السؤال: ذكرتم في جوابكم عن سؤال سابق أنّ مسألة تعمّم طالب العلم الديني موضوع يتبع الظروف الموضوعيّة، لكن هنا لديّ سؤال من نوع آخر حول نفس الموضوع: هل أن تعمّم رجال الدين أمرٌ منصوص عليه في الشرع وفي القرآن والسنّة الشريفة أم لا؟ (فادي يونس، من لبنان).
الجواب: لم أعثر في حدود تتبّعي على وجود نصّ في الكتاب الكريم أو في السنّة الشريفة يفيد التمييز في اللباس بين علماء الدين وغيرهم، بل قد كانت سيرة الرسول الأكرم (ص) وأهل البيت النبويّ وصحابة الرسول وأصحاب الأئمّة يلبسون ما يلبس الناس، ولم يكونوا ليتمايزوا عن الآخرين في ذلك، ولعلّ بدايات هذا التمييز ظهرت ـ على ما يقال ـ في العصر العباسي الأوّل، وذلك في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري. إلا أنّ ذلك لا يمنع تمايز الناس عن بعضها في لباس خاصّ بطبيعة نشاطهم، كما هي ألبسة القضاة أو الأطباء في عملهم، شرط أن لا يعتبر ذلك التمايز في اللباس أمراً دينيّاً فيصير ابتداعاً في الدين، ولا يؤدّي إلى ممارسة حالة طبقيّة مرفوضة إسلاميّاً وأخلاقيّاً، ومن دون ذلك ليست هناك أيّ مشكلة في الموضوع، بل قد يكون راجحاً كما ذكرنا في السؤال المشار إليه.
وماذا عن إختلاف لون عمامة رجال الدين السادة عن غيرهم من رجال الدين؟ أليس هذا تمييزا؟