السؤال: هل تصبح الزوجة طالقاً إذا هجرها زوجها في السرير أربعة أشهر؟ (أم البتول).
الجواب: مجرّد الهجران لهذه المدّة أو غيرها لا يجعل الزوجة طالقاً، بل لابدّ من حصول الطلاق لتكون كذلك، حيث لم يذكر في الشرع من أسباب الطلاق مجرّد الهجران (ومجرّد الهجران غير الظهار والإيلاء). نعم، لا يجوز للزوج ـ مبدئيّاً ـ هجر زوجته أكثر من أربعة أشهر عند مشهور الفقهاء المتأخّرين، ولكنّه لو عصى وفعل ذلك لا تكون الزوجة بمجرّده طالقاً. هذا وقد توصلتُ شخصيّاً في دراسة متواضعة نشرت في كتابي (دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر) إلى أنّ حقّ الزوجة الجنسي هو أنّه لا يجوز ترك مقاربتها بما يصدق معه عنوان العشرة بالسوء، وأنّه لا يوجد تحديد زمني لهذا الأمر، فالمقاربة التي بها يصدق أنّ هذا الزوج يعيش حياة زوجية صالحة عرفاً مع هذه الزوجة هي الواجب الشرعي. ويمكنكم مراجعة تفصيل ذلك في المصدر المشار إليه آنفاً، وقد أشرت هناك إلى أنّ هذه المسألة (أي موضوع الأربعة أشهر) لم تكن مطروحة عند مشهور المتقدّمين من العلماء خلافاً لما يتصوّر، والعلم عند الله.