• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
63 هل نحن في عصر الظهور؟ وما قصّة علامات الظهور؟ 2014-05-12 1 3774

هل نحن في عصر الظهور؟ وما قصّة علامات الظهور؟

السؤال: أودّ أن أستوضح من جانبكم الكريم عن موضوع اقتراب الظهور المبارك للإمام الحجّة صلوات الله عليه، وما قصّة علامات الظهور؟ وما الصحّة فيها؟ (Hassan Mrad).

الجواب: لا أريد أن أطيل كثيراً في هذا الموضوع، لكن إذا أردنا أن ندرس علامات الظهور، فهناك عدّة مستويات للمطالعة:

المستوى الأوّل: إثباتها التاريخي والحديثي، وهذا موضوع طويل جدّاً، لكن ما يمكنني قوله هو أنّ الكثير من روايات علامات الظهور ضعيفٌ من حيث مصدره الحديثي والتاريخي، أو ضعيفٌ من حيث سنده ورواته، أو ضعيف من حيث متنه ومحتواه، أو ضعيف من أكثر من جهة. والمؤسف أنّنا لم نشهد حتى الآن ـ حسب معلوماتي المتواضعة ـ مشروعاً متكاملاً لدراسة هذه الأمور كلّها من زاوية التحقيق التاريخي والحديثي، وفقاً للمدارس التاريخية والحديثية المختلفة، فما زال هذا الموضوع في إطار المعالجات الأوليّة، وعلى سبيل المثال، فقد حقّق الشيخ محمّد آصف محسني المتخصّص في علم الرجال والحديث، وتلميذ الإمام الخوئي، حقّق روايات علامات الظهور الموجودة في بحار الأنوار، والتي تبلغ 173 رواية، فبلغ عدد الروايات الصحيح والمعتبر سنداً عنده منها ـ وهو من المتشدّدين نسبيّاً في الأسانيد ـ خمس روايات فقط، (طبعاً هناك جزء من مجموع الروايات التي في البحار لا تتحدّث مباشرةً عن علامات الظهور، ومع ذلك أوردها صاحب البحار في هذا الباب في المجلّد الثاني والخمسين)، وقد سمعتُ شخصيّاً من أحد أساتذتي في علم الرجال ـ ولعلّه يتحرّج اليوم من ذكر اسمه ـ أنّ أغلب روايات آخر الزمان ضعيفة السند، هذا ما سمعته منه عندما سألته في مدينة قم عن هذا الموضوع قبل ثمانية عشر عاماً تقريباً.

وحتى الجهود التي بذلها بعض العلماء كانت تدور في محورين:

المحور الأوّل: جمع النصوص وتنظيمها وترتيبها واستخراجها من مصادرها، مع الاهتمام أيضاً بالمصادر غير الشيعيّة، فيما روته حول الملاحم والفتن وأخبار آخر الزمان، وهذا جهدٌ كبير وعظيم يُشكر هؤلاء عليه، وهو يشكّل مقدّمة ضرورية للغاية لأيّ عمل بحثي لاحق، ومن أبرز من اشتغل على هذا الأمر في قضيّة الإمام المهدي عامّة، الشيخ علي الكوراني العاملي.

المحور الثاني: فهم هذه النصوص، وتحليلها وفلسفتها، كما فعل هنا على سبيل المثال الشهيد السعيد السيد محمد صادق الصدر رضوان الله تعالى عليه في موسوعته المعروفة، وفعل ذلك ولو بشكل أقلّ سعةً غيرُه من العلماء.

أمّا دراسة هذه النصوص الحاكية عن علامات الظهور من زاوية توثيقية، وإثبات أنّ النبي وأهل بيته قالوها فعلاً، وأيّ حديث ثابت وأيّه ليس بثابت؟ فهذا عملٌ لم يحصل بالشكل المطلوب حتى الآن، وحبّذا لو يُصار إلى القيام بخطوات جادّة في هذا الإطار.

