السؤال: 1 ـ بحسب مباني العلماء وفي نظركم الشخصي ما مدى صحّة دعاء كميل؟
2 ـ هل دعاء كميل ثابت أم لا؟
الجواب: دعاء كميل بن زياد النخعي من الأدعية الرائجة الجميلة الرائعة التي يدعو بها الملايين من المسلمين كلّ ليلة جمعة في مختلف أقطار الأرض، وفيه مضامين عالية، ولهذا الدعاء شروح كثيرة وترجمات متعدّدة، نصّ عليها الباحثون، ومنهم الطهراني في (الذريعة 8: 193، و 13: 258 ـ 259) وغيره، لكن أغلبيّتها الساحقة إن لم يكن جميعها ظهر خلال القرون الأربعة الأخيرة فقط، وقبل ذلك لا ذكر لهذا الدعاء على مستوى الشرح والترجمة والتعليق وغير ذلك. وقد قال فيه الشيخ عباس القمّي: (هُوَ من الدّعوات المعروفة. قالَ العلاّمة المجلسي (رض): إنّه أفضل الأدعية، وَهُوَ دعاء الخضر عليه السلام، وقد علّمه أمير المؤمنين عليه السلام كميلاً، وَهُوَ من خواص أصحابه، ويدعى به في ليلة النصف من شعبان، وليلة الجُمعة، ويجدي في كفاية شرّ الأعداء، وفي فتح باب الرزق، وفي غفران الذُّنوب. وقد رواه الشَّيخ والسَّيِّد كلاهما، وأنا أرويه عَن كتاب (مصباح المتهجِّد) وَهُوَ هذا الدُّعاء..) (مفاتيح الجنان: 126). ويذكر السيد محمد حسين الجلالي أنّ أصحّ طبعات هذا الدعاء روايةً هو ما جاء في المصباح للطوسي (الجلالي، فهرس التراث 1: 107).
ورغم أنّ هذا الدعاء يعرف بدعاء كميل ـ وهو أحد خواصّ الإمام علي عليه السلام، وقد وثقه ومدحه بعض علماء السنّة أيضاً، وله قصّة مشهودة مع الحجاج بن يوسف الثقفي قبل أن يقوم الحجّاج بإعدامه وهو رجل كبير في السنّ، وذلك عام 82 أو 83 أو 84هــ ـ ومع هذه التسمية.. لكنّ الدعاء ليس لكميل بن زياد النخعي، وإنّما هو للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي الرواية كما سيأتي أنّه دعاء الخضر عليه السلام، وقد يكون الإمام أخذه منه.
أمّا على مستوى الإثبات التاريخي، فإنّ هذا الدعاء يرجع إلى مصدرين أساسيين ـ وسائر الكتب ترجع إليهما ـ وهما:
المصدر الأوّل: وهو الأقدم والأهم، عنيت مصباح المتهجّد للشيخ الطوسي (460هـ)، فقد قال الشيخ: (دعاءٌ آخر، وهو دعاء الخضر عليه السلام: روي أنّ كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين عليه السلام ساجداً يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء، وبقوّتك التي قهرت بها كلّ شيء..) (مصباح المتهجد: 844 ـ 850).
وفي هذا المصدر ـ كما رأينا ـ لا يُعرف من أين حصل الشيخ الطوسي على هذا الدعاء، وتفصله عن عصر علي وكميل حوالي أربعة قرون، فلا سند ولا مصدر ولا تحديد لطريقة الحصول على هذا الدعاء، والطوسي لم يذكر أيّ طريق له إلى كميل بن زياد لا في كتاب المصباح ولا في مشيخة التهذيب والاستبصار ولا في الفهرست ولا في أيّ موضعٍ آخر من كتبه حتى نطبّق نظريّة التعويض السندي هنا لتصحيح الحديث. وربما يكون الشيخ الطوسي قد أخذ الدعاء من سند أو مصدر غير معتبر حتى عنده، لكنّه نقله في هذا الكتاب؛ لأنّ كتاب مصباح المتهجّد هو كتاب مندوبات وأعمال ومستحبات، وقد يبني الشيخ الطوسي ـ كما هي طريقة المشهور ـ على التسامح في أدلّة السنن، فنقل لنا الدعاء رغم عدم صحّة سنده أو مصدره عنده، وهذا أمرٌ ممكن في مثل هذه الموضوعات، لاسيما مع علّو مضمونه عنده، بل ربما صحّحه بمضمونه كما يصحّحه بعض العلماء اليوم بهذه الطريقة.
