• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
124 مداخلة وتعليق جديدين حول قضيّة المنهج الصحيح في إثبات الكرامات و.. 2014-06-12 0 2241

مداخلة وتعليق جديدين حول قضيّة المنهج الصحيح في إثبات الكرامات و..

السؤال: لوحظ في جوابكم حول الكرامات التي تحصل في مراقد الأئمّة عليهم السلام تهميشاً للتفسير الديني عند المسلمين لصالح التفسير العلمي والنفسي وما إلى ذلك. والسؤال هل ينطبق ما ذكرتموه هناك أيضاً في موارد استجابة الدعاء بالشفاء من مرض عضال عجز عنه الأطبّاء أو لم يتمكّن المريض لغير سببٍ من المعالجة الطبيّة، واتجه هو أو أهله بالدعاء والتضرّع إلى المولى سبحانه في بيته الحرام أو في المسجد النبويّ أو أيّ مسجد آخر أو في سائر الأمكنة وتحقّق الشفاء في برهة قليلة، بحيث اعتقدوا أنّه شُفي ببركة الدعاء والتضرّع إليه سبحانه؟ اسمحوا لي أن أوضح قصدي من التفسير الديني، إنّه يعني التفسير الذي يقدّمه المتديّنون في مقام الممارسة الدينية نتيجة تقارن الحوادث أمامهم.. والقصد من التهميش أنّكم ـ بصفتكم المختصّ في الفكر الديني ـ لم تقدّموا أيّة مشخّصات أو علامات للقارئ لكي تُرشده للوصول إلى ترجيح الاحتمال الديني.. بل بدا لأكثر من قارئ للجواب بأنّه ركّز على اﻻحتمالات الأخرى وأغفل هذا الاحتمال. دعوني أتساءل: كيف يتعرّف المسلم ـ وبودّي أن أقول المؤمن بالخالق ـ ثمرات أدعيته من المولى عزّ وجل تحديداً فيما يتعلّق بالحاجات الدنيوية، سواء كانت في الشدّة أم في الرخاء؟ هل ثمّة معطيات تقدّمها النصوص الدينية المعتبرة في هذا الصدد؟ ثم هل المطلوب دينيّاً التعامل مع القضيّة بهذه الحدّية الفلسفيّة، كما هي العلاقة بين العلّة والمعلول؟ ولم لا تعتبر العوامل المتنوّعة من قبيل الأسباب الإعدادية والألطاف الخفيّة في المقام، ومن ثمّ ينتفي هذا الفصل الحدّي الصارم بينهما؟ وإلا ما معنى هذا الحثّ الكبير على الدعاء إليه سبحانه والوعد باﻻستجابة.. وفي السراء والضرّاء دون معرفة النتائج المباشرة؟ وهل كلّ ذلك لمجرّد تعميق الجانب العقدي نظريّاً فقط.. باستحضار أنّ الله تعالى هو الفاعل الحقيقي في الوجود؟ من جهةٍ أخرى أودّ أن تُرشدونا إلى دراسة علميّة نفسيّة ناجزة تناولت بعض ما اعتقده الناس من قبيل الكرامات، غير أنّ الدارس انتهى بالبحث العلمي إلى أنّها كانت بسبب بعض تلكم العوامل النفسيّة المشار إليها في إجابتكم. من جهة ثالثة، وبناء على مثال الدعاء للصنم عند غير المسلمين.. ما رأيكم فيما يُنسب لبعض أقطاب التصوّف بأنّ هؤلاء في الواقع يدعون الله تعالى غير أنّهم ضلّوا الطريق.. وعليه فإنّ الله تعالى يشملهم بلفطه ورحمته التي وسعت كلّ شيء.. والذي يُعطي من سأله ومن لم يسأله تحنّناً منه ورحمة، كما في دعاء رجب بصرف النظر عما قال فيه اﻵبادي؟ وقد اشتهر عن ابن عربي كما تعرفون ما مفاده: لقد صار قلبي قابلاً كلّ صورة.. فدير لرهبانٍ وكعبة أوثان.. وما رأي الاتجاه العرفاني الإمامي في تفسير هذه الظواهر من اتخاذ المعبودات الصنميّة.. هل يوافقون على مثل هذه التأويلات حسب متابعاتكم أم يرفضونها بالجملة؛ لأنّها من قبيل التغرير بالعباد؟

 

الجواب: بعد شكركم على هذه الإفادات الكريمة، توجد مجموعة ملاحظات هنا، أودّ الإشارة إليها:

1 ـ إنّني لم أهمّش التفسير الديني لصالح التفسير العلمي أبداً، كلّ ما في الأمر أنّ الدين يقول بوجود الكرامات، لكنّه لا يقول بأنّ هذه المفردة أو تلك كرامةٌ أو حالةٌ للغيب دورٌ فيها، فالدين لا يتدخّل في هذه المفردة أو تلك إلا عبر نصّ مباشر، كأن يقول لنا بأنّ ما حصل مع عصا موسى هو معجزة، وهناك نقول بأنّ الدين قدّم تفسيراً مباشراً للحدث وقاطعاً. أمّا في الحالة التي نتكلّم عنها ـ وهي غالب الحالات القائمة اليوم ـ فنحن أمام ظاهرة خارجيّة لم يقل الدين فيها نصّاً مباشراً، ولم نسمع أو يصلنا من النبيّ بدليلٍ حاسم أنّ الدم الذي يخرج من شجرة قزوين المعروفة هو دم الإمام الحسين مثلاً، وأنّ هذه كرامة له، وفي هذه الحال، نحنُ أمام احتمالين هما:

الاحتمال الأوّل: أن يكون ما وقع مصداقاً خارجياً جزئياً لعنوان الكرامة العام الثابت في النصوص.

