السؤال: 1 ـ هل يجوز إطلاق عنوان (الإمام) على غير الإمام المعصوم، مثل أن نقول: الإمام الخميني والإمام الخامنئي والإمام الصدر و..؟ (كمال، لبنان).
2 ـ وقع جدل فيما بين المؤمنين حول أنّه هل من الجائز في الشرع أن نسمّي شخصاً غير معصوم باسم الإمام، فنقول: الإمام الخوئي والإمام الخميني أم أنّ ذلك منحصر بالمعصومين عليهم السلام؟ فما هو رأيكم؟ (جواد، العراق).
3 ـ سمعنا أنّ بعض العلماء يحرّم أن نقول: الإمام الخميني؛ لأنّ هذا الوصف لا يطلق إلا على المعصوم، مثل وصف أمير المؤمنين فهو لا يطلق إلا على الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، فمن هم هؤلاء العلماء؟ وهل هناك روايات في هذا الموضوع؟ نرجو بيانها مع بيان حكمها من الصحّة والضعف. وشكراً (يوسف، السعودية).
الجواب: السائد والمتداول، لاسيما في عصرنا، هو إطلاق كلمة (الإمام) على غير الأئمّة من أهل البيت النبويّ عليهم الصلاة والسلام، لكنّ بعض العلماء كان له موقفٌ متحفّظ من هذا الإطلاق، فالمعروف عن السيد الشهيد الصدر الثاني أنّه لم يكن يرضى بأن يُطلق عليه عنوان (الإمام)، وكان له تحفّظٌ من هذا الإطلاق، وربما كان ينطلق في ذلك من العناوين الثانوية، كما يستفاد من بعض الكلمات. ويتحفّظ بعض الإخباريين في عصرنا على هذا التوصيف، ويرونه اعتداءً على مقام الأئمّة، متّهمين به الأصوليّين. ويهاجم بعض المعروفين بتوجّههم المذهبي اليوم ـ ومنهم الخطيب الإيراني المعروف الشيخ دانشمند ـ هذا الإطلاق بشدّة، بل ينتقدون بحزم توصيفاتٍ أخرى راجت في الأوساط الإسلاميّة خلال العقود الأخيرة، مثل كلمة (فلانٌ حسين العصر، وعلي الزمان)، ويرون ذلك غلوّاً، بل حتى توصيف شخص اليوم مدحاً بأنّه (قنبر عصره) أو (قنبر الزمان) هو عندهم مرفوض، إذ أين نحن وقنبر؟! كما يرفضون تعبير (نائب الإمام) و (قائم مقام الإمام) و (وليّ أمر المسلمين في العالم)، وغير ذلك من التوصيفات التي يرونها خاصّةً بالمعصومين أو من نصّ المعصوم عليهم بالخصوص، حتى أنّ بعضهم رفض إطلاق كلمة (الإمام) على (أبي الفضل العبّاس) شهيد كربلاء.
ويذهب الشيخ محمد جواد مغنيّة إلى أنّ إطلاق لفظ (الإمام) من غير قيدٍ على غير النبي والإمام المنصوص من الله هو أمرٌ محلّ توقّف وتأمّل، ويرى أنّه من غير البعيد أن يكون محرّماً، تماماً كحرمة إطلاق عنوان (وصيّ النبيّ) على غير الإمام المعصوم (الكاشف 1: 197). أمّا العلامة السيد محمد حسين فضل الله فيرى في بعض حواراته وأجوبته التي نشرت في مجلّة (الموسم) أنّه لا مانع من إطلاق هذا التوصيف، بل هو بنفسه يستخدمه في حقّ غير واحدٍ من العلماء، لكنّه يُبدي خشيته من كثرة هذا الإطلاق الذي قد يسبّب تشويشاً للأجيال الجديدة، بحيث تختلط عليها المصطلحات والتعابير، بل قد يكون في هذا الإطلاق ـ من وجهة نظر فضل الله ـ ما يوجب تشوّش الأمر على غير الشيعة عندما يرون الشيعة يطلقون كلمة الإمام على غير الأئمّة الاثني عشر، فيعتقدون بأنّ الشيعة يقولون بعصمة هؤلاء العلماء أيضاً.
