السؤال: أودّ أن تبيّنوا المقولة التالية، مع جزيل الشكر: «لا أمر لمن لا طاعة له»، هذا حديث ورد عن علي عليه السلام، ما معناه بالضبط؟ (علي موسى).
1 ـ أنّ من لم يكن له الحقّ في أن يُطاع لا أمر له، فعدم وجوب طاعته يسلب عنه حقّ الأمر، فإذا كان هناك شخصٌ لا تجب طاعته؛ لأنّه ليس في منصب الحاكم الشرعي مثلاً، فهذا شخص إذا أمر لا يُطاع فيما يأمر، وهذا هو المقصود من أنّه لا رأي له، أي لا يُعمل برأيه. وعلى هذا التفسير تكون الجملة إنشائيةً في الروح، بقصد بيان أنّه ليس عليكم الائتمار بأمر من لم يجعل الطاعة في أمره عند الله.
2 ـ إنّ هذا يراد منه ضرب المثل للشخص الذي لا ينال مطلوبه؛ لأنّ الآخرين لا يطيعونه، فهو مفترض الطاعة ويجب أخذ رأيه، لكنّ الناس لا تخضع لرأيه ولا لأمره، فيقال في حقّ هذا الشخص بأنّه لا رأي له، أو بأنّه لا أمر له، لأنّ رأيه وأمره كأنّهما لا وجود لهما، فهذا كأنّه من باب نفي حقيقة الشيء مجازاً، كنايةً عن عدم التأثير وعدم الائتمار، وعليه فتكون الجملة خبريّة، وهذا هو الأقرب في تفسير النصّ وفقاً لسياقات تلك الخطبة المعروفة، وهو المشهور بين شرّاح نهج البلاغة أيضاً.
3 ـ لو كانت صيغة الحديث كما نقلتموها أنتم، فيمكن فرض احتمال ثالث، وهو أنّه لا يتسنّم منصب الأمر بين المسلمين شخصٌ غير عادل ولا مطيع لله، ولكنّ هذا المعنى لا ينسجم مع الصيغتين المتداولتين في مصادر الحديث والتاريخ. والله العالم.