• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
59 معاناة الشباب غير القادر على الزواج من ضغط الغريزة والشهوة 2016-07-05 3 22794

معاناة الشباب غير القادر على الزواج من ضغط الغريزة والشهوة

السؤال: أنا شاب في مقتبل العشرينات، أدرس في الجامعة، وبقي على تخرّجي ما يقارب السنتين.. أعاني من حدّة الشهوة تارةً، ومن الفراغ العاطفي الشديد تارةً أخرى. قرأت الكثير من الإرشادات والنصائح عن التقليل من الشهوة، كما لا يخفى علينا حديث الرسول عن من أراد الزواج. لكن، فلنأتِ الى جزءٍ جزء من حديث الرسول.. أوّلاً (فليتزوّج)، وهذا غير ممكن بالنسبة لي؛ لأنّني طالبٌ في الجامعة، ولا أملك المال الذي أتزوّج به، ولا أملك الوقت للعمل كي أحصل على المال. والمشكلة أنّه حتى بعد تخرّجي وعلى فرض حصولي على العمل مباشرةً بعد التخرّج، فإنّي سوف أضطرّ للعمل ما لا يقلّ عن خمس سنوات من أجل تحصيل الاستقرار المادّي، ومن ثمّ الإقدام على الزواج، وهذا يعني سبع سنوات من الآن! (فليصم) وهذا الحلّ الثاني من الرسول لمن لا يجد نكاحاً، ولكنّني أصوم، بل إنّني أقلّل من طعامي لدرجة أنّني يوميّاً أشعر بالجوع، ويستمرّ هذا يوميّاً فلا اُكثر من الطعام ليلاً.. ولكن مع ذلك، وأنا في جوعي، أشعر بثوران الشهوة، وكلّما هدأت، تعود! وقد تغيب عنّي الشهوة لأيّام، ولكن تعود أثناء نومي! فلا نومي ولا يقظتي تُجدي نفعاً للفرار من الشهوة! تمنّيت والله لو أنّ هناك حلاً باستئصال ما يسبّب لي الشهوة! أتمنّى لو أجد دواءً قاتلاً للشهوة للأبد، وأرى الآيات الي تحرّم تفريغ الشهوة على غير الزوجة وأنا أتألّم من حدّة الشهوة.. ولا أستطيع الزواج، ولا الصوم يجدي نفعاً.. ولا حلّ لذلك! توسّلت إلى الله كثيراً بأن يُذهب عنّي ذلك ويعينني، ولكن مع ذلك تبقى الشهوة مسيطرةً عليّ. سئمت من حالي، سئمت من تردّدي على مواقع الاستشارات حول هذا الموضوع، لا شيء ينفع، أريد حلاً! فقط أريد حلاً (محمود).

 

الجواب: أخي العزيز، لو تأذن لي ببعض الحوار معك:

1 ـ لماذا تشعر بعقدة الذنب من وجود الشهوة، وكأنّها حالة شيطانيّة؟! لماذا هذا الشعور السلبي تجاه طاقة اُودعت فيك كما اُودعت في الكثير من الشباب الذين هم في عمرك؟! وأجدك ترى نفسك مختلفاً بعض الشيء عن الآخرين! فالكثير من الشباب اليافع يعيش هذا العنفوان في الغريزة في هذا العمر الناضج، وليس ذلك أمراً سلبيّاً، بل دعني أختلف معك جذريّاً عندما قلتَ بأنّ الشهوة تأتيك في نومك، فأين هي المشكلة في أن تلاحقك الشهوة في النوم؟! إنّه وضعٌ جسميّ فسيولوجي طبيعي لمن هو في عمرك، بل على العكس من ذلك تماماً إنّه حاجة ضروريّة لك، بل هو جزء من الحلول الطبيعية التي يقوم جسمك بالتوصّل إليها فيما خلقه الله تعالى على ذلك.

أخي الحبيب، أراك تجلد ذاتك وتقسو على نفسك، وترجمها بدل أن ترحمها، فكن لها عوناً ولا تكن عليها قاسياً، فما أنت فيه أكثر من طبيعي بل هو عادي جداً. وصدّقني لو تقبّلتَ هذه الحقيقة ستكون قد خطوت بقدميك الخطوةَ الأولى في طريق الحلّ.

2 ـ عندما تلاحق الغريزةُ شاباً مثلك، فأين هي المشكلة بالضبط؟ إنّ المشكلة ـ شرعاً وأخلاقيّاً ـ تكمن في ارتكاب فاحشة الزنا أو النظر الشهوي المحرّم أو اللمس الشهوي المحرّم أو الاستمناء المحرّم، أمّا مجرّد وجود التفكير والتخيّل فهذا ما يراه العديد من الفقهاء جائزاً لا إشكال فيه، وقد تكون أنت في فسحة منه تبعاً لتقليدك، ولم يقم على تحريمه دليلٌ حاسم، فلماذا لا تسمح لمخيّلتك وضغط هرموناتك أن تخلق صور الذهن لتريحك لو كان في ذلك راحةً لك؟ ولماذا تشعر بعُقدة الذنب في هذا الموضوع؟ وهل تتصوّر أنّه بالإمكان عادةً أن يعيش إنسانٌ شابّ مثلك عمر شبابه دون أن يخطر في باله هذا التخيّل؟! لعلّ ذلك في بعض الشباب اليوم أشبه بالتكليف بغير المقدور مما هو مستحيل عقلاً.

