السؤال: ما هو مقصود الإمام (عليه السلام) بقوله: (كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا)؟ (خنساء شعبان).
الجواب: المراد من هذا الحديث (وهو حديث مرسل ضعيف الإسناد) أنّ النوم المذموم هو النوم الكثير؛ لأنّ كثرة النوم تعني ـ في العادة ـ تكاسل الإنسان عن عمله في الحياة أو تواصله الاجتماعي مع الآخرين أو عن تحصيله العلمي والعملي، ممّا يُذهب بتقدّمه في الحياة ويفضي إلى تراجع أحواله الماديّة والاجتماعيّة، حيث لو استعاض عن هذا الوقت المتلَف بالعمل وخوض غمار الحياة أو غير ذلك لتقدّم في دنياه، ولم يتراجع أو يراوح مكانه. وكثرة النوم أيضاً مذهبة للدين؛ لأنّها توجب ـ في العادة ـ تكاسل الإنسان عن القيام بواجباته الدينية، لاسيما مجال الواجبات الاجتماعية والسياسية، بل وكذلك في الواجبات العبادية التي ستفوته من النوم الكثير حيث ستؤثر على قلبه وروحه وإيمانه، وسيفتقد المناجاة مع الله وإحياء الليل وإقامة الصلاة بأنواعها وقراءة القرآن الكريم، وسيشعر بثقل ذلك على قلبه. من هنا ورد في النصوص وفي تعاليم علماء الأخلاق وهو ما تؤكّده المعطيات الطبيّة الإصرار على أن يعطي الإنسان جسده حقّه من النوم بحيث يقدر بعد ذلك على القيام بما عليه من أعمال ووظائف، وقلّة النوم وكثرته هما طرفا النقيض السلبيين في مسألة النوم، واللذين يعبّران عن إفراط الإنسان وتفريطه في تعاطيه مع هذا الأمر في الحياة.