السؤال: هناك عادات في بعض البلدان الإسلامية تقام في مناسبات دينية معيّنة، وأريد رأيكم فيها، مثل: المباركة للسادة الهاشميين في عيد الغدير، وإعطائهم مقداراً رمزيّاً من المال للناس، أنا شخصيّاً لا تعجبني هذه الأمور، فما هو رأيكم؟ وهل هناك في الدين شيء من هذه العادات؟ (كاظم، العراق).
الجواب: لا يوجد ـ في حدود اطّلاعي المتواضع ـ أساس لمثل هذه العادات التي تحاول أن تُفهمنا أنّ مثل هذا العيد (عيد الغدير) هو عيد عشائري أو قبلي أو لأسرة معيّنة مهما كانت قيمة هذه الأسرة واحترامها في النفوس، مع أنّه عيدٌ لجميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم. وسبب مثل هذه الظواهر في الغالب هو أنّ الناس تتعامل بطريقة عفويّة وعلى أساس النوايا الحسنة والصدق العاطفي مع هذه الأعياد وأمثالها، وذلك من منطلق وعيها الاجتماعي والديني، فعندما يكون هذا الوعي الاجتماعي والديني محدوداً فهم يُسقطونه على فهمهم للقضايا الكبرى في الدين، فهل عيد الغدير عيد أسرةٍ حاكمة توارثت السلطة عبر الأجيال؟! هل هكذا نريد أن نفهمه للناس ونحوّله من مناسبة رسالية عظمى وذات مضمون إلى مناسبة اجتماعيّة قبلية وعشائرية وأسريّة، فهذا العيد هو عيد الهاشمي وغيره، وكما (أعيّد) على الهاشمي كذلك يفعل هو معي بلا فرق، ويجب رفع مستوى وعينا الديني والاجتماعي لتغيير مثل هذه الثقافات التي تحوّل القضايا الكبرى إلى نمط محدود وضيّق، تماماً كتحويل بعض خطابنا الديني لقضية كربلاء من قضية إنسانية دينية تضحويّة نهضويّة إلى قضية صراع أسري بين بني هاشم وبني أميّة، داعمين في ذلك التحليلات التي تريدها الدراسات الغربية والاستشراقية، ومكرّسين المنطق القبلي الذي كان يريده بعض خلفاء بني أميّة أنفسهم أيضاً، مع كامل الأسف الشديد.