• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
47 هل تنصحون بالمنهج الدراسي الفلسفي التقليدي في الحوزة العلميّة أم لا؟ 2014-05-12 0 4637

هل تنصحون بالمنهج الدراسي الفلسفي التقليدي في الحوزة العلميّة أم لا؟

السؤال: هل تنصحون بدراسة الفلسفة وفقاً للطريقة التقليديّة، بأن يبدأ الطالب بأخذ بداية الحكمة ثم النهاية وهكذا، أم أنّ هناك طريقة يكون لها إمكانية سيطرة أكبر ونظرة شموليّة أوسع؟ إضافة إلى ذلك أين يقع كتاب أصول الفلسفة والمنهج الواقعي؟ ما هو موقعه بالنسبة للطالب والدارس للمباحث الفلسفيّة؟ متى تنصحون بدراسته أو الاطّلاع عليه في الحدّ الأدنى؟ (Ammar Alaskari).

الجواب: الطريقة التقليديّة في دراسة الفلسفة في غالب الحوزات العلميّة لا تبدو لي مناسبةً أبداً، فهي تغلق ذهن الطالب على الفلسفة الصدرائيّة فقط، وتغرقه ـ من خلال كتابَي البداية والنهاية، ثم المنظومة وما بعدها ـ في تفكيك النصّ وملاحقة شروح هذه الكتب، ولا تساهم في فتح أفق الطالب على أنواع الفلسفات الأخرى الإسلاميّة، فضلاً عن الشرقيّة والغربيّة. وهذه هي ملاحظاتي الرئيسة على المنهج السائد الذي وضعه العلامة الطباطبائي، إلى جانب ملاحظات أخرى أيضاً.

من هنا، ومع تقديري الكامل لمنهج العلامة الطباطبائي وخطواته التقدّمية في هذا الصدد، أفضّل منهجاً آخر يبدأ من معلومات أوليّة حول الفلسفة تفكّكها مع أبرز موضوعاتها باختصارٍ يتناول قدر المستطاع المشهد المتنوّع منفتحاً على كلّ الفلسفات، وقد يستمرّ ذلك لمدّة عام، كما يطلّ في المرحلة الثانية على تاريخ الفلسفة العالميّة عموماً والإسلاميّة خصوصاً، بما يطول لمدّة عام آخر أيضاً، ليذهب في المرحلة الثالثة إلى دراسة أكثر عمقاً للموضوعات بمشهدها المتنوّع، مستخدماً أسلوب تعليم الطالب كيفية البحث والاستدلال، وهو ما يطول لمدّة عامين أيضاً، ثم ليُصار بعد ذلك إلى مرحلة التخصّص في إحدى الفلسفات المعيّنة، وهنا في المرحلة الأخيرة التخصّصية قد ينفع مثل كتاب (نهاية الحكمة) في أولى مراحل التخصّص، لو اختار الإنسان الفلسفة الصدرائيّة.

وأفضّل ذلك؛ لأنّ هذه الكتب المتوفّرة ـ حوزويّاً ـ اليوم لا تعطي شروط الكتاب التعليمي، فعندما نسأل أنفسنا: ما هي المعايير العلميّة لاتخاذ كتابٍ ما مقرّراً دراسيّاً؟ فإنّ الجواب هو: إنّ المعايير كثيرة أبرزها:

1 ـ قدرة الكتاب على تفكيك المفاهيم والمبادئ التصوّرية، بحيث يكون متميّزاً في مجال تعريف المصطلحات، وشرح المقولات، وتفكيك التركيبات الخاصّة بهذا العلم، وأنتم تعرفون أنّ الفلسفة من أكثر العلوم التي تحوي التباساً في المصطلحات.

2 ـ قدرته على تحرير محلّ النزاع ومحلّ الاتفاق في المسألة التي تخضع للدرس.

3 ـ قدرته على بيان شبكة علاقات الموضوع الذي يقرؤه مع سائر الموضوعات الأخرى في العلم نفسه وخارجه، ومن ثمّ تمييز المسائل عن بعضها، وبيان هرميّتها وأيّها المبنيّ على الآخر وأيّها المؤثر في الآخر والمتأثّر به.

4 ـ بيان التأثيرات العلميّة للموضوع وشبكة تطبيقاته، فإذا كان الموضوع له تطبيقات متنوّعة في مجالات مختلفة فمن الأهميّة شرح نماذج من هذه التطبيقات؛ ليتمكّن الطالب من التعرّف على توظيف المفاهيم التي يدرسها، مثل أصالة الوجود وتطبيقاتها.

5 ـ بيان الخطوات العمليّة للبحث، بمعنى أن يشرح للطالب ما هي الخطوات التي سنقوم بها لمعالجة الموضوع الفلاني، وبهذا يتعرّف الطالب على آليات العمل البحثي بشكل ميداني.

