• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
136 هل توجد علاقة بين السورة القرآنية واسمها؟ وهل أسماء السور من الله تعالى؟ 2014-05-12 0 5461

هل توجد علاقة بين السورة القرآنية واسمها؟ وهل أسماء السور من الله تعالى؟

السؤال: هل هناك علاقة بين السورة واسم السورة القرآنية، فلذا نجد القوم غيّروا سورة براءة إلى سورة التوبة، وما يقول ابن عباس إنّ لسورة براءة أسماء كثيرة منها القاصفة والماحقة و.. فأرجو بيان العلقة بين السورة واسمها من وجهة نظركم (علي).

 

الجواب: ذهب بعضٌ قليل من العلماء إلى توقيفيّة أسماء السور القرآنية مثل الشيخ الصادقي الطهراني صاحب تفسير الفرقان رضوان الله تعالى عليه، لكن لعلّ المعروف بين علماء المسلمين ـ كما تعرّضتُ لذلك في دروسي التفسيريّة ـ أنّ أسماء السور القرآنية غير توقيفيّة، فلا يوجد دليل على أنّ الأسماء منصوصة إلهيّاً بحيث يكون للتسمية بُعدٌ توقيفي، وأصالة البراءة تعطي جواز إطلاق تسميات جديدة على السور من حيث المبدأ. بل إنّ بعض العلماء كالسيّد الشهيد الصدر الثاني رحمه الله يُبدي ـ في بعض بحوثه الفقهيّة ـ شيئاً من الامتعاض بالنسبة لبعض التسميات، فيرى أنّه من غير المناسب تسمية بعض السور القرآنية بأسماء الحيوانات كالبقرة والنمل والنحل والعنكبوت والفيل، ولهذا تجد بعض العلماء مثل الشريف الرضي عندما يذكر السور يقول ـ مثلاً ـ: السورة التي ذكرت فيها البقرة، أو السورة التي ذكر فيها الأنبياء، أو السورة التي ذكر فيها الفيل.

كما أنّ أسماء السور التي كتبت في المصاحف لا يوجد دليل على تدوينها قبل عصر التابعين، وإنّما كان المعروف في التمييز بين السور من حيث الانتهاء والبداية هو وضع البسملة، فيُعلم أنّ سورةً قد انتهت وأخرى قد بدأت، ولهذا قال بعضهم بأنّ سورة الفيل وقريش سورة واحدة، محتجّاً بأنّ المنقول عن مصحف اُبي بن كعب عدم وجود البسملة بينهما، مما يعني ـ وفق العرف السائد في نهايات السور وبداياتها على مستوى المصاحف ـ أنّهما سورة واحدة، ولهذا ناقشوا هذا الدليل بأنّ نقلاً آخر عن مصحف اُبي بن كعب يُثبت وجود البسملة، فضلاً عن سائر المصاحف، فلم يكن هناك شيء اسمه (اسم السورة) يوضع بداية السورة، كما هي الحال في مصاحفنا اليوم.

ونحن لو راجعنا المرويَّ عن النبي وأهل بيته والصحابة، لوجدنا أنّهم يذكرون طرقاً متعدّدة لبيان السورة، وكثيراً ما يكون على الشكل التالي: السورة التي ورد فيها كذا وكذا، أو يعنونون السورة بمطلعها، فيقولون: سورة تبّت يدا أبي لهب وتبّ، أو سورة والضحى، أو سورة ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل، وهكذا، وأحياناً يذكرون اسماً، مثل سورة الإخلاص، لكنّ هذه التسميات لا دليل على أنّ لها بُعداً شرعيّاً، فربما يكون قد تعارف إطلاقها بين الناس اختصاراً فاستخدمها النبيُّ والصحابة وأهل البيت للإشارة الى السورة المعيّنة، حيث لا خصوصية في التسميات ما دامت لا تنافي القرآن الكريم ولا تعارض مبدأ تشريعيّاً، ولم يرد نهيٌ عن وضع اسم جديد للسورة.

لهذا فما يبدو لي أنّه الرأي الراجح هو أنّ أسماء السور لا بُعد شرعيَّ أو تعبّدي أو توقيفيّ فيها، ما لم نعثر على نصّ حديثي موثوق يثبت ذلك في هذه السورة أو تلك. ومجرّد استخدام النبيّ وأهل بيته لتسميةٍ ما لا يعني بُعدها الشرعي أبداً ما لم تنهض قرينة أو شاهد على ذلك. من هنا فما يقوله ابن عباس ـ لو صحّ الخبر عنه ـ ليس معناه أنّ هذه التسميات إلهيّة وأخفيت، بل ربما تكون قد أطلقت على السورة في العصر النبوي دون ممانعة نبويّة، ثم جرى إخفاؤها.

ومن هذا المنطلق يتضح جواب سؤالكم، فإنّه لو كانت التسميات تعبدّيةً إلهيّة، لكان البحث في العلاقة بين السورة واسمها بحثاً ذا بعد شرعي وديني، لكن لمّا لم يثبت وجود تسميات إلهيّة تعبّدية إلا ما خرج بالدليل، فهذا يعني أنّ هذه التسميات أقصى ما يمكن القول فيها هو أنّ المسلمين بمرأى النبيّ ومسمعه أو بمشاركته تواضعوا ـ بشريّاً ـ على تسميات اختصاريّة للإشارة إلى السور، فلا داعي لإرهاق النفس بالتحليلات المعمّقة لاكتشاف فلسفة الترابط بين السورة واسمها، فسورة البقرة لا تمثل قصّةُ البقرة التي فيها إلا جزءاً يسيراً من الموضوعات الكثيرة جدّاً التي قدّمتها هذه السورة، فما دام لا دليل على البُعد الوحياني في التسميات، فلا موجب للدخول في فلسفة الموضوع دون بُنية تحتية مبرهنة في المرحلة السابقة. والعلم عند الله.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36681271       عدد زيارات اليوم : 5163