إلا أنّ اسم العلامة العارف السيّد محمد حسين الحسيني الطهراني رحمه الله يظلّ بارزاً من بين هذه المواقف، حيث يتحدّث بشيء من الاهتمام بهذا الموضوع في كتابَيه: (معرفة الإمام 18: 166 ـ 203؛ وولاية الفقيه في حكومة الإسلام 2: 8)، فيرى أنّ (الإمام) في المصطلح الشيعي يعني زعيم العالمين، ولا يمكن إطلاق لقب الإمام على غير الاثني عشر المنصوص عليهم، وأنّ الشيعة لم يلقّبوا أحداً بالإمام في تاريخهم، ويذكر قصّةً لجماعة من المؤمنين أصفياء النفوس التقوا قبل سنوات بالإمام الحسين عليه السلام، وأنّ الإمام الحسين أوصاهم بأن لا يسمّوا الخميني إماماً، وإنّما قولوا عنه: (نائب الإمام)، ويذهب العلامة الطهراني إلى أنّ أوّل من أخذ لقب الإمام هو الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في القرن العشرين، وأنّ من لقّبه بهذا اللقب هم المصريّون أثناء زيارته لمصر، ولم يكن هدفهم من هذا الثناءَ عليه، بل كان هدفهم ـ من وجهة نظر الطهراني ـ هو كسر هيبة عنوان الإمام عن سوء نيّة، وأنّ الكذبة هذه انطلت على الشيخ كاشف الغطاء فصدّق هذا التوصيف، وأنّهم فعلوا ذلك مع عالمٍ آخر جاءهم من النجف في العام القادم وكان رجلاً سيئاً فاسداً، فأرادوا بذلك استهلاك هذا العنوان في حقّ أشخاص فاسدين؛ لتسقط قيمة عنوان الإمامة بين المسلمين. ويرى الطهراني أنّ العارفين أدركوا أنّ كاشف الغطاء قد ذهب دفاعه في كتبه عن الحقّ أدراج الرياح بقبوله بهذا اللقب. بل يذهب الطهراني أكثر من ذلك ويرى أنّ بعض الألقاب التي خُلعت على العلماء مثل لقب (بحر العلوم) و (علم الهدى) والتي أطلقت على السيد المرتضى وغيره، إنّما كانت ألقاباً أعطيت لهم من قبل أهل البيت بطريقة غيبيّة خاصّة، لا أنّها أطلقت عليهم جزافاً. بل يعتب العلامة الطهراني (أو يستنكر) على السيد الخميني كيف قبل بهذا اللقب منذ أن وصل إلى مطار طهران الدولي عقب انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران عام 1979م، وسمع هناك النشيد الفارسيّ المشهور الذي اُنشد له، وهو تحت عنوان (خميني اي امام)، وكيف بقي الخميني حتى آخر عمره راضياً بإطلاق هذا التوصيف عليه بكثرة، وهو يعرف ـ كما يقول الطهراني ـ أنّ إمام زمانه المهديّ عليه السلام هو الإمام فقط، وليس الخميني نفسه. ويدعو الطهراني لوقف استخدام هذا التعبير بعد وفاة السيّد الخميني رافضاً له بشدّة وحزم، مقرّاً بأنّه استخدمه في حقّ السيد الخميني ثلاث مراتٍ في حياته فقط، وذلك في ثلاث رسائل وجّهها إليه، بعد أن علم ـ كما يقول ـ بأنّ هذه الرسائل لن تُقبل إلا إذا جاء فيها هذا اللقب، كما اُخبر بذلك على حدّ نقله، معتبراً أنّ إطلاق هذه الأوصاف يسبّب التباساً عند الناس، وعند بعض طلاب العلوم الدينيّة بمرور الوقت. ولهذا يخلص الطهراني إلى القول بأنّه لا يجوز في مدرسة التشيّع أن يُطلق لفظ (الإمام) على غير المعصوم، وأنّه من هنا قيل لهم (الإماميّة)، وهذا أمرٌ معروفٌ عنهم شائع حتى عند أهل السنّة.
والمعروف ـ إيرانيّاً ـ أنّ السيد الخميني لم يكن ليقال له (إمام) سابقاً قبل انتصار الثورة في إيران، بل كان المعروف ـ حتى في الرسائل التي كانت توجّه إليه قبل انتصار الثورة، ومنها رسائل من السيد علي الخامنئي نفسه له ـ إطلاق عنوان (آقا روح الله) أو (آقاى خميني) أو (آية الله عظمى خميني) أو (آية الله) ونحو ذلك، وأنّ الطبعات القديمة لكتبه كان يغلب في الكتابة على غلافها تعبير (نائب الإمام الحجّة) ونحو ذلك، وليس تعبير (الإمام الخميني)، وأنّ قلّةً قليلة جداً هي التي أطلقت عليه هذا اللقب، ومنهم الأستاذ محمّد رضا حكيمي، في كتابه (فرياد روزها: 33)، والذي طبع قبل انتصار الثورة بسنين عديدة، وربما كانت طبعته الأولى عام 1963م، وكان من أوائل من عبّر عن السيد الخميني بكلمة (الإمام)، لكنّ هذا التعبير ظلّ تداوله محدوداً جدّاً إلى أن استشهد السيد مصطفى الخميني رحمه الله قبيل انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران، إذ في مناسبة شهادته وإقامة مجلس عزاء في طهران لذلك، أعلن الدكتور الشيخ حسن الروحاني (رئيس الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية الحالي) ومن على المنبر، الدعوةَ لإطلاق هذا التعبير في حقّ الإمام الخميني، وأنّه يستحقّ هذا التعبير، والمعروف ـ كما يشير العلامة الطهراني نفسه أيضاً ـ أنّه ومنذ ذلك الحين بات هذا التعبير هو الرائج في حقّ السيد روح الله الخميني رضوان الله عليه.
