السؤال: أريد أن أسأل حول حديث (أوّل ما خلق الله نور نبيّك يا جابر…)، هل لهذا الحديث أصلٌ عندنا نحن الإماميّة؟ وهل له أصل عند أهل السنّة؟ ولكم جزيل الشكر والعرفان (صالح).
الجواب: يبدو أنّ المصدر الرئيس لهذا الحديث عند الإماميّة هو كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي، وهو الذي نقل عنه العلامة المجلسي هذا الحديث، واشتهر من بعده. وقد ذكر العلامة آغا بزرك الطهراني (في كتاب الذريعة 11: 321 ـ 322) أنّ كتاب رياض الجنان هو كتاب يشتمل على أخبار غريبة في المناقب، وهو غير مطبوع إلى الآن، وكان من مصادر البحار كما ذكر العلامة المجلسي نفسه في مقدّمات بحار الأنوار، وأما مؤلّفه فكان معاصراً للشيخ الطوسي، وكان من تلامذة أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي الذي كان حيّاً قبل سنة 360هـ. ويقول السيد محسن الأمين العاملي في ترجمته: (فقيه حديث يروي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس بن محمد العبسي الدوريستي، له كتاب رياض الجنان في الأخبار، ذكر كتابه المجلسي في البحار وسمّاه رياض الأخبار، وقال: مشتمل على أخبار غريبة في المناقب، وأخرجنا منه ما وافق أخبار الكتب الأربعة، وعن صاحب رياض العلماء أنه يظهر من بعض أسانيده أنّه كان تلميذ الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي) (أعيان الشيعة 8: 408).
أمّا عند أهل السنّة، فقد نقل عن كتاب المصنّف لعبد الرزاق الصنعاني، بالسند إلى جابر بن عبد الله الأنصاري، ونقل الحديث القندوزي في ينابيع المودّة عن ابن الصلاح الحلبي صاحب كتاب أبكار الأفكار. وقد صنّف العلامة المعاصر حسن بن علي السقاف كتاباً حمل عنوان (إرشاد العاثر إلى وضع حديث أول ما خلق الله نوّر نبيّك يا جابر)، يقول السقاف في صحيح شرح العقيدة الطحاويّة: (وكذلك حديث "أوّل ما خلق الله نور نبيك يا جابر" حديث موضوع مكذوب، ليس له إسناد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا هو في شيء من كتب السنّة التي تروى فيها الأحاديث بأسانيدها، ومحاولة ادّعاء بعض الناس بأنّ له إسناداً في جزءٍ مفقود من "مصنّف عبد الرزاق" تعصّب لا قيمة له في الموازين العلميّة، فتنبّهوا لذلك!!) (صحيح شرح العقيدة الطحاويّة: 432، هامش 219).
ولم أعثر على نصّ الحديث في مصنّف عبد الرزاق، ويبدو أنّ المصدر الأساس الذي نقل لنا هذا الحديث عن عبد الرزاق الصنعاني هو العجلوني (1162هـ) في كتاب كشف الخفاء حيث قال: (أوّل ما خلق الله نور نبيك يا جابر ـ الحديث. رواه عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ: قال: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أوّل شيء خلقه الله قبل الأشياء. قال: يا جابر، إنّ الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيّك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوحٌ ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا…) (كشف الخفاء 1: 265).
وبناءً عليه، فلمّا لم يعرف مصدر هذا الحديث، ومن أين حصل عليه عبد الرزاق الصنعاني لو ثبت أنّه أورده في كتبه، وكذلك من أين حصل عليه فضل الله الفارسي لو ثبت في كتابه وأحرزنا وثاقة الفارسي نفسه؛ لأنّني لم أعثر له على ترجمة في مصادر الرجال القديمة، فيكون هذا الحديث ضعيف الإسناد، فضلاً عن عدم وجوده بهذا النصّ في كتب الحديث والتاريخ الأساسيّة من الكتب الأربعة وكتب الصدوق والطوسي والمرتضى الشيعية، وكذلك الكتب التسعة الحديثية عند أهل السنّة، وغيرها من المصادر، نعم بمضمون هذا الحديث توجد نصوص أخر ينبغي متابعتها قبل الاستعجال بردّ مضمون هذا الحديث، لكنّ هذا الحديث بعينه لم يثبت له أساس يمكن الاعتماد عليه.
✨تقدمه في الوجود✨
(عن الكليني) عن أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبدالله، عن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبدالله عن علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:
(قال الله تبارك وتعالى: يا محمد إني خلقتك وعليا نورا يعني روحا بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي و عرشي وبحري فلم تزل تهللني وتمجدني، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانت تمجدني وتقدسني، وتهللني، ثم قسمتها ثنتين وقسمت الثنتين ثنتين فصارت أربعة محمد واحد وعلي واحد والحسن والحسين ثنتان، ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن، ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا).
🔹جاء في برنامج دراية النور أن السند (صحيح) بهذا الطريق:
1⃣-احمد بن إدريس القمي
(إمامي ثقة جليل)
2⃣-عن الحسين بن عبيد الله بن سهل القمي
(إمامي ثقة على التحقيق وقد رمي بالغلو)
3⃣-عن محمد بن عيسى بن عبيد
(إمامي ثقة جليل وتضعيف ابن الوليد وتابعيه له وهم)
4⃣-عن علي بن حديد بن حكيم
(إمامي ثقة على التحقيق ضعيف عند الشيخ)
5⃣-عن مرزام بن حكيم الأزدي
(إمامي ثقة)
6⃣-عن أبي عبد الله عليه السلام
(جعفر بن محمد الصادق ع معصوم)
📗الكافي الجزء الأول،كتاب الحجة
،أبواب التاريخ،باب مولد النبي ص
،الحديث الثالث