• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
43 ما هو الخطاب الديني الناجع اليوم لشباب المدارس الأكاديميّة؟ 2014-05-12 0 1571

ما هو الخطاب الديني الناجع اليوم لشباب المدارس الأكاديميّة؟

السؤال: ما هو الخطاب الناجح الناجع في رأي الإسلام اليوم والذي يمكن اعتماده مع شباب المدارس الأكاديميّة في العراق من وجة نظركم المحترمة، لاسيما في ظلّ هذا اﻻنفتاح العالمي لكلّ أنواع الثقافات الوافدة؟ (رشيد الرفاعي، العراق).

الجواب: ما أعتقد اليوم أنّه من الضروري التركيز عليه في خطابنا الديني للجيل الشاب أمور كثيرة أوجزها بعضها:

1 ـ تسليط الضوء على الحقوق أكثر من التركيز على الواجبات، بغية تطمين العنصر الشاب بأنّه سيجد حقوقه في ظلّ القيم الدينية، ممّا يفسح في المجال لدفعه نحو القيام بالواجبات، بدل خلق حاجز نفسي بيننا وبينه عبر التركيز على الواجبات وإخفاء الحقوق، بما يشعره أنّه سيجد حقوقه في الفكر الغربي.

2 ـ نشر ثقافة التسامح والتعذير والحمل على الأحسن، وعدم الاستعجال في التأييد والنقد لأيّ شيء.

3 ـ اعتماد أسلوب الحوار الهادئ والابتعاد قدر الإمكان عن ثقافة العنف في الخطاب.

4 ـ إعطاء الشباب فرصاً حقيقيّة للاستفهام والتساؤل والنقد، وعدم التكبّر على أسئلتهم أو قمعها أو إصدار أحكام عنفيّة عليها، لاسيما عند عجزنا عن تقديم أجوبة، فالعادة جرت على استخدام العنف عند العجز عن الإقناع.

5 ـ الاعتراف بعناصر الضعف والنقص الموجودة عندنا، بطريقة لا تسقط قيمة خطابنا، وفي الوقت عينه لا تظهرنا معاندين، فإنّ هذا سوف يعطي خطابنا مصداقيّة حقيقيّة وسيصبح قولنا أكثر تصديقاً من قبل الآخرين، لأنّ ننصف فيه الآخر فنذكر نقاط قوّته، ونعترف فيه بعناصر ضعفنا، وهذا معناه أنّنا لا نخشى هذين الأمرين معاً، الأمر الذي يقلّل عند الآخرين من احتمالنا كذبنا وتحايلنا هنا وهناك عبر خطاب أيديولوجي زائف.

6 ـ السعي لتفتيت مختلف حالات التعصّب أو الطائفيّة أو المذهبيّة التي تقوم على الحقد التاريخي وتثوير الصراعات الدفينة بطريقة سلبيّة، وتكريس ثقافة التواصل دون التقاطع، والتحاور دون التخاصم.

7 ـ خلق الوعي المستقبلي للشباب للاهتمام بقضايا النهوض بالأوطان بدل الانغلاق على (اللاوعي) التاريخي، والسعي لتوظيف التاريخ في بناء الحاضر والمستقبل (مثال المناسبات الدينية من حيث إمكانية تحويلها إلى فرص نهضويّة، بدل أن تكون عناصر انغلاق مجتمعي).

8 ـ محاولة خنق الموضوعات التكراريّة التي تسعى لبقائنا في مستنقعات الماضي، واستبدالها بموضوعات محلّ حاجة اليوم، مثل الدعوة إلى مفاهيم العلم، والتقدّم، واحترام الآخر، ورعاية الوقت والمحافظة عليه، والعمل، والمشاركة، والنظافة، والتنظيم، والقانون، والآداب الاجتماعيّة، والفنّ الراقي، والمحبّة، والمطالبة بالحقّ، والجهاد والدفاع، وبناء الذات، والأمل والرجاء، والتفاخر بالتاريخ المجيد، و… وتثوير النصوص الدينية والتراثية التي تساعد على تقوية هذه الموضوعات في حياتنا العامّة والخاصّة.

9 ـ تقديم الدين بوصفه ضمانة لسلامة المجتمع وقيامته الأخلاقيّة وتحصين بُنيته الداخليّة، بدل تصويره من قبل غيرنا أو من قبلنا ـ من حيث نشعر أو لا نشعر ـ على أنّه عامل تفتيت للأوطان، وتمزيق اللحمة الدينية والإسلاميّة والعرقيّة والقومية واللغويّة والوطنيّة وغير ذلك.

10 ـ الاهتمام أكثر ببناء جمعيّات ومؤسّسات المجتمع المدني التي تؤمن بالقيم الدينية، كالمدارس والجامعات والمعاهد ودور الأيتام، والمؤسّسات الخدميّة والترفيهيّة، ليكون الشباب في ظلّها، ودعوتهم ليبنوا مستقبلهم عبر مثل هذه المؤسّسات التي يمكن أن تشكل بيئة صحّية حاضنة لهم، بدل أن يزجّوا أنفسهم من حيث لا يشعرون في بيئة معادية للدين. وفي هذا السياق الدعوة للمشاركة في المناسبات الدينية فإنّها مهما كانت شكليّة لكن يظلّ لها وقع الانتماء العميق للتراث، والنافع في مواجهة ظاهرة الانصهار بالآخر.

11 ـ تقديم الدين بوصفه حلولاً للأزمات النفسية والروحيّة التي يعيشها شبابنا، لاسيما في عصر المادّة والماديات الذي نعيش، وبلورة خطاب ديني معنيّ جدّاً بمثل هذه الأمور، وهذا ما يدفع للتركيز على الخطاب الأخلاقي والوعظي والروحي.

وأخيراً: إنّنا ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي قد نكون مررنا ـ على مستوى الشباب في غير بلد إسلامي ـ في ثلاث مراحل:

أ ـ مرحلة الإقبال على الدين.
ب ـ ثم مرحلة الإعراض عن الدين.
ج ـ ثم مرحلة مواجهة الدين ومحاربته.

نحن بحاجة لخطاب يفتت حالة محاربة الدين من قبل بعض الشباب ليبلغ بهم مرحلة الإعراض عن الدين، ثم يفتت حالة الإعراض ليبلغ بهم مرحلة الإقبال، ذلك كلّه مع الحفاظ على الثوابت الدينيّة. ويظلّ سلوكنا ـ قبل خطابنا ـ رسالةً مؤثرة في المجتمع والجيل الشاب، وقد جاء في الحديث الصحيح المعتبر، عن أبي أسامة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار، وكونوا دعاةً إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، وعليكم بطول الركوع والسجود، فإنّ أحدكم إذا طال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله أطاع وعصيت وسجد وأبيت) (الكافي 2: 77؛ والمحاسن 1: 18)، وفي صحيحة ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإنّ ذلك داعية) (الكافي 2: 78، 105).

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36821410       عدد زيارات اليوم : 1688