• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
23 ما هو مبرّر قول الفلاسفة: (لو كان كل شيء لابد له من شيء يوجد منه لما وجد شيء)؟ 2014-05-12 0 1395

ما هو مبرّر قول الفلاسفة: (لو كان كل شيء لابد له من شيء يوجد منه لما وجد شيء)؟

السؤال: هل يمكن أن توضحوا لنا الفكرة التي يذكرها الفلاسفة، والتي تقول: لو كان كلّ شيء لابدّ أن يوجد من شيء، فلم يكن ليوجد شيء. فما معنى هذا الكلام؟ وما هو وجه منطقيّته؟ (وسام، ألمانيا).

الجواب: هذه الفكرة يمكنكم أن تقلبوا تصوّركم لها فسترون أنّها من الأمور الواضحة، وسبب وضوحها أنّك أخذت كلمة (شيء) فيها. لنأخذ الشيء (أ)، ونقول: لابدّ لهذا الشيء من أن يوجد من شيء، فهذا معناه أنّه لن توجد (أ) إلا بعد وجود (ب) مثلاً، ولنعطف النظر مرّةً أخرى على (ب)، ونطبّق عليها القاعدة نفسها، لأنّ (ب) شيء أيضاً، ستكون النتيجة أنّ (ب) لن توجد إلا إذا وجد شيء آخر سفترض أن توجد (ب) منه، ولنسمّه (ج)، فحتى الآن لم توجد (أ) ولا (ب) ونحن بانتظار وجود (ج). حسناً لو أخذنا أيضاً (ج)، وقلنا متى ستوجد؟ فسيكون الجواب: لن تحظى (ج) بالوجود إلا مع وجود (د)؛ لأنّ كل شيء (ومنه ج) لا يوجد إلا من شيء، وهكذا لن تكون (ج) موجودة إلا بعد فرض وجود (د)، ونفس الأمر نطبّقه على (د)، وهكذا إلى ما لا يتناهى. وهذا معناه أن (أ، ب، ج، د، هـ…) لن يكون لها وجود إلا بعد وجود الشيء الذي هو علّة لها، وهذا الذي هو علّة لها هو أيضاً شيء، فلابدّ من فرض عدم وجوده إلا أن يوجد ما فوقه، فلا تنتهي السلسلة، وبهذا لن يوجد الجميع؛ لأن أيّ واحدٍ تضع يدك عليه ستقول: لن يوجد إلا من شيء فوقه، فوجوده منتظرٌ لوجود ما فوقه، وتأخذ ما فوقه وتقول نفس الشيء، فإذا لم يكن هناك شيء في الفوق لا تشمله هذه القاعدة فسوف تبقى كلّ حلقات هذه السلسلة تنتظر وجودها، فلابد من فرض شيء في الأعلى نستطيع أن نقول في حقّه أنّه يوجد بدون شيء فوقه، وإذا فرضنا هذا الأعلى الذي يوجد بدون شيء فوقه فسوف تبطل هذه القاعدة؛ لأننا حصلنا على شيء وُجِدَ لا من شيء فوقه. ولهذا قال الفلاسفة بأنّ فرض احتياج كلّ شيء وكلّ موجود إلى علّة فرضٌ يساوي عدم إمكان وجود شيء، فإنّ أيّ شيء تضع يدك عليه ستقول: لن يوجد إلا بوجود علّته، وهكذا نتصاعد إلى ما لا نهاية، وحيث لم نحسم شيئاً تأكّدنا من وجوده بدون تعليق وجوده على شيء فوقه، فإنّ الجملة التي ستحكمنا هي: (لن يوجد إلا بوجود الشيء الذي فوقه).
خذ مثالاً: لو قال زيد: لن أدخل الدار إلا إذا دخلها عمرو، وقال عمرو: لن أدخل الدار إلا إذا دخلها بكر، وقال بكر: لن أدخل الدار إلا إذا دخلها خالد، وقال خالد: لن أدخل الدار إلا إذا دخلها سعيد، وقال سعيد: لن أدخل الدار إلا إذا دخلها جميل، وكلّما أخذنا شخصاً فسنجده يقول نفس الكلام، فهل سيدخل أحدٌ الدار؟ الجواب: كلا؛ لأنّ كلّ شخص فرضناه سيدخل الدار، سوف يعلّق دخوله على آخر، وحيث لا تنتهي السلسلة فلن يدخل أحد.
هذه هي خلاصة فكرتهم، ومن هنا غيّر بعضهم في صياغة القاعدة، وقالوا: كلّ ممكن الوجود لابد من أن يوجد من شيءٍ فوقه، بتغيير كلمة (شيء) إلى كلمة (ممكن)، وبهذه الطريقة لم يفرضوا حاجة كلّ شيء وكلّ موجود إلى علّة، بل فرضوا حاجة كلّ ممكن إلى علّة، فأخرجوا واجب الوجوب من القاعدة، وبهذا تحقّق وجود طرف أعلى لم يحتج لما فوقه لكي يوجد، فانقطعت السلسلة وتحقّق. وهذا البحث عندهم يطرح بوصفه نقاشاً حول الصياغة الدقيقة لقانون العليّة.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36841878       عدد زيارات اليوم : 2073