السؤال: قبل أيّام دار حديث بين بعض الاخوة حول مسألة ردّ السلام بالدردشة الكتابيّة، هل هو واجب أم لا؟ وهل يختلف عن السلام بالمباشرة والمسموع من قبل الطرفين؟ (الجناتي).
الجواب: يذهب بعض الفقهاء إلى حصر وجوب ردّ السلام بما كان تحيّةً مسموعة، وما يبدو لي من وجهة نظري المتواضعة، أنّه لو حصل السلام بالكتابة المباشرة وجب الردّ بالكتابة، ولا يجب الردّ باللفظ، بل لا معنى له؛ لعدم سماع الطرف الآخر؛ فإنّ نصّ القرآن الكريم عامّ شامل ويصدق عرفاً عنوان أنّني حُيّيت بتحيّة من خلال الكتابة. نعم لو قلنا بالوجوب في الرسائل غير المباشرة فلا تجب الفورية في الردّ في مثلها؛ لعدم صدق ترك الردّ مع عدم الفوريّة إلا مع الإهمال لزمن طويل. ومسألة التحيّة ـ بحسب روحها ومقصدها ـ لا تختلف بين المشافهة وغيرها، ما لم يكن عدم المشافهة موجباً لتغيّر عنوان إلقاء التحيّة أو عدم صدق عنوان ردّ التحيّة على الجواب، بل قد يترجّح وجوب ردّ التحية ولو لم تكن بالسلام ـ خلافاً لكثير من الفقهاء ـ مثل مرحبا وصباح الخير ومسّاكم الله بالخير ونحو ذلك. هذا في التحية خارج الصلاة، أمّا ردّ التحيّة في الصلاة فيمكن أن تكون له أحكام خاصّة. والله العالم.