السؤال: هل نستطيع أن نثبت صحّة أحاديث النبيّ بالعقل؟ (حميد مهدي).
الجواب: إذا كان المقصود إثبات صحّة المضمون، فهو أمر سليم ممكن لا مشكلة فيه عندما يتمّ الدليل العقلي على هذا المضمون، أمّا إذا كان المراد إثبات صحّة الصدور وأنّه بالعقل نثبت صحّة الصدور، فهذا يرجع إلى وسائل الإثبات التاريخي التي يصطنعها العقل أو يكتشفها وتثبت له صدور هذا النصّ أو ذاك. نعم، في بعض الأحيان يكون إثبات الصحّة المضمونية ـ منضمّاً إلى بُعد احتمال صدور مثل هذه الأفكار عن غير النبيّ ـ شاهداً علميّاً على الصحّة الصدوريّة.
ومن هذا كلّه قلنا في محلّه بأنّ نقد المتن ينفع في الحيثية الإبطاليّة للحديث، لكنّه قليلاً ما ينفع لوحده في الحيثيّة الإثباتية للأحاديث، ويمكنكم مراجعة بحثي المتواضع حول نقد المتن، فإنّ فيه فصلاً مخصّصاً لهذا الموضوع، ينبني على نقد فكرة أنّنا بتحليل المتن نكتشف الصدور، فإنّنا بتحليل المتن يمكن أن نبطل الصدور، لكن نادراً ما يتسنّى لنا بتحليل المتن ـ فقط ـ إثبات الصدور، وإنّما يكون إثبات الصدور بجماع البحث المصدري والسندي والمتني على طرائقه المتعدّدة المطروحة في علوم التاريخ والحديث.