المصدر الثاني: كتاب إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس (664هـ)، حيث قال: (ومن الدعوات في هذه الليلة ما رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه قال: روي أنّ كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين عليه السلام ساجداً يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان. أقول: ووجدت في روايةٍ أخرى ما هذا لفظها: قال كميل بن زياد: كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد البصرة، ومعه جماعة من أصحابه، فقال بعضهم: ما معنى قول الله عزّ وجلّ: (فيها يفرق كلّ أمر حكيم)؟ قال عليه السلام: ليلة النصف من شعبان، والذي نفس عليّ بيده إنّه ما من عبدٍ إلا وجميع ما يجري عليه من خيرٍ وشرٍّ مقسومٌ له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة، وما من عبدٍ يحييها ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلا أجيب له. فلمّا انصرف طرقته ليلاً، فقال عليه السلام: ما جاء بك يا كميل؟ قلت: يا أمير المؤمنين، دعاء الخضر، فقال: اجلس يا كميل، إذا حفظت هذا الدعاء فادعُ به كلّ ليلة جمعة أو في الشهر مرّة أو في السنة مرّة أو في عمرك مرّة تُكف وتُنصر وترزق ولن تعدم المغفرة، يا كميل، أوجب لك طول الصحبة لنا أن نجود لك بما سألت، ثم قال: اكتب: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء، وبقوّتك التي قهرت بها كلّ شيء، وخضع لها كلّ شيء، وذلّ لها كلّ شيء، وبجبروتك التي غلبت بها كلّ شيء، وبعزّتك التي لا يقوم لها شيء..) (ابن طاووس، إقبال الأعمال 3: 331 ـ 338).
ومن الواضح هنا أنّ ابن طاووس ينقل الحديث الذي رأيناه عند الطوسي في المصباح، فليس هناك من جديد، لكنّه يعود ويذكر لنا أنّه رأى روايةً أخرى في هذا الصدد يذكرها لنا ويسوق بعدها الدعاء، دون أن يبيّن لنا أين رأى تلك الرواية الأخرى، فلا يذكر المصدر ولا السند ولا أيّ معلومات حول الموضوع، رغم أنّه تفصله ستة قرون عن عصر الإمام علي وكميل بن زياد.
والجدير بالذكر أنّ المصدرين يذكران أنّ الدعاء هو دعاء الخضر، ولكن لا يُعرف ماذا يراد بهذه الكلمة، فهل التقى الخضر بعلي بن أبي طالب فأخبره به أم كان يدعو به الخضر سابقاً وأعلم الله عليّاً أو محمّداً بذلك فروياه لهذه الأمّة رغم وجود آية قرآنية في هذا الدعاء (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون)؟ ولا أريد أن أدخل في تحليلٍ يتصل بذكر اسم الخضر وما يحمله هذا الاسم من دلالات عميقة في الثقافة الدينية والصوفيّة، بل سأترك هذا الأمر، وأنصح بمراجعة الكتاب الذي ألّفه الباحث الأستاذ عماد الهلالي حول شخصيّة الخضر في التراث الديني (العبد العالم الخضر عليه السلام، دراسة شاملة وموسّعة عن حياة الخضر عليه السلام وتاريخه من خلال القرآن والسنّة والحديث، طبع دار الكاتب العربي، عام 2010م). كما لا أريد أن أدخل أكثر في الرواية التي يقدّمها لنا السيد ابن طاووس في أنّ الآية الكريمة (فيها يفرق كلّ أمر حكيم) قصدت النصف من شعبان، وأنّ هذا المفهوم يعارض التناسب بين الآيات القرآنية