3 ـ إذا كان الزواج الدائم غير مقدور عليه مادياً واجتماعيّاً بالنسبة إليك، ففي مذاهب المسلمين ما يعطي فسحةً من زواجٍ آخر أو قريب منه أو مندرج تحته مع تخفيف الشروط، مثل الزواج المؤقّت عند الإماميّة، وغيره عند بعض المذاهب الأخرى في الفترة الأخيرة، وأنا لا أعرف انتماءك المذهبي، لكن لو كنتَ إماميّاً مثلاً فلماذا لا ترى في الزواج المنقطع حلاً لمشكلتك على بعض الصعد، وترجع في اتّباعك إلى رأي موجودٍ في الفقه الإسلامي، دون أن تجعل من هذا السبيل وسيلةً للإفراط والتفريط؟! فكّر في الحلول الشرعيّة التي طرحها الفقه الإسلامي وتراها أنت ـ وفق انتمائك ـ مقبولةً شرعاً، وكن جريئاً لتواجه الحالة التي أنت فيها، ولعلّه يمكنك الوصول الى نتيجة مرضية ـ ولو نسبيّاً ـ لك.

طبعاً هذا كلّه، بصرف النظر عن أنّ بعض الشباب اليوم يزيد من التعقيد على نفسه في ضرورات الزواج ويخضع كثيراً للأعراف الاجتماعيّة القاسية أو يخجل من الشباب المحيطين به من أصدقائه وأصدقاء اُسرته، فكثير من الشباب لا يرضى بالزواج الدائم إلا وأموره ميسورة على أحسن الحال، والأنكى أنّ الكثير من الفتيات يُرهقن خاطبيهنّ بمثل هذه القيود القاسية والشروط المبالغ بها، ولعلّ بعض الأفكار التي في عقولنا لو غيّرناها في هَدْي العقل والشرع والأخلاق لخفّفنا عن أنفسنا ضغوطاً كبيرة.

4 ـ إذا لم يكن الصوم حلاً أو مخفّفاً فأعتقد بأنّ نوعيّة الطعام تترك تأثيراً، فقد يصوم الإنسان لكنّه يفطر على بعض الأطعمة التي من خواصّها تحريك الغريزة جداً، وأنت ترى أنّ شهر رمضان المبارك صار اليوم عند بعضنا شهر السُمنة بدل أن يكون شهر الصحّة والنحافة المطلوبة!! فاسعَ ـ بشكلٍ لا يضرّ بجسدك ولا يسلبه حقَّه ـ أن تدقّق قليلاً في نوعيّة الأغذية، فلا تفرط في ما يسبّب لك مشكلةً في هذا المجال، كما يمكنك تخفيف احتكاكك بالمثيرات من حولك قدر الإمكان. وأنصحك أخيراً لو شعرت بأنّ المشكلة مستحكمة، وكأنّك في حالة نفسيّة مكتئبة، أن تراجع الطبيب النفسي المختص والماهر والأمين، لعلّك تجد عنده حلاً لتخفيف الضغط النفسي الذي تعاني منه، فلعلّه أكثر منّي ومن أمثالي خبرةً في هذا المجال.

أسأل الله لك ولجميع شبابنا وفتياتنا حياةً يستجيبون فيها لغرائزهم الطبيعية التي فطرهم الله عليها دون أن يعيشوا في ذلك عقدةً ولا يخرقوا بذلك ميزان الشرع والأخلاق والقيم.

3 تعليق

  1. يقول جهاد عمران:
    2016-07-10 14:06:31 الساعة 2016-07-10 14:06:31

    شيخنا لماذا توقّفت عند حرمة الاستمناء، ولم تكمل تلحظ حكم حالة الاضطرار؟!
    لماذا لم تجزه للمضطر، مع أنّ الحديث يقول: “رفع عن أمّتي ما اضطرّوا إليه”؟!
    يعني هو مضطر، وإذا لم يستمن قد يزني، أو يرتكب فاحشة أعظم من الاستمناء تضيع فيها سمعته، فلماذا لا يكون أحد مصاديق الحديث أعلاه؟!
    أرى(والله أعلم) أنّ تحريم الاستمناء على المضطر(وفي حدود الحاجة) ناتج عن إغفال بعض النّصوص الشرعية، والاكتفاء بالأدلّة الأوّليّة المحرّمة.

  2. يقول علي العتابي:
    2016-07-19 21:21:35 الساعة 2016-07-19 21:21:35

    وأمّا موقف أئمة أهل البيت(عليهم السلام)فقد روى طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (عليه السلام)أنّه قال: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)أُتي برجل عبث بذكره، فضرب يده حتى احمرّت ثم زوّجه من بيت المال.

    والسؤال لكم جناب الشيخ وللحوزة :لماذا لم تتصدوا لتزوجوه من بيت المال كما فعل مولانا امير المؤمنين

  3. يقول مر آة العقول:
    2017-01-28 14:13:33 الساعة 2017-01-28 14:13:33

    في هذا الزمان لابد من اجازة الاستمناء للضرورة
    ولكن لا أحد من العلماء يجرؤ على الفتوى بذلك خوفا من التشنيع عليه و تسقيطه

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36534881       عدد زيارات اليوم : 2046