السؤال: إلى العلامة الرجالي سماحة الشيخ حيدر حبّ الله حفظه الله تعالى من كلّ سوء. شيخنا العزيز لي دروس و خطب في مدينة باكو، لذا أريد أن أتثبّت من اعتبار ما أنقله إلى الناس. هل هذه الرواية المباركة المرويّة عن الصادق عليه السلام في الكافي الشريف صحيحة بسنديها؟ (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ، قَالَ: قُلْتُ لأبِي عَبْدِ الله عَلَيهِ السَّلام: أَخْبِرْنِي بِدَعَائِمِ الإسْلامِ الَّتِي لا يَسَعُ أَحَداً التَّقْصِيرُ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْهَا، الَّذِي مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْهَا فَسَدَ دِينُهُ وَلَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ عَمَلَهُ وَمَنْ عَرَفَهَا وَعَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ دِينُهُ وَقَبِلَ مِنْهُ عَمَلَهُ وَلَمْ يَضِقْ بِهِ مِمَّا هُوَ فِيهِ لِجَهْلِ شَيْءٍ مِنَ الأمُورِ جَهْلُهُ، فَقَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله وَالإيمَانُ بِأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه، وَالإقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ الله، وَحَقٌّ فِي الأمْوَالِ الزَّكَاةُ، وَالْوَلايَةُ الَّتِي أَمَرَ الله عَزَّ وَجَلَّ بِهَا، وَلايَةُ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي الْوَلايَةِ شَيْءٌ دُونَ شَيْءٍ فَضْلٌ يُعْرَفُ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ)، وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه: مَنْ مَاتَ وَلا يَعْرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَكَانَ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَكَانَ عَلِيّاً عَلَيهِ السَّلام، وَقَالَ الآخَرُونَ كَانَ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ كَانَ الْحَسَنَ عَلَيهِ السَّلام، ثُمَّ كَانَ الْحُسَيْنَ عَلَيهِ السَّلام، وَقَالَ الآخَرُونَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، وَحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَلا سِوَاءَ وَلا سِوَاءَ، قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: أَزِيدُكَ؟ فَقَالَ لَهُ حَكَمٌ الأعْوَرُ: نَعَم، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: ثُمَّ كَانَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ كَانَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ، وَكَانَتِ الشِّيعَةُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَهُمْ لا يَعْرِفُونَ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلالَهُمْ وَحَرَامَهُمْ، حَتَّى كَانَ أَبُو جَعْفَر،ٍ فَفَتَحَ لَهُمْ وَبَيَّنَ لَهُمْ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلالَهُمْ وَحَرَامَهُمْ، حَتَّى صَارَ النَّاسُ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى النَّاسِ، وَهَكَذَا يَكُونُ الأمْرُ، وَالأرْضُ لا تَكُونُ إِلا بِإِمَامٍ، وَمَنْ مَاتَ لا يَعْرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَأَحْوَجُ مَا تَكُونُ إِلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ إِذْ بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَذِهِ، وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ، وَانْقَطَعَتْ عَنْكَ الدُّنْيَا تَقُولُ: لَقَدْ كُنْتُ عَلَى أَمْرٍ حَسَن.
أَبُو عَلِيٍّ الأشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عَلَيهِ السَّلام مِثْلَه. أصول الكافي، كتاب الإيمان و الكفر، باب دعائم الإسلام، ج 2 ص 21 ح 6،ثقة الإسلام أبو جعفر مُحمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرّازي، المتوفّى سنَة 328329هـ). هل هذه الرواية صحيحة السند؟ (الشيخ جاويد ممدوف، باكو، آذربيجان).
الجواب: هذه الرواية صحيحة السند حتى عند أكثر العلماء تشدّداً في أمر الأسانيد، وقسمٌ منها مرويّ أيضاً عن أبي اليسع عينه في رجال الشيخ الكشي رحمه الله، ورجال الرواية ـ غير أبي اليسع ـ كلّهم من الثقات الأجلاء، أمّا أبو اليسع فهو ثقةٌ أيضاً، وقد نصّ على توثيقه النجاشي ولم يضعّفه أحد.