وفي مقابل هذا التوجّه، لا يجد الكثير من العلماء حساسيةً في إطلاق هذا التعبير على غيرهم أو قبول إطلاقه على أشخاصهم، حيث يذهب السيد محمد مهدي الخلخالي في كتابه (الحاكميّة في الإسلام: 703)، إلى أنّ إطلاق كلمة (الإمام) على الفقيه العادل الجامع للشرائط هو إطلاق حقيقيّ وواقعي؛ إذ هو بالفعل ـ عنده ـ إمام الأمّة وأنموذجٌ صادق للإمام المعصوم. وهكذا اُطلق في هذا العصر هذا التعبير على أكثر من شخص دون أن يُبدو رفضهم أو يُبدي سائر العلماء الرفض في إطلاقه على هؤلاء، كالإمام كاشف الغطاء، والإمام شرف الدين، والإمام موسى الصدر، والإمام محمد باقر الصدر، والإمام الخميني، والإمام الخامنئي، والإمام الشيرازي، والإمام الخوئي، والإمام السيستاني، والإمام البروجردي، والإمام الحكيم، والإمام شمس الدين، والإمام الخالصي و.. كما استخدم بعضهم تعبير الإمام في حقّ بعض، مثل تعبير السيد محمد باقر الصدر عن السيد رضا الصدر والسيد الخميني بالإمام، وتعبير كثيرين عن العلماء الذين أشرنا إليهم آنفاً بالإمام في خطبهم ومحاضراتهم وكتبهم وغير ذلك.
هذه صورة موجزة عن هذا المشهد، ولكي ندرس الأمر باختصار من الناحية العلميّة، نشير في البداية إلى أنّ إطلاق كلمة (الإمام) مع القيد، أمرٌ لا إشكال فيه عند أحد حسب الظاهر، كأن تقول: إمام الجماعة، أو إمام الجمعة، أو إمام البلدة، أو نحو ذلك، إنّما الكلام كلّه في حال إطلاق كلمة الإمام على الإطلاق ودون إضافةٍ أو تقييد من هذا النوع، فهل هو جائز أم حرام؟ ونذكر هنا الأدلّة المفترضة على حرمة قول (الإمام) لغير الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، وأبرز ما وجدته في كلمات ومقولات الرافضين، هو ما يلي:
1 ـ إنّ هذا الأمر بدعة.
والجواب واضح؛ فإنّه لو نُسب هذا التوصيف للدين لكان في الأمر ابتداعاً، فلو قلنا بأنّ الدين هو الذي سمّى فلاناً بالإمام، ونحن لا نملك نصّاً على ذلك لا بالعموم ولا بالخصوص كان الأمر بدعةً، لكنّ المفروض أنّ الذين يُطلقون هذه الكلمة لا يُطلقونها بوصفها شيئاً في الدين، وإنّما يستخدمونها بمعناها اللغوي، وهي القائد والرئيس والمقتدى والهادي والمقدّم في الملّة وغير ذلك من المعاني التي تنطبق لغويّاً على هذا الشخص دون لزوم الكذب، وإلا لزم أن نحرّم إطلاق كلمة (رئيس) أيضاً على أيّ شخص غير الإمام! فأيّ إشكال شرعي لو استخدمنا هذه التعابير بهذه المعاني دون قصد نسبتها إلى تشريعٍ ديني؟! فهذا تماماً كأن تقول عن زيد بأنّه قويّ، فهذا التوصيف ناشئ من وجود قوّةٍ بدنيّةٍ عنده، لا من اعتقاد ديني بأنّ الله هو الذي سمّاه القويّ، وأنّه أمرنا بأن نطلق عليه هذا الاسم.
2 ـ إنّ في هذا الأمر ادّعاء امتلاك منصب الإمامة، وهو حرام.
