• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
33 ما هو المراد من (الملكوت) في الكتاب والسنّة؟ وما العلاقة بينه وبين المصطلح الفلسفي؟ 2014-05-12 0 2343

ما هو المراد من (الملكوت) في الكتاب والسنّة؟ وما العلاقة بينه وبين المصطلح الفلسفي؟

السؤال: يفسّر الملكوت الوارد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة على أنّه باطن العالم، وأنّ هناك ملكاً وملكوتاً، وقد رأيت هذا التفسير في الكثير من كلمات المفسّرين والفلاسفة والعرفاء، وأيضاً علماء الكلام، ويمكن أن يراجع قوله تعالى: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت كلّ السماوات والأرض)، فما معنى الملكوت الذي هو باطن العالم؟ وكيف ترتبط هذه الفكرة بالقضايا العقائديّة والفلسفيّة الأخرى؟ (سامح، لبنان).

الجواب: إنّ دعوى أنّ الملكوت الوارد في القرآن هو باطن العالم وما أشبه ذلك، تعبّر ـ من وجهة نظري المتواضعة ـ عن إسقاط المصطلح الفلسفي والعرفاني على اللغة العربية، ولا علاقة لهذه الكلمة بهذا المعنى بحسب ورودها في القرآن الكريم؛ لأنّ العرب لم تطلق الكلمة على باطن العالم كما اصطلحه الفلاسفة والعرفاء والمتصوّفة فيما بعد، وهذه من المشاكل العظيمة في إسقاط المصطلح الحادث على المعنى اللغوي، فالملكوت في اللغة يعني الملك بعينه وليس شيئاً آخر، فملكوت زيد يعني ملكه وعزّه، ولا فرق بين الكلمتين، ونصوص اللغويين تشهد على ذلك، ولا أقلّ من عدم وجود شهادة لغوية بالتفسير الصوفي لهذه الكلمة:
قال الجوهري: (الملكوت من الملك، كالرهبوت من الرهبة. يقال: له ملكوت العراق وملكوة العراق أيضاً، مثال الترقوة: وهو الملك والعز. فهو مليك، وملك وملك، مثل فخذ وفخذ، كأنّ الملك مخفّف من ملك، والملك مقصور من مالك أو مليك. والجمع الملوك والأملاك، والاسم الملك، والموضع مملكة) (صحاح اللغة 4: 1610). وقال ابن منظور: (والملك: معروف، وهو يذكّر ويؤنث كالسلطان، وملك الله تعالى وملكوته: سلطانه وعظمته. ولفلان ملكوت العراق أي عزّه وسلطانه وملكه، عن اللحياني، والملكوت من الملك كالرهبوت من الرهبة، ويقال للملكوت ملكوة، يقال: له ملكوت العراق وملكوة العراق أيضاً مثال الترقوة، وهو الملك والعز) (لسان العرب 10: 492). وقال أيضاً: (وقوله تعالى: ملكوت كل شيء، أي القدرة على كلّ شيء، وإليه ترجعون، أي يبعثكم بعد موتكم. ويقال: ما لفلان مولى ملاكة دون الله أي لم يملكه إلا الله تعالى) (لسان العرب 10: 492). وكلّ من راجع كتب العربية يعرف أنّ ملكوت هي قراءة في ملك، وليس لها أيّ ارتباط بجانب باطن الأشياء.
وقال الشيخ أبو جعفر الطوسي: (قيل في معنى الملكوت أقوال: قال الزجاج، والفراء والبلخي والجبائي والطبري، وهو قول عكرمة: إنّ الملكوت بمنزلة الملك غير أنّ هذه اللفظة أبلغ من الملك، لأنّ الواو والتاء يزادان للمبالغة. ومثل الملكوت الرغبوت والرهبوت ووزنه (فعلوت)، وفى المثل (رهبوت خير من رغبوت)، ومن روى (رهبوتي خير من رحموتي)، معناه أن يكون له هيبة يرهب بها خير من أن يرحم. وقال مجاهد: (ملكوت السماوات والأرض) ملكهما بالنبطية. وقال الضحاك: يعني خلقهما، وبه قال ابن عباس، وقتادة. وروي عن مجاهد أيضاً أنّ معناه آيات السماوات والأرض. وروي عن مجاهد وابن عباس أيضاً أنه أراد بذلك ما أخبر الله عنه أنّه أراه من النجوم والشمس والقمر، حين خرج من المغارة، وبه قال قتادة. وقال الجبائي: المعنى إنّا كنّا نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض والحوادث الدالّة على أنّ الله مالك لها، ولكل شيء بنفسه، لا يملكه سواه، فأجرى الملكوت على المملوك الذي هو في السماوات والأرض معاً) (تفسير التبيان 4: 176 ـ 177؛ وانظر: الطبرسي، مجمع البيان 4: 90).
فلا تعرف العربية التي نزل بها الكتاب وجاءت بها السنّة شيئاً من هذه المعاني التي قام بعض الفلاسفة والعرفاء والمتصوّفة والمتكلّمون فيما بعد بإسقاطها على الآيات والروايات، وقد نبّه العلماء إلى هذه المشكلة العويصة في فهم النصوص الدينية، من حيث إنّه قد ينساق إلى الذهن المعنى المصطلح، فيما تريد النصوص القديمة المعنى اللغوي، فنقع في الإسقاط المخلّ بدلالات النصوص، وفي هذا يقول الإمام الخميني ـ رحمه الله ـ متحدّثاً عن العلوم التي تهمّ عملية الاستنباط: «ومنها: الأنس بالمحاورات العرفية وفهم الموضوعات العرفية، مما جرت محاورة الكتاب والسنّة على طبقها، والاحتراز عن الخلط بين دقائق العلوم والعقليات الرقيقة وبين المعاني العرفية العادية؛ فإنه كثيراً ما يقع الخطأ لأجله، كما يتفق كثيراً لبعض المشتغلين بدقائق العلوم ـ حتى أصول الفقه بالمعنى الرائج في أعصارنا ـ الخلط بين المعاني العرفية السوقية الرائجة بين أهل المحاورة المبنيّ عليها الكتاب والسنّة، والدقائق الخارجة عن فهم العرف. بل قد يوقع الخلط لبعضهم بين الاصطلاحات الرائجة في العلوم الفلسفية أو الأدق منها، وبين المعاني العرفية، في خلاف الواقع لأجله» (انظر له: الاجتهاد والتقليد: 9 ـ 10).

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36830928       عدد زيارات اليوم : 11214