السؤال: هل المنهج الاستقرائي الذي أسّس له الشهيد الصدر ـ قدّس سرّه ـ في الأبحاث الأصوليّة والفقهيّة عين ما توصّل إليه في نظرية المعرفة في كتابه (الأسس المنطقيّة للاستقراء)؟ وما هي أهم معالم التطبيق العملي لهذه النظرية في البحث الأصولي أو الفقهيّ؟ وهل هناك تطبيق وتطوّر عملي لأبحاث الشهيد الصدر في نظرية المعرفة عند طلابه البارزين في البحث الفقهي أو الأصولي طبقاً لمدرسته الفقهيّة والأصوليّة المعاصرة؟ (بشير).
الجواب: يمكنكم ـ للاطلاع أكثر على هذه النظرية وتأثيراتها في علم الأصول والفقه والرجال وغير ذلك ـ مراجعة بعض مقالاتي المتواضعة في هذا المجال، وهي موجودة على الموقع الالكتروني أيضاً، وكانت قد نشرت في كتابيّ: علم الكلام المعاصر، ودراسات في الفقه الإسلامي المعاصر، وهي:
1 ـ معالم الإبداع الأصولي عند الشهيد الصدر.
2 ـ علم الكلام المعاصر ، قراءة في التجربة الكلامية للشهيد الصدر.
وأمّا النفطة الأخيرة من سؤالكم، فيبدو لي أنّ عجلة التقدّم في تفعيل هذه النظرية المعرفية للسيد الصدر قد تراجعت داخل العلوم الإسلاميّة مثل الفقه والأصول والرجال والحديث وغير ذلك، باستثناء حالات محدودة نسبيّاً، وأنصار مدرسة السيد الصدر وتلامذته ما زالوا يقرؤون بعض البحوث الأصولية وفقاً لطريقة السيد الصدر في نظريّة الاحتمال كما في موضوع الإجماع والتواتر ونحو ذلك، ورغم هذه الاستمرارية المحدودة نسبيّاً إلا أنّ قفزات نوعية في هذا المجال لم تحصل على مستوى التطبيق داخل العلوم الإسلاميّة، وأمّا الأسباب فمتعدّدة ولكلّ واحدٍ ظرفه ومبرّراته، وإن كان أملُنا الذي ما يزال هو تفعيل هذه النظرية بشكل جادّ والاستمرار في تطويرها دوماً، والأمل معقود على الجيل الحوزوي والجامعي الشابّ أن يقوم بهذا الأمر إن شاء الله تعالى.