والجواب هنا واضحٌ أيضاً؛ فمن هو الذي ادّعى مقام الإمامة المعتقد بها لأهل البيت؟! فلا أحد من الذين اُطلق عليهم هذا الوصف ولا الذين أطلقوا هذا الوصف بالذين يقصدون ذلك أبداً، ولا بالذين يعتقدون العصمة والنصّ الخاصّ في هذا الشخص أو ذاك. وإذا كان هناك بعض الناس الذين لديهم بعض الأفكار المفرطة في هذا المجال فيمكن مناقشتهم، لكنّ هذا غير مجرّد إطلاق هذا التعبير بلا قصد معنى الإمامة الخاصّة الثابتة لأهل البيت عليهم السلام عند الشيعة، فكما أنّ قولي (إمام الجماعة) لا أقصد به الإمامة الثابتة للأئمّة، بقرينة كلمة الجماعة، كذلك الحال هنا؛ فإنّ الإطلاق مقيّد لبّاً بكون قصدي من الإمامة هو إمامة هذا الشخص على المسلمين ـ غير المعصوم ـ في هذا الزمان، أو إمامته في أمر الدين، أو إمامته على أهل بلده، أو إمامته في علمٍ معيّن بمعنى تقدّمه على غيره فيه وكونه رئيساً عليهم في هذا العلم، كما نقول: إمام النحو، وإمام الفلسفة، وإمام البلاغة، وإمام الشعر، وإمام الفقه، وغير ذلك من التعابير، فعندما نعبّر (إمام) بقولٍ مطلق فلا نقصد الإمامة المطلقة الخاصّة الثابتة لأهل البيت، بل الإمامة بمعنى الرئاسة لهذا الشخص في زمنه على أهل عصره أو على جماعة خاصّين، وأين هذا من ادّعاء المنصب؟! والكلّ يقرّ بأنّ من يُطلَق عليهم لقب الإمام ليسوا أئمّةً معصومين ولا يدّعون هذا. وبهذا يظهر عدم وجود مبرّر لاستغراب العلامة الطهراني من الإمام الخميني في قبوله بهذا الوصف، وهو يدرك أنّ المهديَّ هو إمام الزمان، فإنّ قبول الخميني بهذا الوصف لا يعني قبوله بإمامته التي تقع في عرض إمامة المهدي، بل هي إمامة طوليّة على غير المهدي، بإجازةٍ ـ حسب اجتهاده ـ من أهل البيت أنفسهم بنصّ عام، وهو النصّ الذي يثبت ولاية الفقيه أو غير ذلك مثلاً.
3 ـ إنّ هذا الوصف يوجب تشوّش الأمر للأجيال القادمة أو لغير الشيعة، الأمر الذي يُهين ويُسقط من مقام الإمامة، وهو أمرٌ غير جائز، فكما أنّ إطلاق لقب النبيّ أو الإله على شخص يكون محرّماً فكذلك الأمر هنا، فهل تقبلون بأن يُطلق لقب (النبيّ) على العلماء مثلاً، فنقول: النبيّ كاشف الغطاء؟!
والجواب: إذا لزم من هذه الإطلاقات توهينٌ أو تشويش لمقام الألوهيّة والنبوّة والإمامة، فمن الواضح أنّه غير جائز، لكنّ الكلام كلّ الكلام في حصول التوهين أو التشويش بمجرّد استخدام هذه الألقاب، مثلاً: إنّ الإيرانيين وإلى اليوم يسمّون البنت أحياناً باسم (إلهة)، مؤنت الإله، ولكنّ ذلك لا يلزم منه أبداً أيّ تشويش ولا توهين، ولا يشعر أحد في المجتمع الإيراني بأنّ هذا التعبير يُقصد منه شيءٌ من هذا النوع، بل هو تعبير مجازي عن كبر وعظمة المسمّى، وهكذا يسمّي الإيرانيون (أعظم)، و (أكبر)، بل يسمّون باسم (أحد)، ولا يحصل أيّ تشوّش على الإطلاق في الذهن الجمعي في هذا الصدد، والسبب هو أنّ هذه الكلمات عندما أطلقت لم يُقصد منها المعنى الديني الإلهي، فلم يَقصد الذي سمّى ابنه (أحد) أنّ ابنه هو الله مثلاً والعياذ بالله، أو أنّ ابنه أو ابنته هي الأعظم أو الأكبر على الإطلاق، تماماً كما يسمّي المسلمون عموماً أولادهم باسم محمّد وفاطمة ومريم وعلي والحسن والحسين وجعفر وموسى وعيسى ويوسف وغير ذلك، بل يسمّي المسيحيون أولادهم بكثرة بأسماء الملائكة مثل غبريال (جبرائيل)، فهل هذا يعني أنّهم يرون ولدهم هو نفس محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أو أنّ ولدهم نبي أو وصيّ أو ملك من الملائكة؟! فعندما لا يكون الإطلاق موجباً للتشويش أو الإهانة فلا موجب للحرمة، والسبب في أنّنا لا نطلق كلمة النبيّ على العلماء هو أنّ هذه الكلمة صار لها انحصار بحيث يُخشى أن تشوّش الذهن بالفعل، ولكنّ هذا الإطلاق ليس بحرام ما دمت لا تعتقد بنبوّة هذا الذي تسمّيه بالنبي ويعرف الآخرون أنّ إطلاقك لا يعني ذلك. وكلمة (الإمام) من بين هذه الكلمات أوضح في عدم استلزامها للتشويش ولا للتوهين؛ لأنّ هذه الكلمة تطلق عند المسلمين بكثرة على زعماء المذاهب أو على كبار العلماء أو على الشخصيات ذات النفوذ والتقدّم الكبير في الأمّة، فإذا أطلقت في المناخ الشيعي فلا يُقصد منها الإمامة الخاصّة بالضرورة، بل يقصد منها الإمامة العامّة المستخدمة عند بقية المسلمين والعرب والصادقة لغويّاً على من أطلقت عليه، فأين هي المشكلة لو أطلقنا هذه الكلمة مع وجود معرفة اجتماعيّة بعدم إرادة الإمامة الخاصّة منها؟ وهل هناك آية أو حديث يحرّم أن نقول على غير الإمام كلمة (إمام) ولو لم نقصد بها الإمامة الخاصّة له؟!
