• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
31 نقل البعض مواقف لعلماء غير مسلمين حول الإسلام دون مصادر بما يثير سخرية الآخرين!! 2014-05-12 0 3362

نقل البعض مواقف لعلماء غير مسلمين حول الإسلام دون مصادر بما يثير سخرية الآخرين!!

السؤال: تعرض القنوات التابعة لأهل البيت والمواقع الشيعيّة أقوال وشهادات منسوبة لعلماء وفلاسفة ومستشرقين وزعماء كجورج برنارد شو، وراسل، وغاندي، وماو تسي، والعشرات غيرهم.. يشيدون برسول الله والإمام علي والإمام الحسين، ولكن من دون الإشارة إلى مصدر هذه الأقوال. ويستغلّ هذه النقطة الملحدون وأعداء أهل البيت، وينسبون لنا الكذب وعدم التحرّي عن مصداقية هذه الأقوال، فما هو تعليقكم؟ (عادل العربي).

 

الجواب: 1 ـ لقد سبق لي أن تحدّثت عن هذا الموضوع في كتابي المتواضع (إضاءات في الفكر والدين والاجتماع 2: 579 ـ 580)، وهناك قلت في مقترحٍ متواضع بأنّني كنت أحبّ أن أقوم بهذا المقترح لكنّ وقتي لا يسعفني، وربما فعله أحدٌ من قبل ولا علم لي. لهذا اقترحت أن يقوم بعضٌ من طلاب العلوم الدينية أو الباحثين والمهتمّين والمتابعين، باستقراء كلّ المواقف التي قيلت في الإمام الحسين عليه السلام وفي غيره أيضاً من قبل غير المسلمين، كالمسيحيين واليهود وأهل الديانات الوضعية كالبوذية وغيرها. وكذلك ما قاله منهم الزعماء والسياسيون والإعلاميّون والمفكّرون والمستشرقون والفلاسفة الكبار، ويخرج ذلك على شكل كتاب أو مقالة أو موسوعة، لكن موثقة، بحيث تبيّن لنا مصدر المعلومات الموثوق، وهل حقّاً ما ينقل عن غاندي وشكسبير وتشرشل و.. من مقولات ومواقف رائعة حول الإمام الحسين أم لا؟ ومن أين عرفنا؟ وما هي مصدر معلوماتنا في هذا السياق؟ ومن أوّل من نقل لنا المعلومات الأصليّة الخام في هذا الصدد؟ إنّ تدوين كتاب أو دراسة جامعة مستقرئة في هذا المجال يمكن أن يكون مفيداً للمنبر والخطابة الحسينية وللفكر والثقافة الدينية عموماً، وحامياً للمجالس الحسينية وللإعلام الديني من التشكيك والنقد إن شاء الله.

لكنّني لم أجد حتى الآن من قام بهذا المشروع، في وقت يسترسل فيه الكثيرون في نسبة أقوال إلى علماء ومفكّرين دون توثيق، وهناك أشياء تنقل تبدو للوهلة الأولى غير منطقيّة وغير قابلة للتصديق في صدورها عن هؤلاء، ولهذا من الضروري توثيق المعلومات التي يتمّ توفيرها للخطباء أو للإعلام الديني عموماً، وعدم ترك المجال مفتوحاً بطريقة فوضوية في هذا السياق، حتى لا يُصبح الخطاب الديني موضع سخرية أو استهزاء.

2 ـ وفي شيءٍ يشبه هذا الوضع، ما ينقله الكثير من أهل الدين والعلماء والخطباء والإعلام الديني عن شهادات علميّة تتعلّق بموضوعٍ معيّن أو بقضيّة تشريعيّة، مثل قضايا تتعلّق بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم أو ببعض الآثار السلبية أو الإيجابية لبعض المحرّمات أو بعض الواجبات الدينية. وتُسند هذه المعلومات ـ دون توثيق ـ إلى العلم الحديث، ولا تجد توثيقاً في هذا الصدد إلا بنسبة الواحد في المائة، الأمر الذي تسبّب ـ وقد رأينا ذلك ـ بسخرية بعض الأطبّاء والفيزيائيين وأهل العلوم الطبيعية الحديثة مما يقوله بعض علماء الدين على المنابر أو ممّا تقوله بعض الفضائيات. ومن الضروري وضع حدّ لهذه الكلمات غير الموثّقة علميّاً، ومن الضروري أيضاً نشر ثقافة الإحالة على المصادر المعتبرة، وعدم توهّم جواز الكذب أو التضليل بحجّة أنّني أقوم بخدمة الدين أو القرآن الكريم، فدينٌ سماوي أو كتاب إلهي لا يُخدم إلا بالكذب حريٌّ به أن لا يتشرّف بالانتساب إلى السماء، فلنرفع من شأن القرآن والمعصومين بالصدق والدقّة والتأنّي والتوثيق وباعتماد الروح العلميّة والأمانة الفكرية والثقافية، وهذه مهمّة بعض المراكز البحثية التي تهتمّ بتأمين الخطباء وتغذية الإعلام الديني بالموادّ الفكرية والثقافية والتعبوية، وهو أن توفّر البنية التحتية والموادّ الموثوقة لهذا الإعلام، بدل أن يترك الحبل على الغارب.

