السؤال: ما حكم التعامل مع الجن، أو أشخاص يتعاملون بالجنّ لغرض لا يضرّ أحداً، بل يساعد على زواج شخصين يسعيان للزواج، ولكنّ رفض الأهل يقف عثرةً دون زواجهما؟ هل يجوز التعامل مع الجنّ في هذه الحالة؟
الجواب: بصرف النظر عن موضوع هل هذه الأمور واقعيّة، بمعنى حصول فعلي معها لتسخير الجنّ ونحو ذلك، ولم تكن مجرّد كلام لا واقعيّة ولا تأثير له أساساً؟ فإنّ الفقه الإسلامي منقسمٌ في وجهات النظر هنا وأهمّها:
أ ـ وجهة النظر القائلة بأنّ هذا ـ أي تسخير الجنّ أو الملائكة وتحضير الأرواح (وبعضهم اعتبر أنّ ما يسمّى بتحضير الأرواح ليس سوى تسخيراً للجنّ في الحقيقة) حرام مطلقاً، وقد استند بعض الفقهاء في ذلك إلى إلحاقه بالسحر بحيث عدّوه منه. والقول بالحرمة هو ما ذهب إليه أمثال السيد الخميني والسيد الكلبايكاني، واعتبره السيد كاظم الحائري خلاف الاحتياط على حدّ تعبيره.
ب ـ وجهة النظر القائلة بأنّ هذه الأمور لا تحرم بنفسها، وإنّما تكون الحرمة لو كانت موجبةً لأذيّة أو ضرر من لا يجوز إلحاق الضرر أو الأذيّة به شرعاً (ومنه عندهم أذية نفس الأرواح المؤمنة المحضَرَة لو حصلت هذه الأذيّة)، وهذا ما مال إليه أمثال السيد الخوئي، والشيخ التبريزي، والسيد محسن الحكيم، والسيد محمد باقر الصدر، والشيخ الوحيد الخراساني، والسيد علي السيستاني، والسيد محمد حسين فضل الله، والسيد محمد صادق الروحاني، والشيخ إسحاق الفياض، والسيد محمود الهاشمي وغيرهم.
ج ـ ما ذهب إليه الشيخ يوسف الصانعي، من أنّه إذا كان ذلك نافعاً وعقلائيّاً فهو حلال وإلا فهو حرام، وفرقه عن الرأي الثاني أنّ الثاني يثبت الحليّة ما لم نحرز وجود ضرر، فيما الثالث يثبت الحرمة إلا إذا أحرزنا وجود منفعة وعقلائيّة في العمل، وكلامه يشمل السحر نفسه أيضاً.
هذا، وعلّق بعض الفقهاء الموقف، مثل السيد محمد سعيد الحكيم الذي قال بأنّه لو كان التحضير عبر السحر حرم وإلا فلا، كما أنّ السيد علي الخامنئي اعتبر أنّ حكم التحضير يختلف باختلاف الموارد والوسائل والأغراض، فبعضها يحرم وبعضها لا يحرم.
هذا كلّه في أصل إحضارها أو تسخيرها، أمّا لو كان هذا العمل المسمّى بتسخير الجنّ أو أيّ شيء آخر يستخدم للتأثير في الإنسان الآخر بحيث يحبّبه أو يبغّضه أو يغلب على سمعه أو بصره فهو حرام عند غير واحد من الفقهاء وداخلٌ في السحر. ولابدّ من الرجوع إلى كلّ فقيه لتحديد مساحات السحر عنده؛ لأنّ الفقهاء اختلفوا اختلافاً كبيراً في حقيقة السحر وملحقاته بما لا يسع المجال لبيانه هنا، فبعض من قال بحليّة التسخير في نفسه قال بحرمة ما يسمّى بـ (الكتابة)، مثل العلامة فضل الله. والسيد الخوئي علّق حكم الكتابة على أنّها إن كانت من قبيل السحر فتحرم، فأصل التسخير أو الإحضار أو التعامل مع الجنّ شيء، وعملية استخدامه في التأثير على شخص آخر عبر هذا السبيل شيء آخر عند بعض الفقهاء، وكلّ مكلّف عليه أن يرجع إلى من يراه مرجعاً له من الفقهاء في هذه المسألة.
ماحكم تسخير الجن لاستخراج الكنوز من باطن الارض دون ايذاء أحد؟
هل للكتبة والسحر صحة بحسب الفقه الشيعي؟ أرجو أن تبينوا ولكم جزيل الشكر
السلام عليكم
هل يجوز تحضير الجن لحل مشكلة السحر او مس الجن؟