• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
67 متى يسمح دعاة الحوار الهادئ بالغضب والشدّة مع الآخر؟ 2014-05-12 0 1604

متى يسمح دعاة الحوار الهادئ بالغضب والشدّة مع الآخر؟

السؤال: متى يسمح دعاة الحوار الهادئ بالغضب والشدّة مع الآخر؟ خاصّة وأننا نقرأ في سيرة أهل البيت ـ بالإضافة إلى قصص المناظرات والحوارات الهادئة ـ حالات من الغضب تجاه الآخر؟ (عبد الله المحمّدي).

 

الجواب: الأصل في الحوار والجدال والعلاقات (خاصّة بين المسلمين) هو الهدوء، وما هو الأحسن، والحكمة والموعظة الحسنة، واللين، وهذا هو المستفاد من الكثير من نصوص الكتاب والسنّة، لاسيما بمقتضى أصالة الأخوّة وإصلاح ذات البين وغير ذلك من المفاهيم الكثيرة جداً الواردة في النصوص، لكنّ هذا لا يعني ـ ولم يقل أحد ـ بأنّه لا معنى للغضب أو للحدّة في النقاش أو المواجهة في بعض الأحيان، غاية الأمر أنّ ذلك هو الاستثناء، الذي يحتاج لدراسة ملابساته ومبرّراته الموضوعيّة، وتكاد لا توجد مدرسة فكريّة في العالم اقتصرت في حواراتها وتجربتها التاريخية على الهدوء المطلق، بل لطالما كان الأمر متنوّعاً، كلّ ما في الأمر أنّ الأصل هو الهدوء ومبدأ (وجادلهم بالتي هي أحسن)، ومبدأ (لو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك)، ومبدأ (رحماء بينهم)، ومبدأ (ولا تنازعوا)، ومبدأ (فألّف بين قلوبكم)، ومبدأ (وألّف بين قلوبهم)، والمبدأ الذي أعطاه الإمام الصادق للأحوص قائلاً له: «أما علمت أنّ إمارة بني أميّة كانت بالسيف والعسف والجور. وإنّ إمارتنا بالرفق والتألّف والوقار والتقية وحسن الخلطة والورع والاجتهاد، فرغّبوا الناس في دينكم وفيما أنتم فيه» (الخصال: 354 ـ 355)، وغير ذلك من المبادئ المبثوثة في الكتاب والسنّة، وإنّما نخرج عن هذه لاستثناءات، تختلف باختلاف الظروف الزمكانيّة، بحيث لا يمكن استنساخ استثناء في زمان على زمان آخر يختلف عنه في الظروف والأحوال.

وما يراه دعاة الحوار الهادئ اليوم، هو أنّ الحالة الإسلاميّة من مصلحتها الذاتيّة والموضوعيّة والداخلية والخارجية أن تتخلّى عن نهج العنف الخطابي والتوتر، بوصفه الحالة الغالبة أو الكثيرة، وتلجأ لأسلوب اللين والرحمة والاستيعاب والاحتضان والامتصاص والتحمّل والتسامح والصبر؛ لأنّ التجربة أعطت نفور الناس من الدين بسبب عنفنا تارةً، وتحوّل المتديّن نفسه إلى متديّن عدواني صاخب تارةً أخرى، وإنساننا المسلم صار بحاجةٍ اليوم ـ بسبب الضغوطات الكبيرة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وطائفيّاً وغير ذلك ـ للتنفيس عن نفسه والبحث عن هدوء للأعصاب، فلا يحسن تحويل الخطاب الديني اليوم إلى مادّة توتير وتشنّج، الأمر الذي سوف: إمّا يُبعد بعض الشباب والأجيال الصاعدة عن الدين فراراً من التشنّج والضغط، أو إذا التأمت فيه تتحوّل في كثير من الأحيان إلى شخصيّات موتورة لا تتحمّل شيئاً من حولها، وتقدّم أنموذجاً غير صالح في هذا العصر للتديّن والإيمان. وقد رأينا بأمّ أعيننا مآلات بعض التوجّهات السلفية التي تتسم بالغضب دوماً في تيارها العام وليس جميع تياراتها بالتأكيد كما نعرف، وأنّها كيف أنتجت تديّناً دموياً غريباً عن الإنسان والإسلام. هذه هي القضيّة، وإلا فلا يقبل دعاة الحوار بالهدوء حيث يستلزم الأمر غيره، كما لو بُغي علينا وظُلمنا وأراد العدوّ أن يفترسنا، فمن الطبيعي أن نحتاج مثلاً إلى الخطاب التعبوي المرتفع النبرة، والذي يستنفر الطاقات لمواجهة العدوان وغير ذلك من الحالات.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36700449       عدد زيارات اليوم : 2787