نعم، ينبغي أن يقوم العلماء والمثقفون دوماً بتنبيه الناس على التمييز بين الإمام من أهل البيت والإمام من العلماء، سواء استخدمنا كلمة إمام أم لا، فلا يخلطوا بينهم، ولا يُسقطون صفات أولئك على العلماء، فيقومون بتقديس العلماء تقديساً غير صحيح، فمع هذه الخطوة المتواصلة اجتماعيّاً يصبح إطلاق كلمة الإمام على غير الأئمّة من أهل البيت غير موجب للتشويش ولا للتوهين، فلو أطلقتُ كلمة الإمام على غير الأئمّة بمعناها الذي اُطلقه عليهم لكان توهيناً أو تشويشاً لا مطلقاً.
بل هناك من يقول بأنّ تتبّع الأحاديث يفضي إلى القناعة بأنّ الأئمة من أهل البيت فيما بينهم، وكذلك أصحابهم، ما كان يخاطبونهم بكلمة (إمام) دائماً، بل غالباً ما كانوا يقولون: يا أبا عبد الله، أو يا ابن رسول الله، أو يا سيدي ومولاي، أو يستخدمون كُناهُم المعروفة لهم، فيقولون: سألت أبا جعفر، أو قال لي أبو محمّد، أو سمعت أبا الحسن، ولا نجد كلمة (إمام) متداولة دوماً، رغم اعتقادهم بالإمامة، بحيث يثير أمر تركها ما يشبه الإهانة مثلاً أو التشويش، ولم يكن استخدام كلمة الإمام لهم بالأمر الشائع في طرائق التعبير المتداولة، ويمكن مراجعة كتب الحديث للتأكّد من هذا الأمر.
ومن هذا، يظهر أنّك عندما تطلق كلمة (حسين العصر) وأمثالها، فلا تقصد أنّ فلاناً هو فعلاً الحسين بن عليّ بتمام صفاته في هذا العصر، وإنّما يُفهم أنّ هذا الشخص يتمثل بعض صفات الحسين العظيمة في الشجاعة والمروءة والتضحية، فيكون الاستخدام تشبيهيّاً بصفةٍ متشابهة جامعة ولو بعض الشيء، وهذا مبرَّرٌ لغويّاً، فما دام لا يُعطي معنى اتحاده مع الحسين، وأنّه هو هو، وأنّه بمقامه، فلا داعي للقلق والخوف من التشويش وغير ذلك، ولا موجب لتوصيف هذا الأمر بأنّه غلوّ ـ كما فعل الشيخ دانشمند حفظه الله ـ واللافت أنّه يريد أن يجعل كبار العلماء والأتقياء أقلّ من قنبر، وكنت أتمنّى أن يقيم لنا دليلاً علميّاً على أنّ أحداً من العلماء منذ وفاة الإمام العسكري عليه السلام إلى يوم القيامة لن يبلغ ما بلغه قنبر، بدل إطلاق الكلام دون بيان الاستدلال في موقعٍ يحتاج جدّاً إلى استدلال.
4 ـ إنّ الشيعة لم يلقّبوا أحداً بالإمام، ولهذا سُمّوا بالإماميّة، هذا تاريخهم يشهد.