الاحتمال الثاني: أن يكون ما وقع مما لا ربط لعنوان الكرامة به، وإنّما هو مجرّد حالة عادية، لا يوجد دليلٌ على حصر تفسيرها بأنّها كرامة، وعندما يقوم العلم بتقديم تفاسيره هنا؛ فإنّ التفسير الكرامتي سيصبح احتمالاً فقط، فإذا تمكّنا من تقويته بتضييق الخناق على الفرضيّات العلميّة الأخرى فنلغي ما يقوم به العلم وإلا فلن نتمكّن من إثباته. هذه هي الفكرة التي كنت طرحتُها في جوابي المتواضع.

2 ـ إنّ الحديث عن الدعاء يجري فيه الأمر عينه أيضاً، فنحن نؤمن بأنّ الله يستجيب الدعاء، لكنّ هذا إيمانٌ بالعنوان الكلّي، وليس بالمصداق الجزئيّ، فلو فرضنا أنّ شخصاً دعا الله أن يُنجحه في الامتحانات آخر السنة الدراسيّة.. ثم نجح.. فإنّ احتمال أنّ نجاحه معلولٌ لاستجابة الله لدعائه لا يمكن الجزم به، ما لمتتقوّ المعطيات أو يخبرنا نبيٌّ أو رسولٌ بأنّ هذا النجاح كان لاستجابة اللهللدعاء، ولم يكن اجتماع الدعاء مع النجاح محض صدفةٍ نسبيّة. إذاً فالأمر عينه نقوله في الدعاء على مستوى الصغرى والمصداق، ولم يكن كلامي أبداً عن الكبرى والمبدأ والقاعدة.

ثمّ من قال بأنّنا مطالبون باليقين المعرفي بأنّه حصلت الاجابة؟ كلّ ما في الأمر هو أنّنا مطالبون نفسيّاً بحُسن الظنّ بالله، وكلامي ليس في البُعد النفسي الذي تكفي فيه الظنون أحياناً، بل قد تكفي فيه نوعيّة المظنون، وإنّما في البُعد المعرفي للقضيّة، وقد بحثتُ بشيء من التفصيل حول قضيّة اليقين بالإجابة في النصوص الدينية ومعناها وانسجامها مع إشكاليّة عدم استجابة الله تعالى لبعض الأدعية رغم وعده بالاستجابة، وذلك في بحثي حول الاستخارة في الفقه الإسلامي، في كتابي المتواضع (دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر 4: 50 ـ 69) فأرجو المراجعة، وإلا فلو دعوت الله أن يدخلك الجنّة أو يغفر لك فهل تستطيع اليقين المعرفي بأنّك مغفورٌ لك أو داخلٌ الجنّة لا محالة؟

3 ـ أمّا سؤالكم عن وجود دراسة علميّة فعلت ذلك، فليس في بالي الآن، لكنّ هذا لا يُلغي ما قلته شخصيّاً؛ لأنّني أتكلّم في المنهج، وأزعم أنّ هذا المنهج هوالمنهج العلمي والمنطقيّ في التعامل مع الظواهر، بل عدم وجود دراسة أمرٌ كاشفٌ عن وجود نقصٍ، وهو مؤكّدٌ للدعوة التي قلتُها في جوابي السابق.

لنفرض أنّ شخصاً ـ أو عدّة أشخاص ـ شفي عند صنم بوذا بعد دعائه لهذا الصنم أن يشفيه، فماذا تقول هناك؟ هل ستقبل أنّ بوذا إلهٌ هو الذي شفى هذا الشخص، أم ستقول: لا يصحّ أن نعمّم ونعطي نتيجة مطلقة، لأنّ هذا تبسيطاً للأمر، بل علينا أن ندرس الأمور بجميع احتمالاتها؟ هذا هو قصدي من الفكرة التي طرحتُها سابقاً وأكرّرها هنا.

4 ـ أمّا حول العلامات والمشخّصات التي ترجّح التفسير الديني للحدث، فإنّني لا أملكها، ولم أجدها في نصوص دينيّة جليّة، فكيف أدّعي وجودها عندي؛ لهذا قلتُ بأنّ العلامة الوحيدة هي تضاؤل احتمال تفسيرٍ آخر للحدث، فلا يمكن تبنّي التفسير الديني في الواقعة ما لم تتضاءل جدّاً احتمالات التفاسير الأخرى، أو يخبرني معصومٌ بالأمر. وهذا هو ما قلتُه في جوابي، فلو كان بيدي علامات أخَر لذكرتُها، وسأكون سعيداً لو تقدّمون لي علامات غير هذا الذي ذكرته شخصيّاً.

