• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
70 هل سورة المسد فيها إعجاز قرآني بالإخبار بالغيب؟ وهل نزلت قبل وفاة أبي لهب وزوجته؟ 2014-05-12 0 2180

هل سورة المسد فيها إعجاز قرآني بالإخبار بالغيب؟ وهل نزلت قبل وفاة أبي لهب وزوجته؟

السؤال: استدلّ المفسّرون على الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم بموارد عديدة، منها: إخباره تعالى عن موت أبي لهب على الكفر، ولكنّ هذا الاستدلال لا يثبت، إلا إذا قطعنا بأنّ الآية نازلة في حياة أبي لهب، فهل ثبت ذلك؟ (عامر، العراق).

الجواب: هذا الموضوع تارةً نعالجه من داخل بنية نصّ السورة نفسها، وأخرى من الشواهد الحافّة:
1 ـ أمّا من داخل بنية السورة الشريفة، فلا يبدو لي أنّ هناك شيئاً حاسماً يعيّن نزول هذه السورة في حياة أبي لهب أو بعد موته، إلا ـ ربما ـ في حالة واحدة، وهي أن نفرض ـ وهو موضوع محلّ بحث وجدل ـ أنّ الإنسان عندما يموت يذهب إلى جنّةٍ برزخيّة أو نارٍ كذلك. وهذا معناه أنّ أبا لهب لو كان ميتاً عند نزول هذه السورة، لكان الأنسب بالتعبير أن يقال: هو يصلى ناراً ذات لهب، كما قال الله عن آل فرعون: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر: 46)، لا أن يقول: (سيصلى) المشيرة لحالة مستقبلة، ما لم نقل بأنّ النار التي تتحدّث عنها الآية الكريمة هي نار خاصّة، وهي نار الآخرة لا البرزخ.
ولا ينافي هذا الكلام، قوله تعالى: (في جيدها حبلٌ من مسد)، حيث قد يقال بأنّه يدلّ على أنّ الحبل موجود الآن في جيدها، فتكون الآن في النار، وهذا يكشف عن موتها عند نزول السورة لا عن حياتها. لأنّ الجواب عن هذا هو أنّ قوله تعالى: (وامرأته حمّالة الحطب في جيدها حبل من مسد)، إمّا معطوف على (سيصلى)، فيكون المعنى أنه سيصلى أبو لهب وامرأته ناراً ذات لهب، وبذلك لا يصحّ تفسير الآية على أنّ زوجة أبي لهب كانت ميتة عند نزول السورة. أو أنّ (امرأته) مبتدأ، وخبره (في جيدها حبل من مسد)، وما بينهما هو حال منصوب أو نصب للذمّ، فتكون الجملة إسميّةً (وامرأة أبي لهب ـ تلك المرأة حمّالة الحطب ـ في جيدها حبل من مسد). والجملة الإسمية لا تدلّ على الزمان، حتى نقول بأنّها كاشفة عن تحقّق مضمونها الآن عند نزول السورة، فهي مثل قوله تعالى: (كلّ من عليها فان)، حيث لا يدلّ على زمنية الفناء هذا، وأنّه الآن، لتثبت نظرية وحدة الوجود والموجود التي طرحها بعض المتصوّفة والعرفاء؛ لأنّ الجملة الإسمية لا دلالة فيها على الزمان، فهي تقرّر شيئاً ولا تقرّر زمنه، إلا بشاهد إضافي أو بقرينة، وعليه فلا يكون في السورة شاهد على نزولها بعد موت أبي لهب وزوجته، ولا العكس، بشكل حاسم.
2 ـ وأمّا على مستوى أسباب النزول والشواهد الحافّة من خارج السياق القرآني، فقد جاء في بعض المرويّات أنّ السورة نزلت عقب تسخيف أبي لهب النبيّ عندما جمع عشيرته الأقربين يدعوهم إلى الإسلام (روضة الواعظين: 52 ـ 53، ومناقب الإمام أمير المؤمنين 1: 380، ومناقب آل أبي طالب 1: 43، ومسند أحمد 1: 281؛ وصحيح البخاري 2: 108؛ وصحيح مسلم 1: 134، وغير ذلك الكثير). وورد عن ابن عباس أنّ زوجة أبي لهب جاءت بعد نزول السورة إلى النبي ممّا يعني أنّها كانت حيّة (مناقب الإمام أمير المؤمنين 1: 108 ـ 109؛ والخرائج والجرائح 2: 775، وغيرهما الكثير)، ويذكر علماء القرآنيات أنّ سورة المسد نزلت في مكّة المكرّمة، مع أنّ أبا لهب مات بعد أيام من واقعة بدر، ولا أقلّ من اليقين بموته بعد الهجرة النبويّة إلى المدينة المنوّرة.
إلأ أنّ هذه الشواهد الحافّة إذا قصد منها الاحتكام إلى نصوص آحاديّة ولو كانت معتبرة سنداً، فقد يجد الإنسان حديثاً هنا وآخر هناك كذلك، لكن لمّا كان الصحيح ـ لاسيما في مثل هذه الموضوعات ـ هو مرجعيّة الحديث المعلوم الصدور، فقد يكون من الصعب هنا التأكّد عبر هذه الشواهد من نزول السورة قبل وفاة أبي لهب وزوجته. ومجرّد اشتهار مكيّة السورة في كلمات المفسّرين لا يعني صحّة ذلك، فإنّه من الممكن أنّهم اعتمدوا على مثل المرويّات المتقدّمة التي تكشف عن أنّ السورة كانت في حياة أبي لهب وفي مكّة المكرّمة. كما أنّ مجرّد عدم ذكر رواية في مصادر الحديث والتفسير عن نزولها في المدينة المنوّرة عقب وفاة أبي لهب ووصول خبر وفاته إلى المسلمين في المدينة، لا يعني أنّها لم تنزل في المدينة، فهناك أمور كثيرة لم تصلنا من وقائع التاريخ الأوّل. ولعلّ ابن عباس وغيره ممّن ذكروا مكيّة السورة اجتهدوا في ذلك من خلال بعض القرائن التي قد لا تقنع الآخرين اليوم. كما أنّ لحن السورة وإن كان متناسباً مع الفترة المكيّة، إلا أنّ تناسبه هذا يمكن فهمه ولو كانت السورة مدنيّة؛ لأنّ موضوع السورة عبارة عن شخصيّتين ترجعان إلى تجربة المسلمين في مكّة المكرّمة، فمن الطبيعي أن يكون تناول الموضوع متناسباً مع وقائع مكّة حتى لو كانت السورة مدنية. والنتيجة هي أنّ تحصيل اليقين بأنّ هذه السورة مكيّة نزلت في حياة أبي لهب وزوجته يبدو لي عسيراً، فلو اقتنع شخصٌ بهذه الشواهد وحصل له منها اطمئنان فبها، وإلا فيصعب جعل هذه السورة من مصاديق الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم، نعم مجمل المعطيات المتقدّمة تجعل الظنّ الغالب لصالح نزول السورة في حياة أبي لهب وزوجته.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36633217       عدد زيارات اليوم : 12386