• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
63 ما هو معنى المسّ والمطهرون، في قوله تعالى: (لا يمسّه إلا المطهّرون)؟ 2014-05-12 0 1298

ما هو معنى المسّ والمطهرون، في قوله تعالى: (لا يمسّه إلا المطهّرون)؟

 

السؤال:يذكر العلامة الطباطبائي أنّ القرآن له وجود في العالم الأرقى وأنّ لوجوده مراتب، ويستدلّ بآية (لا يمسّه إلا المطهرون)، فإنّه يفسّر المسّ بالعلم به في ذلك العالم، يقول: (وقوله: لا يمسّه إلا المطهّرون، صفة الكتاب المكنون، ويمكن أن يكون وصفاً ثالثاً للقرآن، ومآل الوجهين ـ على تقدير كون لا نافية ـ واحد. والمعنى: لا يمسّ الكتاب المكنون الذي فيه القرآن إلا المطهّرون، أو لا يمسّ القرآن الذي في الكتاب إلا المطهّرون. والكلام على أيّ حال مسوقٌ لتعظيم أمر القرآن وتجليله، فمسّه هو العلم به، وهو في الكتاب المكنون، كما يشير إليه قوله: إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم الزخرف: 4. والمطهّرون ـ اسم مفعول من التطهير ـ هم الذين طهّر الله تعالى نفوسهم من أرجاس المعاصي وقذارات الذنوب، أو مما هو أعظم من ذلك وأدقّ، وهو تطهير قلوبهم من التعلّق بغيره تعالى، وهذا المعنى من التطهير هو المناسب للمسّ الذي هو العلم دون الطهارة من الخبث أو الحدث كما هو ظاهر. فالمطهّرون هم الذين أكرمهم الله تعالى بتطهير نفوسهم كالملائكة الكرام والذين طهّرهم الله من البشر، قال تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً. الأحزاب: 33، ولا وجه لتخصيص المطهّرين بالملائكة كما عن جلّ المفسّرين؛ لكونه تقييداً من غير مقيّد..) (الميزان 19: 137).. ما هو تعليقكم على استدلال البعض بأنّ القرآن له بطون بحسب مراتب الوجود، وعلى القول بأنّ المسّ هو العلم الحضوري بهذا القرآن على الطريقة العرفانية؟

 
 
 
 
 

الجواب: أولاً: إذا مشينا مع العلامة الطباطبائي، فإنّ المسّ عنده يعني العلم، وتكون النتيجة أنّ هذا الكتاب الكريم الموجود في اللوح المحفوظ وفي أمّ الكتاب لا يعلمه إلا المطهّرون، لكنّ الآية الكريمة لا تفيد كيفية العلم، فقد تكون بالإلهام وقد تكون بالوحي، وقد تكون بإلقاء الأفكار والتفاسير في العقل عند التأمّل، وقد تكون من خلال المنهج اللغوي الذي يترقّى تدريجيّاً في اكتساب المعاني، فليس في الآية الشريفة أيّ إشارة إلى البطون القرآنية بالطريقة السائدة في الفهم الصوفي، حتى بناء على نظريّة العلامة الطباطبائي في تفسيره هذا. فإذا كان القرآن الكريم له أصلٌ في اللوح المحفوظ الذي هو العلم الإلهي، فإنّ العلم بهذا القرآن في حقيقته وروح مضمونه الموجود في اللوح المحفوظ يكون بتطهير النفس استعداداً لكي يلقي الله فيها المعاني بحيث تعلم حقيقة القرآن، أمّا كيف يلقي؟ وهل الإلقاء هو بالعلم الحضوري؟ فهذا لا يدلّ عليه شيء هنا. والآية تريد أنّ تربط بين الطهارة والمعرفة، من حيث إنّ طهارة القلب تجعل الإنسان مستعداً لتلقي معاني جديدة للقرآن الكريم ولو بالإلهام والإلقاء في الرّوع أو بإلقاء الفكرة في الذهن عند التأمّل. وهذا أمرٌ يقبل به الجميع، لكن لا بمعنى أنّ غير الطاهر لا يفهم شيئاً منه، بل بمعنى أنّ بعض أعماقه تحتاج إلى صفاء روحي لكي يتفاعل الإنسان معه، فيلتفت إلى الأسرار التي فيه. وهذا المفهوم ليس حكراً على العرفاء كما هو واضح، بل يكاد يكون متفقاً عليه بين المسلمين بمذاهبهم ومشاربهم. وعليه فالآية ـ وفقاً لتفسير الطباطبائي ـ تفيد العلم بالقرآن، أمّا كيف؟ فلا تحكي عن ذلك، فقد يكون حصوليّاً وقد يكون بالشعور والوجدان وعيش القرآن الكريم بالروح لكن من دون المعاني العرفانية الخاصّة، وهذا كلّه يفي بالجانب المجازي من كلمة (المسّ).