6 ـ شرح موجز للمسار التاريخي للعلم وموضوعاته، فإنّ الرصد التاريخي يساعد بشكل كبير للغاية على فهم تراكم المكوّنات الأساسية للموضوع، بحيث نعرف كيف تحوّل هذا الموضوع الصغير إلى مسألة كبيرة متشعبّة؟ وما هي الزوايا التي انطلقت منها الدراسات؟

7 ـ نقل نصوص حرفيّة من كتب العلماء في مراحل زمنيّة مختلفة، لكي يتعرّف الطالب على أساليب البيان في هذا العلم وفقاً للمراحل التاريخيّة المختلفة.

8 ـ مواكبة آخر تطوّرات هذا العلم، فلا يصحّ أن ندرس فقط منجزاً فلسفيّاً يعود لقرون سابقة، دون أن نطلّ على المنجز في عقوده الأخيرة.

9 ـ مواكبة المشهد المقارن داخل وخارج الدائرة، بمعنى أن يعرّفنا الكتاب على المشهد عند المدارس والمذاهب والاتجاهات الأخرى، وعندما ندرس كتاباً في الفلسفة فإنّ حُسن الكتاب أن يُطْلِعَنَا على الفلسفة بمدارسها، بما فيها المدارس الغربية، لا أن يختصّ بمدرسة واحدة فقط كالفلسفة الصدرائيّة مثلاً أو السينويّة. من هنا، لابدّ من استحضار الآراء ونصوص الشخصيّات المختلفة في الفكر الفلسفي العالمي، بحيث ينفتح على تناول وجهات نظر متعدّدة بحيث يتمكّن طالب العلم من التعرّف في الموضوع الواحد على آراء شخصيات من خارج الإطار وليس فقط من داخل الإطار، الأمر الذي يسمح بتوسيع أفق الطالب أكثر.

10 ـ حُسن البيان في الكتاب بحيث لا يرهق الطالب بتفكيك العبارات، بل يركّز الطالب معه على تفكيك المعاني والأفكار ويتصل مباشرةً بالمشهد الفكري نفسه. من هنا لابدّ من سهولة التعبير وتسهيل عملية التخلّص من الدوران حول المتن وتطبيق الشرح عليه، بحيث لا يعود الأستاذ والطالب بحاجة أبداً لقراءة متن الكتاب الدراسي بعد إعطاء الدرس، لتفكيك عباراته وإرجاع ضمائره، وهو ما يوفّر الكثير من الوقت ومن الجهد والعناء على الطلاب والأساتذة معاً. ومع ذلك كلّه ضرورة حداثة اللغة العربية الفلسفية وكذلك حداثة المصطلح الفلسفيّ. إضافة إلى مختلف وسائل الإيضاح المختلفة من التشجير والرسومات البيانية وغيرها.

11 ـ أن يوضع الكتاب لكي يكون كتاباً دراسيّاً، بحيث كان الطالب نصب أعين المصنّف وهو يكتب كتابه، وهذا عنصر مهم في عملية تدوين الكتاب الدراسي.

12 ـ معقوليّة حجم الكتاب الدراسي، فالكتب الدراسية ـ إذا أخذنا بعين الاعتبار مضمونها وأسلوبها السهل ـ يجب أن يكون حجمها معقولاً، فلا نضع الطالب أمام كتاب لو أراد إكماله فهو بحاجة لخمس أو ست سنوات لذلك أو أكثر، كما في كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري، أو الأسفار للملا صدرا الشيرازي، أو الشفاء لابن سينا.

13 ـ أخذه بعين الاعتبار حال الطلاب المبتدئين جدّاً في السنة الأولى، فأغلب الكتب التعليمية الحوزوية تراعي طلاب السنة الثالثة وما بعد، وتحاول أن تضع لهم مناهج للتدريس، في حين نحن بحاجة في الكتاب الدراسي الفلسفي إلى مجموعة كاملة تغطّي المراحل المختلفة لا سيما ما يُسمّى بالسنة التحضيرية ـ كما تطلق عليها الجامعات ـ أي للسنة الأولى التي تسمح للطالب في مدّة وجيزة أن يتعرّف على مجمل البحوث الفلسفيّة بطريقة بالغة التبسيط، دون الدخول في المنغلقات والخلافات والتعقيدات أساساً.

ولو أخذنا مثل هذه الشروط وغيرها بعين الاعتبار، فسوف نعرف أنّ المنهاج الذي وضعه العلامة الطباطبائي لم يعد كافياً اليوم، وصارت هناك حاجة لتغييرات جذريّة في هذا السياق، لكن لما لم يكن متوفّراً المنهجُ الآخر المعتمد في الحوزات العلميّة إلا في دوائر محدودة، أو في بعض المراكز الفلسفيّة، لهذا فعلى الطالب محاولة الجمع والتوفيق بين هذه الكتب وسائر الحاجات الأخرى، وأن يبذل جهوداً مضاعفة لتلافي النقص الحاصل في المنهاج الدراسي على مستوى تجربته الشخصيّة.

أمّا كتاب (أصول الفلسفة والمنهج الواقعي) فهو جيّد بوصفه كتاباً معيناً في الدرس الفلسفي، وإن كنت أفضّل ان يتمّ تطويره بشكل جزئي ليصبح بديلاً عن الكثير من الكتب التدريسيّة اليوم.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36797747       عدد زيارات اليوم : 3504