السؤال: أستاذنا العزيز، ما هي قراءتكم للحديث النبوي الشريف أنه قال ـ صلى الله عليه وآله ـ: البرص والجذام لا يبلي الله به مؤمناً؟ مع الشكر. (أحمد غازي).
الجواب: مثل هذه النصوص يحملها العلماء عادةً على الحالة الغالبة، إذا كانت معتبرةً من الناحية الصدوريّة، وإلا فهم لا يلتزمون بها حرفيّاً من الناحية الفقهيّة، فلو كان هناك إنسان مصابٌ بالبرص أو الجذام فإنّهم لا يحكمون بعدم إيمانه ولا يرتّبون الأثر على ذلك، ولو رتّب الأثر على ذلك لتناقلت النصوص هذا الأمر، فالمرأة يمكن فسخ عقد نكاحها بعيوب النكاح التي منها البرص والجذام كما هو المعروف، ولم يرتّب أحدٌ أو يسأل أحدٌ عن حكم إيمانها وعدمه، ممّا يدلّ على أنّ هذا الأمر ليس بنحو القاعدة العامّة، ولو كان كذلك لبلغنا من نصوص المتشرّعة ما يفيد هذا الأمر ولاشتهر في حقّ بعض الأمراض وأنّها لا تصيب غير المؤمن. كما أنّ هناك العديد من النصوص التي تتحدّث عن أشياء توجب البرص مثل الأكل على الشبع، والوضوء أو الغسل بالماء المسخّن بالشمس، والتدلّك بالخزف، والأكل على الجنابة، وغشيان المرأة في حيضها وغير ذلك مما ظاهره أنّ هذه الأشياء توجب مثل هذه الآثار بصرف النظر عن الإيمان، ولو كان الإيمان مؤثراً لبيّن هذا الأمر في واحد من هذه النصوص على الأقلّ. وكذلك الحال في نصوص الجذام الكثيرة.
هذا كلّه، لو أردنا البقاء مع النصّ، وأمّا لو أريد عرض هذا الأمر على الطبّ والعلوم الحديثة، فقد تكون هناك نتيجة مختلفة تماماً، من حيث إنّ لهذه الأشياء أسبابها الطبيعية المتعلّقة بالجسم والتي لا علاقة لها باعتقاد البشر، بحيث يفيد الطبّ اليقين بنفي العلاقة لا عدم اليقين بالعلاقة.
هذا، والحديث المذكور أعلاه ضعيف ـ بعد المراجعة ـ من حيث السند.