• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
24 مشهد الخلاف حول علم المعصوم بالغيب 2014-05-12 5 8765

مشهد الخلاف حول علم المعصوم بالغيب

السؤال: هل من دليل عقلي يحكم بضرورة أن يكون الإمام عالماً بالأمور الغيبية، مع العلم أنّ الأئمة عليهم السلام لم يستعملوا هذا العلم في كثيرٍ من ممارساتهم، بل تصرّفوا وفقاً لطبيعتهم البشرية؟ بعبارة أخرى ما هي الحكمة أو الفائدة التي تعود على المجتمع الإنساني الذي يقوده إمام يكون على علم بالأمور الغيبية سواء المستقبلية أم الماضية أم الحاضرة؟ وما هو دور هذا العلم الذي يحمله الإمام في تكامل المجتمع الإنساني؟ وما هي صورة الآراء في الموضوع؟ وما هي أبرز أدلّة النافين للعلم بالغيب؟ (خديجة، الكويت).

الجواب: البحث في علم المعصوم بالغيب يقع في مرحلتين: الأولى في ضرورة ذلك. والثانية في وقوع ذلك. أما من الناحية الأولى فلا يوجد دليل عقلي مقنع يفرض ضرورة علمهم بالغيب بالمساحة التي يتداولها بعض الإمامية في عصرنا مثلاً. وأما من الناحية الثانية فإنّ المرجع هنا هو النصّ والتاريخ لتأكيد هل يعلمون بهذا الغيب أم لا؟ لأنّ العقل لا يقدر على معرفة واقع علمهم في هذه الحال إلا بناءً على نظريات بعض المتصوّفة والعرفاء في مسألة الإنسان الكامل، وهي نظريات غير مقنعة من وجهة نظري المتواضعة. إذاً فالمرجع هنا هو النصوص الدينية، وأنها هل تدلّ على علمهم الوسيع بالغيب أم لا؟ ومجرد أنّنا لم نجد ضرورةً لعلمهم بالغيب لا ينفي علمهم بالغيب، إذ ربما تكون قد خفيت علينا أمور في أسرار هذا العالم.
وتوجد هنا وجهتا نظر، فالأولى تثبت العلم بالغيب بناءً على وجود بعض الروايات، وهذا الفريق ينقسم إلى جماعتين تبعاً لانقسام الروايات إلى مجموعتين:
الجماعة الأولى: وهي القائلة بأنهم يعلمون الغيب علماً مطلقاً وفعليّاً، فالإمام الآن يدرك كلّ ما يحدث في العالم وكلّ حركة ذرّة من حركات ذرات هذا الكون إدراكاً فعليّاً مباشراً. ومن الواضح أنّ القائلين بالولاية التكوينية ـ بمعنى الواسطة في الفيض ـ يعتقدون بهذا الرأي تلقائيّاً.
الجماعة الثانية: وهي القائلة بأنّ المعصوم لا يعلم ذلك فعلاً، لكنّه لو أراد لعلم مباشرةً، فعلّقوا العلم على الإرادة من جانب المعصوم.
وفي مقابل وجهة النظر الأولى هذه بجماعتيها، توجد وجهة نظر ثانية تنفي العلم الغيبي المطلق عن المعصومين، إلا فيما وردنا فيه نصّ بالخصوص في حادثة هنا أو هناك أو مجال هنا أو هناك. وينطلق هذا الفريق من أدلّة قرآنية ومن السنّة الشريفة على نفي الولاية التكوينية ونفي العلم المطلق للنبي وأهل البيت، أو لا أقلّ من أنّ أدلتهم قد تعارض أدلّة الولاية التكوينية، مما يعيق قدرة استنتاج نظرية الولاية التكوينية والعلم المطلق منها، ومن هؤلاء ـ في مسألة الولاية التكوينية ـ سماحة السيد كاظم الحائري، حيث توصّل بعد فحص الأدلة المتقابلة إلى عدم ثبوت الولاية التكوينية، لكنّه لم ينفها أيضاً، بمعنى لم يقم الدليل عليها ولا على عدمها عنده.
ومن هذه الأدلّة المعارضة عند هذا الفريق، قوله تعالى مخاطباً نبيّه: (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردّون إلى عذاب عظيم)، فإذا كان لا يعلم بعض المنافقين من حوله فكيف يكون عنده علم العالم كلّه ويدير الكون وله الولاية التكوينية الكاملة عليه؟ وقوله تعالى: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون)، هل هذه الآية تنسجم مع العلم الغيبي المطلق؟! وقوله تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرّاً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)، فهل هناك في هذه الآية قيد الاستقلال عن الله، فهو ينفي علمه بالغيب معلّلاً ذلك بأنّه لو كان يعلمه لاستكثر من الخير وما مسّه سوء، فهل عدم مسّ السوء له متوقف على العلم بالغيب مستقلاً عن الله أم أنّ العلم بالغيب ولو غير المستقل يحقّق أيضاً عدم مسّ السوء له؟ وقوله تعالى: (ويا قوم لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً الله أعلم بما في أنفسهم إني إذاً لمن الظالمين)، فهل هذا اللسان من النبي نوح عليه السلام ينسجم مع شخص له الولاية التكوينية على العالم والعلم المطلق؟ وقال تعالى: (قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إليّ وما أنا إلا نذير مبين قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)، فهل هذا النوع من الخطاب يناسب أنّه يعلم علم الغيب كلّه، بل هو يدّعي هنا بأنّه لا يختلف حاله عن بقية الرسل وليس سوى نذير وبشير وليس له علم بما سيحصل ونحن نقول إنّ عنده علم المنايا والبلايا وما هو كائن وما يكون إلى يوم القيامة، فهل هذه المفاهيم تنسجم مع روح هذه الآيات الكريمة؟! وقال تعالى: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إنّ العاقبة للمتقين)، فقبل نزول هذه الآيات لم يكن يعرف حتى بعض قصص الأنبياء فكيف يكون هو الصادر الأول الذي أفاض الوجود والصور النوعيّة على العالم منذ بدء الخليقة، وهو لا يدري بعض أحداث الأنبياء قبله؟! وكيف يكون عالماً بالغيب المطلق وهو جنينٌ في بطن أمّه كما يقولون؟! وكيف يمكن أن يكون المراد غيره على طريقة إيّاك أعني واسمعي يا جارة وهو يصرّح له بالنفي لعلمه وأيضاً نفي علم قومه معاً؟ إنّ الفريق الثاني هنا ينطلق من مثل هذه الآيات وبعض الروايات ليقول بأنّ الروايات المثبتة للعلم إمّا موضوعة من الغلاة فتطرح؛ لمخالفتها لكتاب الله، أو يردّ علمها إلى أهلها، فيما يفسّر الفريق الأوّل هذه الآيات بأنّها تنفي علمه المستقلّ عن الله تعالى لا مطلقاً. هذا هو مشهد الرأي المنقسم حول هذا الموضوع، وقد عرضت لك تصوّرات الفرقاء هنا والرأي يرجع لكلّ ناظر.