والجواب: إنّ تسميتهم بالإمامية إنّما هي لكونهم يؤمنون بالإمامة الاثني عشريّة، ولهم فيها مذهبٌ خاص، ولا دليل على أنّ هذه التسمية هي لكونهم يمنعون إطلاق لقب الإمام على غير هؤلاء بمعنى غير مساوق للمعنى المطلق على هؤلاء المنصوص عليهم من أهل البيت، فلم يقم العلامة الطهراني هنا دليلاً، وإنّما أطلق الأمر مسلّماً من المسلّمات. واللافت أنّه يصرّ على أنّ كلمة الإمام لم تكن تطلق أبداً بين الشيعة إلى زمن كاشف الغطاء، ولعلّه غاب عن باله رحمه الله أو لم يراجع كتب الإجازات والتراجم والمخطوطات المليئة جدّاً بهذا التعبير في حقّ عشرات العلماء، فلو ألقى نظرةً على قسم الإجازات من بحار الأنوار، ونظر في المجلّدات ما بين رقم 102 و 107 من البحار، وكذلك نظر في خاتمة مستدرك الوسائل للمحدّث النوري، وتصفّح كتب التراجم ونصوص الإجازات لمختلف العلماء الشيعة، لرأى أنّ الكثير من العلماء قالوا عنهم كلمة (الإمام)، منذ قرون عديدة، كالمفيد، والمرتضى، وابن إدريس، والاسترآبادي، وأبي الفتوح الرازي، والخزاعي، والماهابادي، ورشيد الدين عبد الجليل الرازي، وجمال الدين الحمداني، وسديد الدين الحمصي، وفضل الله الراوندي، وعماد الدين الطبري، وقطب الدين الراوندي، وحسكا بن بابويه، والفضل الطبرسي وعشرات غيرهم، وقد تتبّعتُ شخصيّاً ـ بنحو العجالة والاستقراء الناقص ـ جملةً من الموارد، فرأيت الإطلاق على العلماء في أكثر من حوالي خمسمائة مورد في بحار الأنوار لوحده، لاسيما قسم الإجازات والتراجم، وأحيل إلى بعض الموارد فقط فانظر: (بحار الأنوار 102: 110، 134، 200، 202، 205، 206، 207، 208، 209، 210، 214، 217، 219، 220، 221، 223، 224، 225، 229، 233، 235، 242، 243، 244، 245، 246، 247، 249، 250، 251، 258، 259، 262، 265، 266، 267، 268، 269، 270، 271، 277، 279، 282، 286، 289، 291، 292، 294، 295، 297، وج 104: 18، 19، وغيرها المئات فليراجع)، بل انظر مثل الشيخ منتجب الدين الرازي (585هـ) في فهرسته المشهور (ص 29 ـ 30، 32، 33، 35، 37، 38، 39، 45، 46، 47، 48، 50، 51، 52، 53، وعشرات غيرها) وكذلك معالم العلماء لابن شهر آشوب المازندراني، وابن داوود الحلي في رجاله، والشهيد الأوّل في الأربعون حديثاً، وغيرهم كثير، ولولا خوف الإطالة والمَلَل لسطرتها برمّتها، فأيّ شخص يراجع كتب الرجال والتراجم والإجازات والحديث والتاريخ عند الإماميّة ويراجع المخطوطات والمدوّن عليها، يجد استعمال هذا التعبير في حقّ العلماء منذ قرون، وليس منذ كاشف الغطاء فقط، بل وجدنا بعض العلماء استخدمه في حقّ علماء من غير المذهب الإمامي أيضاً، فكيف يقول العلامة الطهراني بضرسٍ قاطع بأنّه لا يجوز في مدرسة الشيعة أن يطلق لفظ الإمام على غير المعصوم؟! كان من المناسب بسماحته أن يقول بأنّ هذه وجهة نظره ونظر بعض العلماء معه، والتي يُحتَرَمون عليها، لا أن ينسب ذلك إلى الشيعة، فأين هي الفتوى بذلك في كلمات العلماء والفقهاء المتقدّمين والمتأخّرين، أو في رسائلهم العمليّة وكتب استفتاءاتهم؟ بل هذه عباراتهم صارخة في إطلاق هذه الكلمة على العلماء مراراً وتكراراً منذ قرون، ولعلّ عندي قصوراً في فهم مراده رحمه الله؛ لأنّني اُجِلُّه عن مثل هذه الغفلة. نعم كلّما رجعنا زمنيّاً إلى الوراء وجدنا قلّة وندرة استخدام هذا التعبير في حقّ العلماء، وكلّما جئنا إلى القرن السادس وما بعده شاهدنا بداية تداول أوسع لهذا التعبير في حقّهم. وبما تقدّم يُعلم أيضاً أنّ بعض الإخباريين كانوا راضين بهذا التعبير، كما وجدنا في كلمات العلامة المجلسي وغيره، فلا يصحّ القول بأنّ هذا اللقب استخدمه الأصوليّون فقط، كما فعل بعض الإخباريّين المعاصرين.