 

ثانياً: هناك وجهة نظر في تفسير هذه الآية، ذكرها بعضهم ـ وأشار لذلك العلامة نفسه ـ لا بأس بالتأمل فيها (ولا أجزم بكونها صحيحة، لكنّها إذا كانت محتملةً احتمالاً قويّاً أوجب ذلك الإجمال في الآية، ولم يتم الاستدلال بها لا على رأي العلامة ولا غيره)، وهي أنّ هذه الآيات جاءت للردّ على الكافرين المشكّكين بصدقيّة القرآن الكريم، حيث أقسم الله بمواقع النجوم بأنّ هذا القرآن كتابٌ كريم شريف منزّه عن النقائص، وأنّه مأخوذ من مصدر رفيع محفوظ لا يتلاعب به، وهو اللوح المحفوظ والكتاب المكنون وأمّ الكتاب، وأنّ هذا القرآن ليس من اختراع النبي بل هو ممّا له مصدر موثوق، ولهذا قال بأنّه لا يصل إليه إلا المطهّرون، وقد فسّرها العلماء بالملائكة، في تعبيرٍ دالّ عن أنّ الملائكة في الوعي العربي مطهّرون منزّهون لا يتلاعبون ولا يزوّرون، فهم المسؤولون عن الوحي، ولهذا أعقبت الآية الكريمة بقولها: (أفبهذا الحديث أنتم مدهنون) أي مكذّبون، فلا يحقّ لكم التكذيب به؛ لأنّه من مصدرٍ رفيع، أي علم الله تعالى، وهو محفوظٌ عن تلاعب أيّ أحد، ولا يمسّه أو يصل إليه إلا الملائكة المعروفون بالطهارة في الثقافة العربيّة وفي الإسلام أيضاً، ولهذا عبّر بالمسّ؛ لأنه يريد أن يقول: لا يصل إليه أحدٌ حتى يحرّفه أو يتلاعب به أو يكذب فيه، بما في ذلك النبي محمّد، بل هو بيد الملائكة الذين يمسّونه ويحفظونه، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وبناءً على هذا التفسير لا علاقة للآيات كلّياً بما ذكره العلامة الطباطبائي، وتكون اللام في (المطهرون) لام العهد، وليست لام الجمع المحلّى الدال على الاستغراق، حتى يقول العلامة بأنّ ذلك تخصيص لو ربطناها بالملائكة خاصّة. ولعل ما يضعّف كلام العلامة هو أنّ المسّ في اللغة لا يأتي بمعنى العلم إلا بضربٍ شديد من المجاز، فناسب أن يُقصد منه وضع اليد والاتصال والوصول إليه، فهذا مثل قولك: إنّ الكنز موجودٌ في الخزينة لا يمسّه إلا زيد الأمين عليه، إلا إذا قيل بأنّه قصد العلم الحضوري فيناسبه التعبير بالمسّ؛ لأنّ فيه تمام الالتصاق.

 

ثالثاً: من الممكن أن يكون المعنى هو أنّه لا يُسمح لأحد أن يمسّه، إلا إذا كان من المطهّرين، وبهذا لا معنى للتكذيب به ودعوى عدم أمانته عن الله تعالى، لكنّه لا يدلّ على أنّ كل المطهّرين قد مسّوه فعلاً، وإلا لزم أن يكون جميع الأنبياء والملائكة على علم بجميع القرآن الكريم، ولا أظنّ القائل بهذا القول يلتزم بهذا الالتزام مع قوله بعصمة جميع الأنبياء. فلاحظ جيّداً. والنتيجة: إنّ الآية تفيد أنّ القرآن لا ينبغي لكم التكذيب به؛ والسبب هو أنّه في لوح محفوظ في كتاب مكنون ولا تصل إليه يد غير الملائكة كي تتلاعب به، أو لا تصل إليه يد غير المطهّرين كي تتلاعب به، أمّا أنّ كلّ الملائكة وصلت أيديهم إليه أو كلّ المطهّرين كذلك، أو أنّ الوصول إليه كان بالعلم الحضوري أو الحصولي، فهذا لا تفيده الآية الكريمة.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 35858982       عدد زيارات اليوم : 2341