السؤال: ما هو الفرق بين المسلم والإسلامي والإسلاموي؟ (علي).
الجواب: المسلم هو من نطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله قاصداً بها الانتماء لهذا الدين، سواء كان معتقداً حقّاً بما قاله فيكون ـ إلى جانب كونه مسلماً ـ مؤمناً، أم لم يكن معتقداً بمضمون ما أعلنه، وهذا ما يسمّى في الاصطلاح (المسلم المنافق)، حيث ترتّب الشريعة عليه أحكام الإسلام الظاهريّة.
وأمّا (الإسلامي)، فقد استخدم في الثقافة الإسلاميّة القديمة بمعنى المسلم تماماً كما جاء في كتاب أبي الحسن الأشعري (مقالات الإسلاميين)، أي مقالات مذاهب المسلمين وفرقهم واتجاهاتهم، لكنّ هذا التعبير أخذ معاني أخَر في القرنين الأخيرين: أحدها ما تمّ تداوله في الغرب منذ القرن التاسع عشر، حيث بات يعني: المستشرقَ المعنيَّ بدراسة الإسلاميات. وثانيها: ما بات يعرف اليوم في الاصطلاح الخاصّ ـ وذلك بنحو المواضعة لا بنحو الاستنباط من النصّ، فهي تسمية غير نصيّة وإنّما بشريّة ـ حيث يقصد به الشخص (السياسي أو المفكّر) الذي يعمل أو ينادي بتطبيق الشريعة أو يعتبر الدين مرجعاً في العمل السياسي أو هدفاً، أو أنّه يرفض العلمانية التي تعني فصل الدين عن الدولة، ممّا يجعل مصطلح (الإسلامي) مرتبطاً جدّاً بمصطلح (الإسلام السياسي). نعم إذا قسنا المصطلح إلى الأفكار لا إلى الأشخاص فهو يعني أنّنا ننسب فكرةً أو مقولةً ما إلى الإسلام نفسه، فنقول: الشرع الإسلامي أو القصاص الإسلامي أو المعتقد الإسلامي وهكذا.
وأمّا الإسلاموي، فهذه الصيغة تستخدم اليوم كثيراً في قصد نسبة شخص للإسلام بطريقة يقصد منها القائل الاستخفاف بهذه النسبة أو تنزيه الإسلام عنها، فتقول: فلان إسلاموي، أي يتشدّق بالانتساب للمشروع الإسلامي ويزعم أنّه إسلامي، وأنّ لديه مشروعاً إسلاميّاً، وتقصد بذلك النقد له في زعمه هذا، وأنّه زعم خاوٍ، بمعنى أنّه لا يملك ما يدّعيه إمّا لنقصٍ فيه فتكونَ منزِّهاً للإسلام عنه، أو لعدم وجود مشروع إسلامي سياسي دنيوي من الأصل حتى ينتسب الإنسان له، على أساس أنّ الإسلام السياسي مقولة وهميّة مزيّفة من وجهة نظر الكثير من مستخدمي هذا المصطلح.