المستوى الثاني: فهم نظام عمل علامات الظهور وفقاً للنصوص نفسها، بمعنى أنّ هناك في النصوص مجموعة مهمّة من الروايات تحكي عن أنّ العلامات على نوعين: حتمية وغير حتمية، وأكثر العلامات الموجودة في الروايات هي علامات غير حتميّة بالمفهوم الكلامي، ومعنى ذلك أنّه من الممكن أن لا تقع، وأن لا يكون لها ربط بموضوع الظهور حتّى لو وقعت، وبعض الروايات تذكر العلامات الحتمية، ولا تزيدها عن عدد أصابع اليد. إنّ فهم نظام عمل علامات الظهور وموقعيّتها مهم أيضاً، لاسيما في ضوء نظرية البداء التي يؤمن بها المذهب الإمامي، فإنّ هناك في النصوص والكلمات ما يشير إلى جريان قانون البداء في أكثر العلامات.

المستوى الثالث: وهو مستوى التطبيق، فلو حصل شيء ما موجود في النصوص الحديثية، فهل يمكنني أن أطبّق النصّ على هذا الشيء وأقول بأنّ العلامة قد حصلت؟ هذا مشكل في كثير من الأحيان. كلّ ما في الأمر أنّه بإمكاني الظنّ أو التخمين، فلو قال: ستقع حرب في البلد الفلاني، ووقعت اليوم هذه الحرب، فهل هذا يعني أنّ هذه الحرب التي وقعت اليوم هي نفسها مقصود الحديث أم المقصود هو حرب أخرى ستقع لاحقاً؟ غالباً ما تأخذنا التشابهات نحو نتائج غير صحيحة، فإنّ الكثير من علامات الظهور عندما نأخذ كلّ واحدة لنفسها سنجد أنّها قابلة في العادة للتكرار، مثلاً أنت تقول بأنّ بلاد الشام تسقط في يد السفياني، مع أنّنا لو راجعنا التاريخ سنجد مرات عدّة ـ مثلاً ـ سقطت فيها بلاد الشام في يد تيارات متشدّدة معادية للشيعة، ألا يعتبر الشيعة أنّ مثل السلاجقة والأيوبيين والمماليك والعثمانيين كانوا متشدّدين قساةً على التشيّع، وقد حكموا هذه البلاد عدّة مرّات؟ ولعلّ هناك من احتمل أنّهم السفياني مثلاً. وأنت تقول: النفس الزكيّة، وهو عنوان يصلح لتطبيقه على عشرات، وبعض المهتمّين المعاصرين بقضايا الظهور من العلماء احتمل في كتابه أنّ الذي يقتل بظهر الكوفة هو السيد محمّد باقر الصدر، ولكنّه بعد أن تحوّلت آراؤه حذف اسم السيد محمد باقر الصدر من الطبعة السابقة، ليضع مكانه اسم السيد محمّد باقر الحكيم في الطبعة اللاحقة، هذه أمور لا نهاية لها وتفتح على احتمالات كثيرة، فينبغي التنبّه لمثل هذا الوضع.

والمراجع للجهود والكلمات المبحوثة في قضايا علامات الظهور خلال نصف القرن الأخير، أو ما يتناقل هنا وهناك يجد أشياء غريبة فرضها التأوّل والتكلّف، ولنِعْمَ ما قاله السيد جعفر مرتضى العاملي حين قال: (وعلامات الظهور هي أشياء محدّدة قالها النبيّ والأئمة عليهم الصلاة والسلام، لأجل الربط على قلوب شيعة أهل البيت عليهم السلام، وهم يواجهون التحدّيات والشبهات والضغوطات الهائلة. فإذا انطبقت انطباقاً صريحاً فلا إشكال، وإلا فنحن لسنا بحاجة إلى محاولة تمحّل الانطباق والتماس التأويلات بشكل غير ظاهر) (مقالات ودراسات: 114، نشر المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى عام 2003م)، وفعلاً هو تمحّل في الانطباق وتكلّفٌ في التأويلات، بل في بعضها من الطرائف ما فيه، وأذكر هنا على سبيل المثال ما أشار إليه الشيخ حسين علي منتظري رحمه الله من احتمال أن تُقرأ كلمة السفياني بإبدال النون تاءً مثنّاة، فتصبح السفياتي، وتعني الثورة الماركسية العالميّة، وإن عاد وردّ هذا الاحتمال (راجع: دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلاميّة 1: 236).

