السؤال: مرّ معي هذان المصطلحان فما هو الفرق بين (آيات الأحكام) و(أحكام الآيات)؟ (قاسم).
الجواب: آيات الأحكام هي تلك الآيات الموجودة في القرآن الكريم، والتي يُترقّب أن يكون لها دلالة على موقفٍ عمليّ للمكلّفين، وبعبارة أخرى هي الآيات التي تتحدّث بشكل أو بآخر عن قضيّة شرعية أو قانونية في الإسلام، فهي لا تشمل تمام آيات القرآن الكريم، وإنما خصوص تلك الآيات التي لها بُعد دلالي عمليّ، والمشهور أنّها قريب من خمسماءة آية، وإن كان الأصحّ أنّها أكثر من ذلك.
أما أحكام الآيات فهي مجموعة من الأحكام الفقهيّة التي تتعلّق بالتعامل:
أ ـ إمّا مع مجموع الآيات القرآنية (أو المصحف الشريف) بلا تمييز بينها، كحرمة مسّها بغير طهور، أو حرمة إهانتها وهتكها، أو حكم بيع المصحف مطلقاً، أو حكم بيعه لغير المسلم.
ب ـ أو مع بعض الآيات كوجوب السجدة لسماع أو قراءة آيات السجدة، أو وجوب قراءة البسملة وغير ذلك.
وعليه، فلا علاقة لمفهوم «آيات الأحكام» الذي يتخذه الفقيه مصدراً في الاجتهاد الفقهي، بـ «أحكام الآيات» الذي يجعل الآيات ـ كلاً أو بعضاً ـ موضوعاً لتكليفٍ شرعيّ لا يختصّ مجاله بالفقيه، بل يشمل مطلق المكلّفين.
كما أنّ عنوان «أحكام القرآن» قد يطلق على المعنيين معاً، أي آيات الأحكام وأحكام الآيات، فليتنبّه لهذا الأمر.