السؤال: نقل بعض الأشخاص أنّه توجد رواية صحيحة السند في المصادر الشيعيّة تصرّح بأنّ الإمام علياً عليه السلام قد أقرّ الناس على ما فعلوا من أخذ الخلافة منه، وأنّه يجب التمييز بين الذين تآمروا وبين الذين اتبعوهم عن غير علم، وقد بحثت عن هذه الرواية فلم أجدها، وسألت بعض العلماء عنها فنفى وجودها، فهل يوجد مثل هذه الروايات عندنا؟ وشكرا لكم (عاطف، العراق).
الجواب: توجد بعض الروايات التي فيها مثل هذه الإشارة، لكنّها مما اختلف في تصحيحه سنداً وعدمه، ولا يتفق العلماء من زاوية البحث الرجالي والسندي على صحّتها، وذلك مثل ما نقله الشيخ الكليني (الكافي 8: 295؛ وبحار الأنوار 28: 254) من خبر زرارة الذي وصفه العلامة المجلسي في (مرآة العقول 26: 326) بأنّه كالموثّق، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «إنّ الناس لما صنعوا ما صنعوا، إذ بايعوا أبا بكر، لم يمنع أمير المؤمنين عليه السلام من أن يدعو إلى نفسه إلا نظراً للناس، وتخوّفاً عليهم أن يرتدّوا عن الإسلام، فيعبدوا الأوثان، ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وكان الأحبّ إليه أن يقرّهم على ما صنعوا من أن يرتدّوا عن الإسلام، وإنّما هلك الذين ركبوا ما ركبوا، فأما من لم يصنع ذلك ودخل فيما دخل فيه الناس على غير علم ولا عداوة لأمير المؤمنين عليه السلام فإنّ ذلك لا يكفّره، ولا يخرجه من الإسلام، فلذلك كتم علي عليه السلام أمره، وبايع مكرهاً حيث لم يجد أعواناً». هذا ولكنّ هذه الرواية عندي ضعيفة السند، إذ ينقلها الكندي عن غير واحد، عن أبان، ومثل هذا الإرسال لم أجد مبرّراً لاعتباره كالمسند من الزاوية الحديثيّة. وأمّا تحقيق البحث كلّه ومعاني هذه الروايات والمقصود منها وما هو معنى الإقرار، فيحتاج لفرصة أطول وأوسع.
احسنتم شيخي