ويهمّني أن أعلّق أيضاً على كلام العلامة الطهراني الآخر هنا، حيث لم يُقم دليلاً على أنّ قصد المصريّين من إطلاق لقب الإمام على كاشف الغطاء هو قصدٌ سيء، بل أطلق الاتهام بلا دليل مصرّح به، معتمداً على أنّ العارفين يعرفون هذا! مع أنّ أهل السنّة عموماً ـ ومنهم المصريّون ـ يُطلقون هذه التعابير احتراماً وتبجيلاً، وهم يقدّسون بها علماءهم، فما هو الموجب لسوء الظنّ بهم؟ وأين هو الدليل؟ مع أنّ تلك الفترة كانت تشهد تقارباً قويّاً بين الشيعة والسنّة، فينبغي احترام خطوتهم هذه، لا تحويلها إلى مؤامرة، ما لم يكن هناك دليل لا نعرفه والعلم عند الله، ووظيفتنا أن نُحسن الظنّ بهم وبالعلامة الطهراني نفسه معاً. كما لا أدري لماذا ضاعت جهود الإمام كاشف الغطاء رحمه الله، هذا العلامة الكبير، سدىً لأنّه قَبِل بهذا اللقب؟ ومن أين عرف العلامة الطهراني ذلك؟ وما هو المثبت لكون سائر الألقاب عند العلماء كانت بوحيٍ من أهل البيت عليهم السلام؟ وكيف يمكننا الاعتماد على قصص بعض الصالحين في أنّهم التقوا بالإمام الحسين، وقال لهم: لا تقولوا عن السيّد الخميني كلمة إمام؟! مع أنّ أنصار الإمام الخميني قد تجد لديهم قصصاً بالعكس تماماً! كنت أتمنّى أن تكون مقاربة العلامة الطهراني رضوان الله عليه أكثر استدلالاً، لاسيما وقد وصفها ابنه السيد الجليل محمد محسن الطهراني حفظه الله تعالى بأنّها مقاربة تقوم على البراهين والتحقيق، مؤيّداً قول والده، وذلك في محاضرته التي ألقاها بمناسبة عيد الغدير عام 1432هـ، والمدرجة في الموقع الالكتروني التابع لسماحته.
ومن هنا، ظهر أنّه لا موجب لاستنكار العلامة الطهراني قبول الإمام الخميني باللقب ما دامت هناك وجهة نظر اجتهاديّة في الأمر، فالإمامة المنفيّة في النصوص عن غير أهل البيت هي الإمامة الخاصّة، والإمامة المرادة لمثل الإمام الخميني هي الإمامة العامّة المستفادة من اللغة والعرف، فلا تناقض أو تنافر بين الاستخدامين، فنحن نتكلّم في التعبير لا في الاعتقادات، والتي يفترض أنّها واضحة للجميع.
ويستنتج من ذلك كلّه:
أولاً: إنّ إطلاق كلمة الإمام مع الإضافة، كإمام الجماعة، جائز بلا إشكال.
ثانياً: إنّ إطلاق كلمة الإمام بقولٍ مطلق على النبيّ وأهل بيته جائزٌ، وأمّا على غيرهم فإن قُصد أنّ غيرهم إمامٌ مثلهم بالمعنى الكلامي الخاصّ فلا يصحّ، وإلا لم يكن بذلك بأس في نفسه.
ثالثاً: إنّ اللغة تتحمّل إطلاق كلمة الإمام على كلّ من تقدّم قومَه، حتى أنّ القرآن استخدم هذه الكلمة في حقّ أئمّة الكفر، فلو اُطلقت على غير أهل البيت بهذا المعنى العامّ، أي بمعنى الشخص المتقدّم على سائر الناس في جهةٍ من الجهات، مع حفظ حقّ أهل البيت، لم يكن هناك بأس. بل قد ورد في بعض الروايات استخدام تعبير الإمام من قبل الأئمّة في حقّ غير الإمام المعصوم استخداماً لغويّاً، كما في كلام الإمام زين العابدين عليه السلام حيث قال: (فَحُقُوقُ أَئِمَّتِكَ ثَلَاثَةٌ أَوْجَبُهَا عَلَيْكَ حَقُّ سَائِسِكَ بِالسُّلْطَانِ ثُمَّ سَائِسِكَ بِالْعِلْمِ ثُمَّ حَقُّ سَائِسِكَ بِالْمُلْكِ، وَكُلُّ سَائِسٍ إِمَام..) (مستدرك الوسائل 11: 154)، وغيرها.
رابعاً: إنّ إطلاق هذه الكلمة وغيرها من الكلمات التي لها معانٍ دينية يجب أن يصاحبه دوماً توعية وفضاء ثقافي وتوعوي يحول دون حصول تشويش واختلاط للأمور على الآخرين من أبناء المذهب ومن هم خارجه، فإذا حصل ذلك ـ وهو حاصلٌ والحمد لله بدرجة كبيرة جدّاً ـ لم يكن في الإطلاق بأس.
خامساً: إنّ توصيف بعض المجاهدين أو العلماء بمثل حسين العصر أو عليّ الزمان أو غير ذلك، أمرٌ لا بأس به، شرط أن لا يُقصد منه ـ من قبل المتكلّم ـ ولا يوجب في الفهم العام جعلَ هذا الشخص هو عين الإمام أو بمكانته تماماً، وإنّما بمعنى نيله شرف التشابه الجزئي مع الإمام في صفةٍ من الصفات.
