ ما لا يجوز إلحاقها به. وبالنسبة لي فإنّ الأمر مشكل على تقدير إبداء الآخر عدم رضاه، بل والعلم بعدم رضاه أيضاً ولو لم يُظهر ذلك، بحيث لو قيل له لعلمنا بأنّه لن يرضى، والاحتياط هنا من وجهة نظري المتواضعة لا يترك، دون أن أجزم بالموضوع، وقد منعت بعض القوانين الوضعيّة ذلك. وهذا الاحتياط عندي يشمل حالة التصوير بأنواعه أيضاً بنفس الشروط المتقدّمة، لاسيما في مثل عصرنا الذي لا يؤمن في أكثر حالاته من عدم حصول الآخرين على مثل هذه التسجيلات وانتشارها عندما تكون عبر الأجهزة الحديثة، ويشتدّ الأمر في حالة كون الشخص المسجّل له أو المصوَّر ذا حرمة اجتماعية أو دينية أو.. كبيرة، فلا ينبغي للمؤمنين فعل ذلك مهما كان ما لم تطرأ عناوين ثانويّة مرخّصة. نعم تسجيل الحوارات بالطريقة التي ذكرتموها مع رضا الأطراف جميعاً لغاية ضبط الحوار والحيلولة دون صدور كلمات غير مناسبة أو ما شابه ذلك لا بأس به، بل قد يكون حسناً في بعض الحالات.