5 ـ لا أعتقد أنّه يُفهم منّي ترجيح احتمال غير التفسير الديني، إنّما الذي يُفهم هو عدم ترجيح الاحتمال الديني دون إبطال الترجيحات الأخرى، وهذا شيءٌ علميّ جداً ومنطقي، ويجري في ترجيح الاحتمالات الأخرى أيضاً، ولا أظنّني قلت شيئاً غريباً في المنهج. وما لفت نظري هو أنّكم تطالبون بالتسامح في هذه القضايا وعدم إخضاعها للحديّة العلميّة في العلّة والمعلول، مع أنّ القضيّة في جوهرها تنتمي لهذا المجال، فليست المسألة مسألةَ فهم نصّ حتى نرجع فيه إلى العرف واللغة، وإنّما هي مسألة علميّة بامتياز، ولماذا عندما تكون الأمور لصالحنا يجوز لنا التسامح في الإسناد، بينما لا يحقّ للآخرين ذلك؟! إنّني أعتقد أنّ الجميع لا يحقّ له ذلك، بل علينا أنّ نعتمد المنهج العلمي بالمعنى العام للكلمة، وأنا لا أطالب هنا باليقين البرهاني الأرسطي، بل يكفي اليقين العلمي التراكمي الاحتمالي، كما قلتُ في سياق كلامي السابق والحالي.

6 ـ أمّاالاحتمال الأخير الذي طرحتموه، والمبنيّ على نظريّة بعض العرفاء والمتصوّفة، فبصرف النظر عن صحّته وعدمها، فهو إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّ المعجزة التي حصلت لا علاقة لها بالصنم، وهذا معناه أنّه يصعب إثبات علاقتها بالقبر أيضاً؛ لتساوي الاحتمالات، فلعلّ القبر ليست له علاقة، وإنّما القضيّة هي في البُعد الروحي الذي نتج عن تفاعلك مع القبر، كما هي قضيّة البعد الروحيالذي نتج عن تفاعلك مع الصنم، فهذا يثبت نفي الترابط بين الحدث والقبر أكثر ممّا يثبت الترابط.

7 ـ إنّني في جوابي السابقلم أقل بأنّه لا يمكن أن يصحّ التفسير الديني في الواقعة الجزئيّة، بل قلت بأنّ من المطلوب في حياة المتديّنين أن يكونوا علميّين قبل أن يستعجلوا النتائج، وأنا الآن أسألكم: كيف تتمكّنون من إثبات أنّ صورة القدمالتي في مشهد هي للإمام الرضا عليه السلام؟ أو أنّ تلك الشعرة التي في اسطنبول هي للنبيّ محمّد أو تلك العصا التي وضعوها في المتحف هناك لموسى؟ هل تملكون إثباتاً علميّاً؟ أليس لو ساعدتنا العلوم الإنسانية والطبيعيّة (التي هي حجّة عادةً في سائر الموارد عند الفقهاء) بالطريقة التي تقنعنا لا بطريقة تقليد هذه العلوم تقليداً أعمى.. سنصبح أكثر علميّة في تعاطينا مع الظواهر الدينيّة؟ هل في هذا خطر برأيكم أم فيه تقوية للمشهد الديني أمام مثل نقود الملحدين والعلمانيّين وأمثالهم؟ أليس من المطلوب اليوم أن نقوّي النهج العلمي في وسط التديّن المعاصر لنقدّم أنموذجاً أفضل قادراً على الصمود؟بدل نهج الحفاظ على العواطف الروحيّة ولو على حساب البُعد العلميّ، لاسيما ونحن نعلن ليلاً ونهاراً بأنّ الإسلام هو دين العقل والعلم والمنطق والحجّة والبرهان والدليل! وكلامي ليس خاصّاً بالشيعة أستاذي الحبيب، ولم يكن خاصّاً بمرقد الإمام الجواد، بل هو منهجيٌّ عامّ، يشمل حتى ما يتصل بالنبي وغيره من الأنبياء والأولياء.

إنّ إيماني هو أنّ الله ارتضى لنا مواقع لعبادته ومحبّته واستذكاره، وهي المساجد والمراقد المنصوصة، ولا أجد حاجةً أبداً لزيادة عدد المراقد لتقوية دين الناس، فلم تقصّر الشريعة الإسلاميّة فيبيان البرنامج الزماني والمكاني للشعائر والعبادات وتقوية الروح إن شاءالله، فإذا أردنا تقوية روحيّة الناس فلنطوّر الأداء المسجدي، ولنطوّر روحانيّات الزيارات المنصوصة، بدل اختراع مراقد إضافيّة لفعل ذلك. هذا هو إيماني، وهذه قناعتي، والتي على أساسها أيضاً صغت تلك الأفكار المتواضعة البسيطة، ولعلّني أكون مخطئاً فألتمس منكم التصويب.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36692186       عدد زيارات اليوم : 16086