السؤال:ما معنى أنّ ضروري الدين كضروريّ العقل؟ (أحمد).
الجواب: يستخدم بعض العلماء هذا التعبير ويقصدون منه أنّه كما أنّ ضروريّات العقل لا تحتاج إلى برهان، فضروريّات الدين لا تحتاج لإقامة الدليل لإثباتها، ومعنى الضروريّ في الدين هو الواضح البيّن نسبته إلى الدين والشرع بحيث لا يحتاج إلى برهانٍ لتأكيد ذلك، فيتشابه الضروريّان في قاسمٍ مشترك، وهو شدّة الوضوح وعدم الحاجة للإثبات، لكنّ ضروريّ العقل يساوي البداهة مطلقاً، فيما ضروريّ الدين يساوي البداهة بالقياس إلى إثبات كونه من الدين لا في نفسه، فقد يكون في نفسه نظريّاً غير بديهي العقل بل يحتاج لاستدلال، والخلاصة: ضروري العقل هو ضروري العقل والدين معاً، أمّا ضروري الدين فهو ضروريّ الدين، وليس بالضروة هو من ضروريّات العقل؛ فوجوب الصلاة بهذه الكيفية من الركعات من ضروريات الدين، لكنّه ليس من ضروريات العقل، بحيث لولا الدين لأدركه العقل بالبداهة مثلاً، أمّا ضروريات العقل ـ مثل استحالة اجتماع النقيضين ـ فهي بالتأكيد مفروضة بداهةً من أساسيّات البناء الديني؛ إذ لولاها لما قام الدين نفسه أيضاً، ومن هنا يقال بأنّ جعل شيء من بديهات العقل يعني أنّه سابق على الدين فلا معنى لاعتباره بديهياً دينيّاً خاصّة؛ لأنّ بداهته أسبق وأوسع من الدين، وكلّ شيء نجعله من ضروريات الدين خاصّة فهذا يعني أنّه ليس من ضروريات العقل لزوماً.