• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
43 ما مدى صحّة الحديث القائل: (ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج)؟ 2014-05-12 0 5459

ما مدى صحّة الحديث القائل: (ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج)؟

السؤال: هناك كلمة نسمعها كثيراً، وخاصّة أيام الحج.. وهي: (ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج)، أليست هذه الكلمة تراجيدية جنائزيّة؟ وإذا كانت رواية فهل هي صحيحة مضموناً؟ (رائد الصدر).

الجواب: هذا الحديث أهمّ مصادره الأصليّة ثلاث، وهي:
المصدر الأوّل: كتاب بصائر الدرجات للصفار، قال: (عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك، ما فضلنا على من خالفنا؟ فوالله إنّي لأرى الرجل منهم من هو أرخى بالاً وأنعم رياشاً وأحسن حالاً، قال: فسكت عنّي، حتى إذا كنت بالأبطح، أبطح مكّة، ورأيت الناس يضجّون إلى الله، فقال: يا أبا محمد، ما أكثر الضجيج والعجيج، وأقلّ الحجيج. والذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله بالنبوّة وعجّل روحه إلى الجنة، ما يتقبّل الله إلا منك ومن أشباهك خاصّة، ومسح يده على وجهي، وقال: يا أبا بصير، انظر، قال: فإذا أنا بالخلق كلبٌ وخنزير وحمار، إلا رجل بعد رجل). (بصائر الدرجات: 291).
المصدر الثاني: كتاب الاختصاص، وجاء فيه: (عن عبد الرحمن بن كثير قال: حججت مع أبي عبد الله عليه السلام، فإنّي معه في بعض الطريق، إذ صعد على جبل، فنظر إلى الناس، فقال: ما أكثر الضجيج؟! فقال له داود بن كثير الرقي: يا ابن رسول الله، هل يستجيب الله دعاء الجمع الذي أرى؟ فقال: ويحك يا أبا سليمان، إنّ الله لا يغفر أن يشرك به، إنّ الجاحد لولاية علي عليه السلام كعابد وثن، فقلت له: جعلت فداك، هل تعرفون محبّيكم من مبغضيكم؟ فقال: ويحك يا أبا سليمان، إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر، وإنّ الرجل ليدخل إلينا يتولانا ويتبرّء من عدوّنا فيرى مكتوباً بين عينيه: مؤمن، قال الله عز وجل: إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين، فنحن نعرف عدوّنا من وليّنا) (الاختصاص: 303).
المصدر الثالث: التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام، وجاء فيه: (قال علي بن الحسين عليهما السلام، وهو واقف بعرفات للزهري: كم تقدر ههنا من الناس؟ قال: أقدر أربعة آلاف ألف وخمسمائة ألف كلّهم حجّاج قصدوا الله بآمالهم ويدعونه بضجيج أصواتهم. [فقال له: يا زهري ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج! فقال الزهري: كلّهم حجّاج، أفهم قليل؟]. فقال له: يا زهري أدن لي وجهك. فأدناه إليه، فمسح بيده وجهه، ثم قال: انظر. [فنظر] إلى الناس، قال الزهري: فرأيت أولئك الخلق كلّهم قردة، لا أرى فيهم إنساناً إلا في كلّ عشرة آلاف واحداً من الناس. ثم قال لي: ادن منّي يا زهري. فدنوت منه، فمسح بيده وجهي، ثم قال: أنظر. فنظرت إلى الناس، قال الزهري: فرأيت أولئك الخلق كلّهم [خنازير، ثم قال لي: ادن لي وجهك. فأدنيت منه، فمسح بيده وجهي، فإذا هم كلّهم] ذئبة إلا تلك الخصائص من الناس نفراً يسيراً. فقلت: بأبي وأمي يا ابن رسول الله قد أدهشتني آياتك، وحيّرتني عجائبك! قال: يا زهري، ما الحجيج من هؤلاء إلا النفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجمّ الغفير. ثم قال لي: امسح يدك على وجهك. ففعلت، فعاد أولئك الخلق