المستوى الرابع: التوقيت، وهو منهيٌّ عنه في بعض النصوص، فأن نتنبّأ بعلامات الظهور أو بقربه مسألة، وأن نتحدّث عن وقت معين بالدقّة وأنّه سيخرج الإمام في هذا الوقت مسألة أخرى، ومهما بلغ الحال بنا فلا يصحّ أن نخوض في قضيّة التوقيت؛ لأنّ النصوص ـ ومنها بعض الروايات الصحيحة ـ تؤكّد ستر مسألة الوقت عن الناس. وأذكر أنّ أحد العلماء البارزين في جبل عامل كان قد زاره صديقٌ لي في حدود عام 1988م، وسأله مستشيراً حول الذهاب إلى فرنسا لطلب العلم، فقال له ذلك العالم رحمه الله: لا داعي لذلك؛ فإنّ الإمام يخرج من الآن إلى حدود أربع سنوات، فلا داعي لهذه العلوم!

لو راجعنا التاريخ، سنجد بعض العلماء يحدّث عن أنّ عصره هو عصر الظهور، فهذا السيد ابن طاووس يقول لابنه: (واعلم يا ولدي محمّد، كمّل الله جلّ جلاله بلقائه سعادتك وشرّف ببقائه وحسن إرادته منزلتك وخاتمتك، أنّني لولا آية في كتاب الله المقدّس (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) لكنت قد عرّفتك ووثقتك أنّني أدرك أيام ظهوره الكامل وأدخل تحت ظلّه الشامل، فهذا أوان ظهور تلك الشموس وزوال الضرّ والبؤس إن شاء الله، فإن تمّم الله جلّ جلاله لي ما أؤمله من هذه الآمال فقد كمل لي تحف الشرف والإقبال، وإن أراد انتقالي فالأمر إليه جلّ جلاله، وله جلّ جلاله في تدبير آمالي) (كشف المحجّة لثمرة المهجة: 154، الفصل رقم 151). ونحن نعرف أنّ السيد ابن طاووس قد توفي عام 667هـ أي قبل حوالي ثمانمائة عام، وهو يقول بأنّه لولا لوح المحو والإثبات لأعلمتك بأنّ هذا العصر هو عصر الظهور. ومثل هذا النص نصوص أخرى لعلماء آخرين لا داعي للإطالة باستعراضها. كما ورأينا في حياتنا العشرات من الأشخاص الذين طبّقوا علامةً هنا وأخرى هناك، ثم بان الخطأ وأنّها كانت مجرّد ظنون وتخمينات واستنسابات ليس عليها دليلٌ من عقل أو نقل، أو أنّه جرى عليها البداء على أحسن الأحوال، لهذا فإنّي لا أعرف إذا كنّا في عصر الظهور أم لا؟ إنّ الأمل يحدونا جميعاً أن تظهر دولة الحقّ، ولكنّني أقولها بصراحة ووضوح: لست أعرف حتى ما إذا كنّا في عصر الظهور، فضلاً عن أن أحدّد ذلك. ولعلّ قولي هذا ناتج عن جهلي وقصور علمي، والعلم عند الله.

تعليق واحد

  1. يقول منتظر الموسوي:
    2018-03-19 15:12:12 الساعة 2018-03-19 15:12:12

    عفوا سماحة الشيخ كيف تثبتون العلامة انها حتمية ام لا؟؟

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36692900       عدد زيارات اليوم : 16800