بحيث تكون ليلة القدر في شهر رمضان وليس شعبان (وهو موضوع فيه جدل لا نخوض فيه الساعة)، على أنّ هذه الرواية تعارض بعض الروايات التي ذكرت أنّ المراد بهذه الليلة في الآية الكريمة هو ليلة القدر من رمضان لا شعبان، وهذه مشكلة يجب حلّها كي نأخذ بنقل السيد ابن طاووس هنا. أضف إلى ذلك أنّ الإمام عليّاً عليه السلام يعطي هذا الدعاء لكميل لمكان صحبته وعلاقته بهم عليهم السلام، ولا أعرف هل الأدعية يعطيها الأئمّة لمن حولهم أم يعلّمونها لعموم المسلمين في الأرض حيث يجب تبليغ دين الله للأمّة؟! وهل في هذا الدعاء ما يدعو للتقيّة؟! فكأنّ هذا الدعاء خاصّ وله بُعد غير عام حتى يذكره الإمام عليه السلام لكميل بحكم العلاقة القريبة! هذا تساؤل أتركه للتفكير. وهناك أيضاً تساؤل آخر أدعه للتفكير ـ وقد يجاب عنه ـ وهو أنّ رواية ابن طاووس تفيد أنّ كميل بن زياد كتب الدعاء حيث قاله له الإمام عليّ، وهذا يعني أنّ لديه كتاباً وهو دعاء كميل، ومع ذلك لم نجد ذكره إطلاقاً في كتب الفهارس والمصنّفات ولم يذكره الطوسي ولا النجاشي ولا ابن النديم ولا غيرهم في عداد مصنّفي الشيعة رغم ذكرهم بعض من كَتَبَ في القرن الأوّل الهجري، وهذا لعلّه يؤكّد أنّهم لم يروا هذه الرواية التي ينقلها ابن طاووس أو لم يعتدّوا بها في إثبات كون ابن زياد صاحب مصنّف أو أصل.
هذا، وليس هناك مصدر يؤكّد لنا خصوصيّة ليلة الجمعة في هذا الدعاء، سوى هذه الرواية (رواية ابن طاووس) غير المسندة، والتي تعاني من بعض المشاكل؛ لهذا رأينا من يشير إلى اعتماد رواية المصباح للطوسي لا رواية الإقبال لابن طاووس، ورواية المصباح تركّز على هذا الدعاء بوصفه دعاءً يدعى به في ليلة النصف من شعبان لا في كلّ ليلة جمعة.
وبناءً عليه، فهذا الدعاء لم يثبت بطريقة علميّة صحيحة، فلا يُعلم مصدره ولا سنده، والكتب التي نقلته لنا قليلة جدّاً (كتابان)، ومن ثمّ يصعب تطبيق قاعدة تعاضد الأسانيد أو المصادر فيه، فإسناده إلى النبي وأهل بيته صعب للغاية، إلا على طريقة من يثبت النصوص والأدعية من خلال طبيعة البيان والمضمون الذي يشبه سائر كلمات الإمام علي أو الأئمّة أو من خلال نورانيّة المضمون العالي الذي يحمله، فمن يحصل له وثوق واطمئنان بصدور هذا الدعاء عن الإمام علي عليه السلام من خلال هذه المعطيات ـ كما يظهر من غير واحد من العلماء مثل الشيخ عبدالهادي الفضلي ـ فهو حجّةٌ له وعليه، وإلا فلا اعتبار بهذا الدعاء من حيث تصويب الإسناد للنبي أو أهل بيته عليهم السلام جميعاً، وإنّني أنصح نفسي قبل أن نحكم على الدعاء ـ أيّ دعاء ـ ونسبته من خلال طريقة بيانه ورفعة مضمونه أن تكون لدينا ثقافة واسعة في الأدعية والمناجاة التي تركها لنا سائر العلماء المسلمين، بل وغير المسلمين أيضاً، لنجد أنّ بعضها مما تقشعر له الجلود وتلين له القلوب وتهتزّ له الضمائر وتدمع له العين ويخشع معه القلب، فالثقافة الموسوعيّة والمقارنة هنا ضروريّة قبل التسرّع بإصدار أحكام قد تشوبها العاطفة وما اعتدنا عليه في صغرنا أو تربّينا عليه عفويّاً وتشكّلت لدينا فيه قناعات انطباعية وليست علميّة.
