السؤال: ذكرتم في بعض محاضراتكم المخصّصة لموضوع التعدّدية الدينية, أنّ لأصحاب التعدّدية الدينية يقينهم الخاصّ, وهو اليقين الإستقرائي, الذي يتميّز عن اليقين الأرسطي. شيخنا الكريم: هل يتأثر هذا اليقين الإستقرائي, لو تمّ رفض الاستقراء أساساً؟ وحضرتكم تعلمون بأنّ الفيلسوف كارل بوبر يقول بأنّ الإستقراء خرافة، مع العلم بأنّ لهذا الفيلسوف حضوراً معتدّاً به في أوساط التعدّديين. فما هو تعليقكم على هذا الأمر؟ (عبد الجواد الحسيني).
الجواب: كلّما تراجع اليقين عن صورته الأرسطيّة انفتحت آفاق جديدة للتعدّديين المعرفيّين، وهذا معناه أنّه كلّما ابتعدنا عن الحدّ الأقصى لليقين وأخذنا بالنزول انفتح مجال التعدّديّة المعرفيّة أكثر، فإذا اقتربنا من النزعة الترجيحيّة التي مال اليها كثيرون ومنهم بعض مفكّري المدرسة الوضعيّة، والتي ترى أنّ نتائج البحث العلمي لا تعطي سوى ترجيح فرضيّة على أخرى (أي شيء أشبه بالظنّ في اصطلاحنا)، فهنا سوف يرى التعدّدي أنّ مجاله صار رحباً؛ لأنّ الجزميّة المعرفيّة التي قد تسمح بولادة الإقصاء المعرفي والنزعة الأحاديّة سوف تتلاشى. وعندما نأتي لفلاسفة الشك أو نتعامل مع فيلسوف مثل كارل بوبر، فمن الطبيعي أكثر أن تشكّل رؤيته النقديّة لليقين فسحة جديدة للتعدّديين المعرفيين.
معنى هذا الكلام، أنّ التعدّديين يكفيهم فتح كوّة في جدار الجزميّة اليقينية، وهذا ما يحصل عندهم من خلال مثل اليقين الإستقرائي، فإذا دخلت التعدّدية مجال الدين، فسوف تكون نظريّة اليقين الإستقرائي واحدة من أقرب النظريّات إلى التعدّدية الدينية؛ لأنّها تلغي الأحادية من جهة فتكرّس التعدّدية، وفي الوقت عينه هي تسمح ببقاء ضربٍ من اليقين الاطمئناني بحيث لا يتعرّض الدين ـ في معرفيّاته ـ للتلاشي والشك، لكن لو نزل التعدّدي المعرفي نحو الشك فسينفتح مجال التعدّدية أكثر، لكن سيكون ذلك بالنسبة للدينيّ الذي يبغي التعدّدية الدينية والجمعَ بين مفهومَي: التعدّد والدين، والحرص عليهما معاً.. سيكون ذلك بالنسبة إليه مشوباً بالخطر. وهذا ما يجعل مثل اليقين الاستقرائي من أكثر أشكال اليقين تناغماً مع الدين من جهة والتعدّدية من جهة ثانية.
الجواب: كلّما تراجع اليقين عن صورته الأرسطيّة انفتحت آفاق جديدة للتعدّديين المعرفيّين، وهذا معناه أنّه كلّما ابتعدنا عن الحدّ الأقصى لليقين وأخذنا بالنزول انفتح مجال التعدّديّة المعرفيّة أكثر، فإذا اقتربنا من النزعة الترجيحيّة التي مال اليها كثيرون ومنهم بعض مفكّري المدرسة الوضعيّة، والتي ترى أنّ نتائج البحث العلمي لا تعطي سوى ترجيح فرضيّة على أخرى (أي شيء أشبه بالظنّ في اصطلاحنا)، فهنا سوف يرى التعدّدي أنّ مجاله صار رحباً؛ لأنّ الجزميّة المعرفيّة التي قد تسمح بولادة الإقصاء المعرفي والنزعة الأحاديّة سوف تتلاشى. وعندما نأتي لفلاسفة الشك أو نتعامل مع فيلسوف مثل كارل بوبر، فمن الطبيعي أكثر أن تشكّل رؤيته النقديّة لليقين فسحة جديدة للتعدّديين المعرفيين.
معنى هذا الكلام، أنّ التعدّديين يكفيهم فتح كوّة في جدار الجزميّة اليقينية، وهذا ما يحصل عندهم من خلال مثل اليقين الإستقرائي، فإذا دخلت التعدّدية مجال الدين، فسوف تكون نظريّة اليقين الإستقرائي واحدة من أقرب النظريّات إلى التعدّدية الدينية؛ لأنّها تلغي الأحادية من جهة فتكرّس التعدّدية، وفي الوقت عينه هي تسمح ببقاء ضربٍ من اليقين الاطمئناني بحيث لا يتعرّض الدين ـ في معرفيّاته ـ للتلاشي والشك، لكن لو نزل التعدّدي المعرفي نحو الشك فسينفتح مجال التعدّدية أكثر، لكن سيكون ذلك بالنسبة للدينيّ الذي يبغي التعدّدية الدينية والجمعَ بين مفهومَي: التعدّد والدين، والحرص عليهما معاً.. سيكون ذلك بالنسبة إليه مشوباً بالخطر. وهذا ما يجعل مثل اليقين الاستقرائي من أكثر أشكال اليقين تناغماً مع الدين من جهة والتعدّدية من جهة ثانية.