سادساً: إذا اُطلق على هؤلاء العلماء هذا اللقب ضمن ما تقدّم كان جائزاً، لكنّ هذا لا يعني الضغط على الناس ـ بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة ـ كي يستخدموا في حقّ هؤلاء العلماء هذه الألقاب فقط، فإذا لم تقل كلمة الإمام في حقّ عالمٍ معيّن مثلاً صرت ـ عند بعض الناس ـ متهماً أو محارَباً أو مشكوكاً في أمرك ونيّتك! فهذا أيضاً أمر مرفوض لا يمكن القبول به إطلاقاً، بل يجب أن نُحسن الظنّ ببعضنا، ونجعل بعضنا بعضاً في حلّ من طرائق التعبير عن العلماء والموقّرين بيننا، فليس هناك طريقة واحدة للتوقير بحيث لو لم أستخدمها لكانت الأمور إهانةً واحتقاراً، كما يفعل بعض المتحمّسين مع الأسف الشديد، فلنجعل احترام الناس لعلمائنا الذين نحبّهم احتراماً نابعاً من قلوبهم، لا من فضاءٍ مغلق قد يدفعهم للاحترام خوفاً أو طمعاً، فبذلك نحفظ العلماء. وعامّة الناس ـ والحمد لله ـ ليست لهم نوايا سيّئة في طرائق تعابيرهم، ومن ثبت عليه شرعاً جُرم التوهين، فيمكن إدانته بلا إشكال.
سابعاً: إنّ هذا البحث كلّه إنّما هو في تعبيرنا نحنُ عن غير أهل البيت بعنوان الإمام، لكن هناك بحثٌ آخر مطروح في الفقه الإمامي، وهو أنّه لو أطلَقَ الأئمة كلمة إمام، كأن قالوا: لا صلاة في العيدين إلا مع إمام، فما معنى كلمة إمام في كلماتهم عند الإطلاق من دون قرينة؟ هل تختصّ بأهل البيت أم تشمل مطلق الإمام العادل الجامع للشرائط؟ هذا أمرٌ فيه خلاف، لا سيما بين المتأخّرين، والمعروف الانصراف للأئمّة من أهل البيت، لكن خالف في ذلك بعضهم في بعض الموارد، مثل السيد كاظم الحائري حفظه الله في بحوثه حول الكفاح المسلّح والثورة في الإسلام، وليس هذا موضوع بحثنا هنا، فليتنبّه جيداً.
السلام عليكم.
قلتم في الأعلى: (والجواب واضح؛ فإنّه لو نُسب هذا التوصيف للدين لكان في الأمر ابتداعاً، فلو قلنا بأنّ الدين هو الذي سمّى فلاناً بالإمام، ونحن لا نملك نصّاً على ذلك لا بالعموم ولا بالخصوص كان الأمر بدعةً، لكنّ المفروض أنّ الذين يُطلقون هذه الكلمة لا يُطلقونها بوصفها شيئاً في الدين، وإنّما يستخدمونها بمعناها اللغوي، وهي القائد والرئيس والمقتدى والهادي والمقدّم … إلخ).
ألا يفيد تعلّق هذا اللقب مع أشخاص من فئة معينة يؤدون (كما أسلفتم النقل) وظائف عن الإمام<<< ألا يفيد ذلك وجود جنبة دينية؟
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
تحية طيبة للأخ الفاضل الشيخ حيدر حب اللَٰه حفظه اللَٰه تعالى .
بحث جيد جداً ، ولكن أريد أن أضيف شيئاً قد قرأته من سابق وبعض ملامحه لازال عالقاً في ذهني وهذا الكلام للسيد سامي البدري حيث قال مامضمونه وهو كلام لطيف وجميل حيث قال :
كانت كلمة الإمام من القرن الأول إلى القرن الثالث لا تطلق إلاّ على المعصوم ع فلم تطلق على غير المعصوم فيقول لم ترسخ هذا المفهوم في الذهنية الشيعية حيث كانت أطلق هذا المصطلح كان المقصود به الإمام المعصوم ع حيث يحصل الأنس ما بين هذا اللقب وشخص المعصوم ع حيث يراد منه المنصوص عليه من قبل الله ورسوله ص . بعد القرن الثالث أي في القرن الرابع بدأ يستعمل ويطلق على غير المعصوم ع بعد أن ترسخ المعنى الشرعي للقب الإمام المقصود به في الشرع فاطلاقه على غيره بالاطلاق اللغوي الذي يتقدم القوم كما استعمله القرآن الكريم على غير المعصوم مثل أئمة الكفر . وبناء على هذا التحديد لا إشكال في ذلك الاطلاق