وأمّا القول بأنّ اهتمام العلماء به شاهد صحّته فقد بيّنا أنّ الاهتمام هذا لم نجده واضحاً سوى منذ أربعة قرون تقريباً فقط، أمّا قبل ذلك فقد ندر أن تجد شرحاً أو تعليقاً أو ذكراً له فليراجع. نعم، يجب أن أشير إلى أنّ بعض جمل هذا الدعاء وأكثر ذلك في مطلعه، ورد في بعض الروايات الأخرى، ومنها رواية نقلها بعض علماء أهل السنّة في مصنفاتهم الحديثية كابن أبي شيبة في المصنّف، ولكنّ هذا لا يثبت نقل الدعاء الطويل، بل يُثبت بضعة أسطر قليلة منه لو تمّت تلك الروايات أيضاً، ومن الغريب ما وجدته عند بعضهم من أنّه يريد تصحيح هذا الدعاء برواية ابن أبي شيبة التي هي ضعيفة السند من جهة وتنقل لنا بضعة أسطر فقط من جهة ثانية، وهو يعلم أنّ الوضع في الحديث كثيراً ما يكون بالإدراج، فيؤتى بحديث معتبر ويضاف فيه أو ينقص منه ويضاف مكان الإنقاص، فانتبه جيداً، فهذا لا يصحّح حديثاً، نعم لو تمّ نقل أغلب مقاطع هذا الدعاء في مطاوي روايات أخَر عن علي عليه السلام لاقتربنا من هذا التصحيح جدّاً، وهو أمرٌ غير متوفّر هنا مع الأسف الشديد.
لكنّ هذا كلّه لا يعني ترك هذا الدعاء، وذلك:
أ ـ إنّ من يرى قاعدة التسامح في أدلّة السنن يمكنه اعتبار هذا الدعاء، وجعل قراءته مستحبّةً ليلة الجمعة بعنوان كونها ليلة الجمعة، أو ليلة النصف من شعبان كذلك.
ب ـ إنّ من لا يرى هذه القاعدة ولم يثبت عنده هذا الدعاء كما هو الصحيح، فغاية ما يترتّب عليه هو أن لا يعتدّ بهذا الدعاء لإثبات شيء أو نفي شيء في الدين والعقيدة والشريعة، ولا يُسنده إلى الإمام عليه السلام، ولا يقرأ هذا الدعاء ليلة الجمعة بنيّة الاستحباب الخاص لقراءته في هذه الليلة بعينها وكذلك ليلة النصف من شعبان.. أمّا مبدأ أن يدعو به فهذا لا مشكلة فيه أساساً؛ إذ لا يشترط في الدعاء أو الزيارة أن يصحّا سنداً حتى يقرأهما الإنسان، فبالإمكان الزيارة أو الدعاء بما ورد ولو بسندٍ ضعيف، والتفاعل مع ما يدعو الإنسان به أو يزور به كما قلنا هذا الأمر مراراً وتكراراً، غايته أنّه يحقّ لمن يرى مشكلةً متنيّة أو مضموناً غير منسجم مع الدين أو القرآن في هذا الدعاء أو ذاك وفي هذه الزيارة أو تلك.. أن يسجّل اعتراضه وأن يترك الدعاء به كونه يتضمّن ما يخالف الدين من وجهة نظره الاجتهادية، ولا يحقّ للآخرين التهجّم عليه بحجّة أنّه ينتقد دعاءً منسوباً للنبي وأهل بيته؛ إذ الدعاء لم يثبت عنده حسب الفرض ومضمونه فيه مشكلة متنية، فمن حقّه أن يتحفّظ تجاهه، وعليه فدعاء كميل وأيّ دعاء آخر ـ وكذا أيّ زيارة ـ إذا لم يثبت صدوره عن النبي وأهل بيته بطريقة علميّة تبعاً للمنهج الذي يتخذه الباحث، يمكن الدعاء به أو الزيارة بها بعنوان مطلق الدعاء بلا أيّ مشكلة، شرط عدم الإسناد للمعصوم ولا جعلهما حجةً يحتجّ بها في الفكر الديني، وإذا كانت كذلك وكان في مضمونها ما ينافي الدين بطريقةٍ أو بأخرى أمكن التحفّظ، بل والدعوة إلى ترك هذا الدعاء أو تلك الزيارة أو هذا المقطع منهما، فهذا هو ـ فيما يبدو لي ـ المعيار المنهجي السليم في التعامل مع موضوع الأدعية والزيارات غير الثابتة حديثياً وتاريخيّاً، وقد كرّرنا هذا الأمر مراراً فيما سبق.