وينبغي للناس دوماً ـ عندما تجد شيئاً من هذا القبيل ـ أن تسأل، وتُشعر الخطباء والكتّاب ورجال الإعلام الديني بأنّ من يلقى عليهم الكلام ليسوا حمقى ولا بالسذّج، بل بعضهم أكثر علماً من المُلقي نفسه، وبهذه الطريقة نفرض على الإعلام الديني التقيّد الأخلاقي، ليكون منضبطاً في أدائه إن شاء الله تعالى.

3 ـ بل لقد بتنا نجد في الفترة الأخيرة تداول العديد من الأحاديث المنسوبة إلى النبي وأهل بيته، دون أن يكون لها وجود في أيّ كتاب على الإطلاق، لا عند السنّة ولا الشيعة ولا غيرهما، ولا عند المتقدّمين ولا المتأخّرين ولا المعاصرين، وكأنّنا نعيش في عصر الكذب في الحديث، ربما بحجّة أنّ في ذلك مصالح الدين وتقوية تديّن الناس، وهذه ظاهرة غريبة تتداول فيما يبدو على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وينبغي أن يكون لنا الحذر من ذلك، والذبّ عن الدين ومحاربة الدسّ فيه، والوقوف بقوّة أمام مثل هذه الأمور التي لا نعرف من يقوم باختلاقها، وخلق ثقافة الإحالة على المصادر حيث يمكن، وبذلك نحمي أنفسنا وديننا من الدسّ والافتراء على الله وعلى النبيّ وأهل بيته وصحابته الكرام. وقد كان بلغني من بعض الفضلاء الأصدقاء أنّ أحد فضلاء الحوزة العلميّة في مدينة قم يرصد هذه الأحاديث التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا أصل لها على الإطلاق (وأشدّد على قيد الإطلاق)، ويقوم بتتبّعها والبحث فيها، نأمل له التوفيق ونشر هذا العمل والاستمرار فيه وتوعية الناس لمثل هذه الأمور، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.

4 ـ وليست هذه الظاهرة ـ والحقّ يقال ـ بالتي تخصّ المناخ الديني، فقد رأينا الكثير من المعارضين للدين في عالمنا الإسلامي، ينسبون للعلم حقائق، ويقولون بأنّه اكتشفها وأنّها تواجه منطق الدين ومفاهيمه، ثم يبنون على ذلك نقد الفكر الديني أو التشكيك فيه، ويندر أن تجد بين هؤلاء ـ وقد تابعتُ شخصيّاً بعض نشاطاتهم على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ـ من يوثق هذه المعلومات العلميّة، وغالباً ما نعتمد في هذا الصدد على التداول الشعبي أو على بعض الصحف غير المحكّمة ولا المعتمدة علميّاً، أو على كلمة قيلت هنا أو هناك، والحريّ بنا التوثق من هذه الأمور قبل نسبتها للعلم، وقبل خلق مشكلة مفترضة أو مفتعلة بين العلم والدين في هذا الموضوع أو ذاك، فالمشاكل القائمة في العالم الإسلامي وبين تياراته كافية، لا تحتاج للمزيد.

إنّ مناخنا كلّه يعاني ـ مع الأسف الشديد ـ من البُعد عن الموضوعية العلمية، وعن قواعد القراءة العلميّة للأمور، لهذا تجدنا فوضويين في تعاملنا مع الأشياء، وغير دقيقين في تعابيرنا، فنضع اليقين مكان الظنّ وبالعكس، ونضع المحتمل أمراً علميّاً فيما هو أمر احتماليٌّ فقط، وكلّ ذلك يحتاج لخلق جيل يعتمد قواعد البحث العلمي بدقّة، ونرتفع بذلك من المستوى الخطابي التعبوي في معالجة الأمور إلى المستوى العلمي الرصين، وفي ذلك نفع العلم والدين والإنسان إن شاء الله تعالى.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36827745       عدد زيارات اليوم : 8030