السؤال: بعض العلماء يقول: فلان ثقة؛ كونه من المعاريف الذين لم يُنقل في حقّهم قدح، فكيف نثبت أنّ هذا الشخص من المعاريف؟ هل المدار على كثرة رواياته؟ وهل أصل الدعوى صحيح؟ (أمجد الزبيدي، العراق).
الجواب: الصحيح ـ من وجهة نظري ـ في تفسير مفهوم المعروفيّة وكون الشخص من المعاريف، ليس كثرة رواياته فقط، خلافاً لما ذهب إليه كثيرون بحسب ظاهر كلماتهم، وإنّما:
1 ـ إن أردنا المعروفية في حياته، فالعبرة بكثرة الرواة عنه، فإذا كان الراوي مثل زرارة ومحمّد بن مسلم يكثر الرواة عنهم بحيث يبلغون العشرات من مختلف أشكال الرواة جليلهم وحقيرهم وثقتهم وضعيفهم، فهذا يعني معروفيّة هذا الشخص في عصره، وتلقّي أجيال المحدّثين والرواة عنه الحديثَ، وتداول اسمه في الأسانيد والطرق المختلفة. أمّا إذا كان كثير الرواية وكثير المشايخ لكنّه قليل الرواة الناقلين عنه، مثل إبراهيم بن هاشم، فهذا لا يعدّ شخصاً معروفاً في زمنه، بمعنى لا نستطيع من مجرّد ذلك اكتشاف معروفيّته في زمن حياته.
أ ـ عددٍ كبير من الروايات وأسانيدها وطرقها، بحيث يكون اسمه مبثوثاً في الأسانيد المختلفة، أو في الطرق.
ب ـ وانتشار مرويّاته في الكتب الحديثية المختلفة، لا في كتابٍ حديثي واحد مثلاً، أو على الأقلّ انتشار مرويّاته في كتابٍ حديثي بارز جدّاً، بحيث يكون منظوراً لعلماء الحديث والرجال غالباً.
وعليه، فلو وُجد اسمه في عدد قليل من الروايات، أو لم تكن مرويّاته الكثيرة موجودة سوى في كتاب واحد مثل أمالي الطوسي أو أمالي الصدوق، ولم يكن هذا الكتاب بالمرجع البارز جدّاً، أي لم يكن مثل تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي أو الكافي للشيخ الكليني، فإنّني لا أقتنع بصدق عنوان المعروفيّة عليه، ما لم تحشد قرائن إضافيّة.