وأتمنّى أخيراً عندما ندرس هذه الموضوعات أن نبتعد أيضاً عن الذهنية الطائفيّة المتحيّزة، فقد ينظر بعضنا لهذا الموضوع، ولأيّ دعاء أو زيارة أخرى، من منظار طائفي، فيقول بأنّه لا ينبغي لنا أن نخسر مثل هذا الدعاء العظيم، فعلينا تصحيحه مهما كان الثمن؛ لأنّه فخر للطائفة وقد تشيّع بسببه كثيرون وغير ذلك من الأمور، ولكنّني أقول: هذا كلّه صحيح مقبول؛ ونفس نقل الطائفة له في كتبها مفخرة محسوبة، ولا أدعو لترك هذا الدعاء إطلاقاً، بل أحثّ عليه وأراه من الأدعية السامية في تراث المسلمين، لكنّ هذا لا يبرّر الحماس لتصحيح الدعاء مهما كلّف الثمن ولو كان بالتضحية بالمنهج العلمي الصحيح في التعامل مع التراث والإثبات التاريخي والحديثي، والتمييز بين الأمور ضروري جدّاً. وهذا الذي أقوله أساسيٌّ في التعامل مع العديد من الأدعية المشهورة والزيارات المعروفة التي تعاني من مشاكل كبيرة في الإثبات التاريخي والحديثي، بل ربما كان حال الزيارات أحسن وأفضل من حال جملة من الأدعية من هذه الناحية، ولعلّ الفرصة تأتي للبحث عن عدد من الأدعية المشهورة الأخرى في هذا المجال.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- ان الدعاء ورد في كتاب مصباح المتهجد لشيخ الطائفة الطوسي حيث سماه بدعاء الخضر وقال ان كميل بن زياد النخعي رأى امير المؤمنين عليا ساجدا يدعوا بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان ان مجرد ذكر الدعاء في كتاب الشيخ الطوسي يعطيه درجة من الاعتبار لان كتابه معتبر وكذلك ذكر الدعاء السيد ابن طاووس في الاقبال .
2- ان العادة الجارية عند الامامية انهم ينقلون الادعية عن المعصومين(عليهم السلام) ولا يروون الدعاء عن غير المعصوم وهم لا يهتمون بذكر السند خلافا للروايات الفقهية فانهم يتشددون في ذكر سندها وهذه اشبه بالقاعدة ومن ذلك هو دعاء كميل .
3- ان متن الدعاء يفصح عن انه صادر من اهل العصمة والطهارة فالمتن شاهد على صحة السند وقد قيل ان كلام الامام امام الكلام .
4- يمكن تصحيح الحديث وقبوله اعتمادا على قاعدة التسامح في ادلة السنن حيث جرت العادة في التسامح في سنن المستحبات والمكروهات كما ذكرنا في النقطة الثانية .
5- ان اهتمام علماء الطائفة بنقله وشرحه وتحقيقه وكذلك اهتمام الشيعة بالمواظبة على قراءته يعطينا اطمئنانا انه صادر عن بيت العصمة .