في عيني ناساً كما كانوا أولاً. ثم قال لي: من حجّ ووالى موالينا، وهجر معادينا، ووطّن نفسه على طاعتنا، ثم حضر هذا الموقف مسلماً إلى الحجر الأسود ما قلّده الله من أماناتنا، ووفياً بما ألزمه من عهودنا، فذلك هو الحاجّ، والباقون هم من قد رأيتهم. يا زهري حدّثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ليس الحاجّ المنافقين المعادين لمحمد وعلي ومحبيهما الموالين لشانئهما. وإنما الحاج المؤمنون المخلصون الموالون لمحمد وعلي ومحبيهما، المعادون لشانئهما، إنّ هؤلاء المؤمنين الموالين لنا، المعادين لأعدائنا لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهم لنا…) (تفسير الإمام العسكري: 608 ـ 610).
وإذا أردنا دراسة هذه النصوص سنجد أنّها غير معتمدة على مستوى الصنعة الحديثية والتوثيق التاريخي، فالحديث الأوّل يوجد في سنده مشاكل، منها وجود الحسين بن برّه، وهو رجل لا وجود لاسمه في كتب الرجال والجرح والتعديل، وفي بعض النسخ ورد الحسين بن بزه، وليس له ذكر في أيّ كتاب حديثي ولا رجالي حتى نعرف حاله، ويحتمل أن يكون الحسين بن بريده وهو رجل مهمل أيضاً، والحديث الثاني ورد في كتاب الاختصاص الذي لا يعلم مدى صحّة نسبته للشيخ المفيد، وقد شكّك السيد الخوئي نفسه في نسبة هذا الكتاب للمفيد (انظر ـ على سبيل المثال ـ: معجم رجال الحديث 8: 130، 197، 307، 345، 355)، علماً أنّ في السند اثنين متهمين بالوضع والغلو، وهما علي بن حسان وعبد الرحمن بن كثير حيث ضعّفهما العلماء جدّاً واتهموهما بالكذب والوضع، ومثل هذه الروايات تنسجم مع ثقافتهم. وأمّا الحديث الثالث فإنّ تفسير الإمام العسكري لم يثبت صحّة نسبته إليه، والمشكلة الأعظم في هذا التفسير أنه مرويّ بسند ينتهي إلى كلّ من أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبي الحسن علي بن محمد بن سيار (يسار)، وهما رجلان مجهولا الحال، بل مهملان جداً، وهذا القدر من الإهمال يسقط قيمة التفسير كلّه؛ من هنا لم يحظَ هذا التفسير بين الشيعة بكثير أهمية، حيث حمل عليه العديد من العلماء، بل ذهب بعضهم إلى أنه موضوع، يقول السيد الخوئي: إنّ الناظر في هذا التفسير لا يشك في أنّه موضوع، وجلَّ مقام عالم محقّق أن يكتب مثل هذا التفسير، فكيف بالإمام (انظر: معجم رجال الحديث 13: 157). وممّن أسقط حجية هذا التفسير ابن الغضائري، والعلامة الحلي، والتفرشي، والمحقق الداماد، والاسترآبادي صاحب منهج المقال، والأردبيلي، ومحمد جواد البلاغي، والمحقق التستري، والميرزا الشعراني، والسيد هاشم الخوانساري وغيرهم. هذا وقد ورد الحديث في مختصر بصائر الدرجات أيضاً بسند فيه ابن أبي حمزة البطائني وهو رجل ضعيف.
أمّا من الناحية المضمونيّة، فلو اقتصرت هذه النصوص على جملة: ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج، لكان يمكن تفسيرها بأنّها ضرب من التجوّز يراد به المبالغة، كما تقول: إنّ أكثر المصلّين اليوم لا يستفيدون من صلاتهم إلا حركات جسدية، أو تقول: ما يصوم أكثر الناس حقيقة، بل لا يأتيهم من الصوم إلا الجوع والعطش، لكنّ تكملة الأحاديث تدلّ على أنّها جاءت في سياق التمييز الطائفي بين الشيعة وغيرهم، وفي سياق مسألة عدم قبول الأعمال من غير الإمامي، وهي وفقاً لأصول الاعتقاد الشيعي منسجمة معها على ما هو المعروف.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36616916       عدد زيارات اليوم : 18425