• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
72 ما وجه الربط بين العزاء الحسيني والثورة، مع أنّ كل الروايات تطالب بالحزن وليس بأخذ العبر والدروس؟ 2014-05-12 0 1849

ما وجه الربط بين العزاء الحسيني والثورة، مع أنّ كل الروايات تطالب بالحزن وليس بأخذ العبر والدروس؟

السؤال:يقول بعضهم: (لقد مشت الأمّة الشيعية خلف أئمّتها في إقامة مجالس العزاء وندب عزيز الزهراء، وطبّقت تعاليمهم بحذافيرها، ففي حوالي 500 رواية نقلها الحرّ العاملي في الوسائل تدعو إلى البكاء على شهيد كربلاء، لا أثر لرواية واحدة تربط إقامة العزاء بمواجهة الظلمة تتمّةً لثواب العزاء. من هنا وعملاً بأمر المعصوم زاد شعر الرثاء عن غيره، وأضحت الأصالة للعزاء لدرجة أنّ زعم خلاف ذلك يعدّ مكابرة واجتهاد في مقابل التواتر، راجع سيرتنا وسنّتنا للأميني فإنّ فيه كفاية لطالب الحقيقة. كما أنّه قد دأبت الأمّة الشيعية دائماً على مواجهة الظلمة، مقتديةً بسيّد الشهداء، حتى أريقت دماؤها في كلّ أرض وأرّخت المسوغات ثوراتها، آخرها ثورة الإمام الخميني العظيم الذي صرّح عشرات المرّات بأنّ العزاء ومجالس البكاء هي التي حفظت الإسلام، ودعا إلى اللطم والصراخ وإنشاد شعر العزاء، ووقف بكلّ شدّة في وجه الذين أرادوا إفراغ المجالس الحسينيّة من العزاء، وتحويلها إلى ندوات، مما يدلّ على عدم وجود فاصل إلا وهمي بين العزاء والحماس). ما رأيكم بهذا الكلام؟ (يوسف حسين).

 

الجواب: أولاً: يبدو لي ـ إذا صحّ النقل ولم يكن هناك خطأ فيه ـ أنّ بين أوّل الكلام وآخره بعض التهافت البدوي، ففي البداية هناك حديث عن أنّ أهل البيت لم يشيروا ولا مرّة واحدة إلى ضرورة الاستفادة من الثورة الحسينية للثورة والعِبرة، وأنّ المطلوب هو العَبرة والحزن فقط، وأنّ الشيعة عملت بهذا عبر التاريخ، أمّا في نهاية الكلام فهناك مدح للإمام الخميني ومن قبله بأنّهم اقتدوا بسيّد الشهداء وأقاموا الثورات، فإذا كان سيّد الشهداء ممّا يمكن أن يكون قدوةً في المجال الثوري ونبراساً، فلماذا لم تشر النصوص إلى ذلك، ولم تبيّن أنّه قدوة لكم لتثوروا، وإنّما اقتصرت على البكاء والحزن وأمثال ذلك؟! يبدو لي أنّ النصّ المنقول لا يريد إنكار إمكانية الاستفادة من الحركة الحسينيّة في هذا العصر ثوريّاً وسياسيّاً مثلاً، بقدر ما هو رافض لتحويلها من جانب الحزن لتصبح مادّة بحثية فقط، كما يلوح من آخر الكلام، وهذا كلام لا أظنّ وجود من يناقش فيه إلا نادراً، فالإقرار بضرورة بقاء الجانب العاطفي كأنّه متفق عليه بين الجميع.

ثانياً: من قال بأنّه حتى نستفيد من ثورة الحسين لأجل الثورة على الظلم اليوم، يجب أن تكون عندنا رواية خاصّة، فإنّ الفقهاء الذين وظّفوا دليل الثورة الحسينية لجعله مستنداً لتجويز الثورات اعتبروا ذلك، استناداً إلى عمومات حجيّة فعل المعصوم، بل حتى لو لم تدلّ الثورة الحسينية على شرعيّة الثورة ضد الأنظمة، هناك أدلّة أخرى، والذين استدلّوا على شرعيّة الثورة لم يستدلّوا فقط بالثورة الحسينيّة، بل ذكروا ـ حسب تتبّعي ـ حوالي خمسة عشر دليلاً آخر. وفي بحثي حول الثورة الحسينية توصلت إلى أنّ إمكانية الاستفادة من الثورة الحسينية في شرعنة الثورة الدمويّة محدودة جدّاً.

ثالثاً: إذا لم تنصّ الروايات الخمسمائة على الحث على الاعتبار من حركة الإمام الحسين، فيكفي العمومات الدالّة على التدبّر في سيرتهم وسنّتهم واعتبارهم مرجعاً للأمّة فيما يقولون وفيما يفعلون، ويكون ذلك نوعاً من إحياء أمرهم. ونصوص البكاء عليهم وإن لم تثبت ذلك لكنّها لا تنفيه حتى تشكّل معارضاً لاستحضار العِبرة والاعتبار في مجالس العزاء الحسينيّة.

رابعاً: حبّذا لو يكتب أحدٌ في أنّه متى وظف فقهاء الشيعة الإمامية ثورة الحسين في الحياة السياسية قبل القرن العشرين وقبل الإمام الخميني رضوان الله عليه، كي تثبت دعوى الكلام المتقدّم أعلاه، فإنّني لا أنفيه لكنّنا بحاجة لدراسته بطريقة تاريخية موثقة.

خامساً: لم يقل أحدٌ أنّ تماميّة الثواب على البكاء مشروطةٌ بالثورة على الظلم أو بعقد الندوات واللقاءات الفكريّة حول الإمام الحسين، فالبكاء فيه ثوابٌ، والاستفادة من البكاء لفعل خيرٍ آخر ـ وهو إصلاح أمور المسلمين ومواجهة الظلم ـ فيه ثوابٌ إضافي، فلا ربط بين الأمرين. إنّما الإشكال يأتي من أنك تبكي وتفعل الخير ببكائك هذا، وتستطيع أن تستفيد من هذا الخير في خيرٍ آخر، وهو توظيف البكاء في التغيير الاجتماعي، ولكنّك لا تفعل، فتطالَب بالمزيد من الخير، لا أنك تُذَمّ على فعل الخير الأوّل، وهو البكاء، فهذا أشبه بشخص قادر على أن يجني من فعلٍ واحد خمسة دنانير، ولكنه يكتفي بدينار واحد، مع حاجته العظيمة جداً إلى الخمسة معاً؛ فإنّ العقلاء لا يذمّونه على أخذه الدينار، بل يعاتبونه على تفويت الأربعة الأخرى التي يحتاج إليها أيضاً؛ للصرف على الفقراء وعلى عياله؛ فإذا أمكنني أن أستفيد من مجالس العزاء البكاءَ والثورة والفكر معاً، فإنّ اقتصاري على عنصر واحد أمرٌ مذموم؛ لأنّني أحتاج للجميع، نعم أن يكون العنصر الآخر على حساب الأوّل المنصوص عليه فهذا غير صحيح. ولعلّ كلّ ما قلناه هو مراد صاحب النصّ المشار إليه أعلاه.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36616998       عدد زيارات اليوم : 18507