السؤال: في أحد الأسئلة التي سألت فيها عن معنى (الملكوت) نفيت أنّها تعني باطن العالم، واستشهدت بالقواميس اللغويّة، وأنّ العرب لم تكن تفرّق بين الملك والملكوت. وفي نهاية الجواب استشهدت بقولٍ للإمام الخميني ـ رضوان الله عليه ـ متحدّثاً عن العلوم التي تهمّ عملية الاستنباط، والخلط الذي يحصل بين المصطلح والمراد القرآني للكلمة، مع أنّ الإمام الخميني يخلط بين المصطلح والمراد القرآني لكلمة (ملكوت) و (ملك)، فكيف تعلّلون ذلك؟ (abu yousuf).
الجواب: هناك فرق بين أن يستخدم شخصٌ كلمة (ملكوت) ضمن معنى اصطلاحي جديد دون أن ينسبه للقرآن والسنّة، وبين أن يستخدمه ناسباً له للكتاب العزيز، فإذا استخدمه الإمام الخميني فهذا لا يعني أنّه وقع في الخلط المشار إليه، بل لابدّ من تتبع موارد استخدامه لهذا المصطلح من حيث النسبة للنص أو من حيث عدم ذلك؛ إذ لا حرج في أن نأخذ كلمة قرآنية ثم ننحت لها معنى جديداً نصطلحه ما دمنا لا ننسب هذا المعنى الجديد للنص ولا نحمّله عليه ونثقل كاهله به. ولنفرض أنّ السيد الخميني وقع في هذا الأمر، فإنّ ذلك ليس غريباً؛ لأنّ الكثير من العلماء ينظّرون للقاعدة، ولكن قد يقعون في خطأ تطبيقاتها في بعض الموارد، فيقومون بتطبيقها في بعض الموارد دون بعض، وهذا أمرٌ طبيعي، بل هو الحالة السائدة في مجال العلوم الدينية والإنسانيّة المختلفة.