السؤال: ما هو رأي سماحتكم بالوشم، حيث انتشر مؤخّراً الوشم على الجلد بآلة خاصّة لهذا الغرض؟
الجواب: الوشم ـ بمعنى الوخز بالأبر ونحوها لإدخال مادّة معينة تحت الجلد بحيث تبقى وتظهر من فوق الجلد وإن كانت هي تحته، إمّا لغرض لهوي أو جمالي أو موضة سائدة أو لإخفاء حروقٍ ونحوها ـ جائزٌ في حدّ نفسه، للرجال والنساء، نعم قد تكون فيه مشكلة تدليس لو قامت به النساء قبل الزواج بقصد الظهور غير الواقعي أمام الرجل الخاطب، كما أنّ إظهار المرأة للوشم الذي يشكّل زينةً أمام الأجنبي فيه مشكلة أخرى كما هو واضح. وقد وردت روايات آحادية بطرق الشيعة والسنّة وهي قليلة العدد وبعضها ضعيف السند (وما في مصادر الإماميّة ضعيف السند) في ذمّ الوشم للنساء ولعن المرأة الواشمة والمستوشمة، وهي لو ثبتت يُفهم منها أو يتيقّن من ظهورها ـ بقرينة سائر الروايات ـ أنّه الوشم الذي يكون بقصد التبرّج أمام الأجنبي أو بقصد التدليس، لا الوشم في حدّ نفسه، لاسيما وأنّ الوشم قديماً وبين العرب كان في الغالب للوجه واليدين ونحوها مما يظهر عادةً للأجانب، فلا يحرز الإطلاق هنا، مع احتمال انصراف اللفظ للحالة الغالبة، خاصّة مع بنائنا على كون القرينة التاريخية لها تأثير في الإطلاق كما حقّقناه مفصلاً في كتاب (حجية السنة في الفكر الإسلامي) في فصل الحديث عن تاريخيّة السنة، ولهذا نجد أنّ كلمات قدامى فقهاء أهل السنة ورد فيها الإشارة إلى الوجه واليدين لغلبة الوشم في هذه الأعضاء الظاهرة للغير عادةً.
وهذا الوشم ما دام تحت الجلد لا يشكّل حاجباً في الوضوء والغسل مهما كان كثيراً، بل لو كان الإنسان على وضوء جاز له الوشم بأسماء الجلالة وأسماء الأنبياء أيضاً، وإن احتاط في ذلك مطلقاً مثل السيد محمد رضا الكلبايكاني، والاحتياط حسنُ وله وجهٌ.
ويبدو من أنواع الوشم مؤخراً ما يتعارف اليوم عند النساء وبعض الرجال (التاتو)، فإذا كان ضمن القيدين المذكورين ـ ترك الغش والتدليس، وترك التبرّج بزينة في مواقع الظهور أمام الأجانب ـ فهو جائز، كما أنّه إذا كان تحت الجلد لا يوجب بطلان الوضوء أو الغسل، نعم ما كان منه فوق الجلد بحيث يشكّل حاجباً عن وصول الماء إلى البشرة فهو ممنوع، ويلزم رفعه مع الإمكان، ضمن البيان الذي سبق أن ذكرناه في مسألة الحاجب في الطهارة.
هذا على المستوى الفقهي، أما على المستوى الاجتماعي والسلوكي، فالوشم مثل أيّ ظاهرة يمارسها الناس في أجسامهم ينبغي أن تخضع للعقلانية والأخلاقيّة في التعامل معها، فليس كلّ (موضة) تظهر علينا اللهث وراءها، لاسيما لو كان في هذا الأمر صرف المال الكثير أو إيجاب ضرر الجسم في بعض الحالات، كما ومن الضروري أن يكون ما يشم الإنسان به نفسه ممّا يحمل أخلاقيّة الإنسان وتديّنه وانضباطه الشرعي والاجتماعي، فلا يضع وشماً بشكل امرأة عارية أو رجلٍ عارٍ أو بكلام بذيء أو غير أخلاقي أو يخدش الحياء العام أو نحو ذلك، كما يفعل بعض الناس، بحيث يُظهره للآخرين عادةً، ما عدا ما يكون جائزاً بين الرجل وزوجته، كما فيما تضعه بعض النسوة لأزواجهنّ وبعضه يكون مؤقتاً.
ماذا عن حديث لعن الله للواشم والموشوم ؟؟؟ ارجو الاجابه
السلام عليكم
لقد تضمن الجواب ما اشرتم اليه حيث جاء الحديث عن الروايات الواردة في اللعن
شكرًا
هل الوشم للرجال حرام
السلام عليكم
في بعض ما قرأت ادخل بعض المفتين الوشم في تغيير خلق الله. ما رأيكم في ذلك؟
جزاك الله خيراً