5 تعليق

  1. يقول حيدر الجابري:
    2017-06-17 11:35:08 الساعة 2017-06-17 11:35:08

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    سماحة الشيخ حيدر حب الله وفقكم الله لكل خير، من عرضك لموضوع الخلاف فإنك برزت ادلة القائلين بعدم العلم القرانية على حساب المجموعتين الاولى والثانية، فهلا تفضلتم وعرضتم ادلية البقية شاكرين لكم دوما الاسلوب الشيق والطرح الجميل والافكار الجديدة سائلين الله لكم دوام الصحة والعافية
    اخوكم حيدر

  2. يقول حسين بن عبدالخالق اللواتي:
    2017-06-17 12:28:52 الساعة 2017-06-17 12:28:52

    بعد قراءة البحث صدمت من اسلوب المعالجة. لقد وجدت الشيخ حيدر يخلط الحابل بالنابل بشكل غريب. وهذا غير مقبول من باحث اريب مثله.
    بالرغم من ان البحث قصير لا يتجاوز صفحتين او ثلاثة، فانه يشبك التعاريف المختلفة للولاية التكوينية.
    كان عليه ان يتناول كل تعريف على حدى، ويبين ما فيه من عيوب منطقية.
    مع العلم ان هناك تعاريف لا تقبلها الطائفة، الا انه خلطها مع بعض، وهذا الاسلوب تلفيقي يجب أن لا يصدر من مثله.

  3. يقول حسين بن عبدالخالق اللواتي:
    2017-06-17 12:35:27 الساعة 2017-06-17 12:35:27

    فمثلا هل تقول الطائفة بالعلم المطلق، والادارة المستقلة، والعلم المستقل؟

  4. يقول حسين بن عبدالخالق اللواتي:
    2017-06-18 20:00:24 الساعة 2017-06-18 20:00:24

    موضوع الولاية التكوينية مثار الآن بشدة، وخاصة بعد مقالة الشيخ حيدر، والتي قرأناها يوم أمس، كلام الشيخ حيدر مستغل الآن في الفيس والواتساب في تسفيه الولاية التكوينية بضرص قاطع، لقد استفادوا من الخلط الشديد الذي عمله الشيخ في تعريفات الولاية.
    الخلط الذي أشير إليه هو:
    1- الولاية المطلقة على مطلق الكون المرئي لنا والأكوان غير المرئية لنا.
    2- الولاية الذاتية.
    3- الولاية المستقلة عن الله.
    كل هذه الولايات متجمعة او متفرقة لا نؤمن بها في الطائفة وخلطها الشيخ خلطا مخلا.
    ثم هناك زمن ممارس الولاية، هل يمارسها في بطن امه، او قبل بعثته، او بعد بعثته، او بعد مماته، او في الجنة.
    وايضا هناك درجة الممارس، فلدينا ثلاث درجات على الأقل، وهي درجة رسولنا والامام، ودرجة أي نبي آخر، ودرجة اي ولي آخر.
    هكذا نرى ان الموضوع متشعب، وليس بسبطا، ومما يفاقم من صعوبته، عدم إيمان البعض بالولاية أساسا، أضف اليه عنصر الزمان الذي هو مستهجن هو الآخر، ثم أضف اليه عنصر الدرجة، وهو الثالث لا يقر به من الأساس، فالقول بالمهدي، والقول بعلو درجة الامام علي على بعض الانبياء يعتبر من الكفريات، او من الغلو في اقل تقدير.
    ثم هناك موضوع الممارسة الفعلية وهل هناك حاجة للولاية كما تكلم الشيخ حيدر.
    وأنا بدوري اضيف اليه عنصر جديد، وهو هل الله لديه مانع او ينقصه تفويض بعض سلطاته للبشر، وهذا موضوع جديد في علم الإدارة، وهو يعرف بإسم delegation.

  5. يقول حسين بن عبدالخالق اللواتي:
    2017-06-18 20:02:18 الساعة 2017-06-18 20:02:18

    ينقص ألوهيته.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36682201       عدد زيارات اليوم : 6095